تأمل القطة في سكونها بظهرها المستقيم واليدان في وضع ثابت للأمام مرتكزة على الرجلين الخلفيتين مغمضة العينين لا ترى أية حركة منها غير نسمات الهواء تداعب شعرها الناعم وشاربها الطويل، وحينما تفيق تتمطع بفرد جسمها بالكامل مضمومة الرجلين في حركة رشيقة جدا وهادئة وتخطو متمايلة في بطء شديد يدل على الاستمتاع بالخمس دقائق التي قضتها في الاسترخاء، وبعد النوم تشعر بالجوع فتقرر صيد فأر مثلا على الأرض، فتراها تتسحب خفية لتقترب بتركيز نظرها على الهدف في حذر ثم تقفز بسرعة البرق وخفة رائعة لتحقق هدفها..
هذه الصورة لو تأملتها جيدا تجد أن دقائق الاسترخاء والاستمتاع به هي سر الحيوية والنشاط الذي وجدته عند حاجتها لبذل المجهود أثناء اليوم، فيجب أن يستجمع جسمك الراحة اللازمة ليستطيع القيام بالجهد العضلي والذهني المطلوب.
وفي ظل سرعة إيقاع الحياة، أصبح الإنسان مثل الساقية يدور في حقل العمل وزحمة المواصلات، ويعاني من المشكلات بجميع أنواعها إلى أن يصاب بأمراض العصر كالتوتر والاكتئاب والعصبية وغيرها من الاضطرابات النفسية التي قد تقذف به إلى الإدمان، فينصح خبراء البرمجة العصبية (الـNLP) بتناول "كبسولة الاسترخاء" للحماية من هذه الأمراض 3 مرات يوميا حتى تستطيع مواصلة حياتك، و"كبسولة الاسترخاء" مضاد حيوي طبيعي جدا وقوي المفعول يعمل على تجديد الخلايا العصبية وتنشيطها وتحفيز المخ لتنشيط القلب والدورة الدموية؛ لتوصيل الغذاء والأكسجين إلى العضلات، مما يقلل من أعراض التوتر والاضطراب الذي يصيبنا خلال اليوم.
وهذه الكبسولة عبارة عن عشرات التمارين التي تُجدد نشاطك البدني والذهني، فأنت لا تحتاج سوى 5 دقائق كل مرة للقيام بأي من هذه الطرق:
1- الجلوس بهدوء شديد بتثبيت الأقدام على الأرض مع إرخاء الكتفين ورفع الرأس، ومن الضروري أن يكون الظهر مفرودا والبطن إلى الخارج مع عدم الانحناء للأمام، وعدم جعل البطن إلى الداخل التي تسبب التوتر، ثم الابتسام بهودء وغمض العينين وترديد بعض الكلمات الإيجابية التشجيعية أو التسبيح والاستغفار وحمد الله إلى أن تصل لحالة من السلام الداخلي، التي يعتبرها الخبراء كالفرامل عند قيادة السيارة تحمي السائق من الحوادث التي قد يتعرض لها في طريقه.
2- وضع أصابع اليدين على بعضهم بشرط أن يتلامس الكفان الداخليان بنعومة وهدوء، والجلوس باعتدال وغمض العينين والتركيز على الإحساس بتلامس الأصابع برفق، وقد تشعر بالنعاس قليلا لو توقفت عن الحركة واستمتعت بأثر التمرين.
3- عمل مساج وتدليك لعظام الرأس من الداخل عن طريق فتح الفم تدريجياً إلى أقصى درجة ثم البقاء كذلك لثوانٍ، وغلقه بشكل تدريجي وناعم وتكرار هذه الحركة عدة مرات، وينصح بعدم فعلها لمن يعانون من مشكلات للفم أو الفكين، وهذا التمرين يشعرك بالحيوية والطاقة ويخلصك من الصداع أو الإحساس بالضغط على الأنف والأذن.
4- أثناء ركوب المواصلات يمكنك الاسترخاء بإرجاع الرأس للخلف ولمس الإبهام والسبابة لبعضهما في كل يد، وهذه الحركة تخلق مجالاً للطاقة المغناطيسية تريح اليدين والذراعين، وينصح خبراء الـNLP بالقيام بهذا شرط ألا تكون السائق.
5- الاسترخاء بالمياه؛ ولها طرق عديدة معروفة منذ عصر الفراعنة والرومان، منها استخدام المياه بعد الاغتسال بخفوت الإضاءة إذا أمكن والوقوف مستقيماً والمباعدة بين الأقدام مسافة خطوة تقريباً واليدين على جانبي الجسد، وتقليل كمية المياه من الدش حتى تنزل بهدوء شديد ثم غمض العينين واجعل المياه تنساب من فوق رأسك على الجزء الخلفي ثم تنساب على ظهرك بنعومة وهدوء شديد؛ لتشعر بقطرات المياه المتلاحقة، ثم القيام بنفس العملية على الجزء الأمامي للرأس والجسد، ثم تدليك الرقبة والوجه بزيت النعناع الطبيعي بهدوء ونعومة ليساعدك على الانتعاش والطاقة والحيوية بعد هذا الاسترخاء.
6- الاستلقاء على أحد الجانبين على الأرض وفرد أحد الذراعين وسند الرأس عليه كأنه وسادة لبضع دقائق ثم نفس الوضع على الجانب الآخر.
7- التدليك الرقيق لكل مِن أصابع اليدين على حدة، وتدليك نقطة منتصف راحة اليد بالإبهام وهذه الطريقة ينصح بها استشاري الوخز بالإبر ريتشارد بلاكويل، وتدليك المنطقة بين الحاجبين في الوجه والمنطقة التي تعلوها في الرأس، وتقول إيلين بينتلي مؤلفة كتاب (تدليك الرأس خطوة بخطوة): "إن تدليك منطقة الأذن يساعد في تحقيق التوازن للعقل وللجسد وللأعضاء الداخلية وذلك عن طريق تحفيز نقاط الضغط".
8- التنفس بهدوء وعمق في الشهيق والزفير بالتناوب من فتحتي الأنف بسد إحدى الفتحتين ثم الفتحة الأخرى.
9- غمض العينين وتخيل اللون الأزرق أو الأخضر لما يبعثه من هدوء وراحة نفسية مع التنفس ببطء بشكل سليم من البطن فقط وليس الصدر، مع الحفاظ على وضعية الجسم سليمة للوقوف أو الجلوس كما ذكرنا، ثم نقوم بعدّ 4 ثوانٍ للشهيق ثم حبس النفس قليلا ثم إخراج الزفير بالتزامن مع 4 ثوانٍ أخرى وتكرار ذلك لمدة 10 دقائق تقريبا وهذا يساعد على تنفس كمية أكبر من الأكسجين، مما يساعد على تقوية عضلات البطن خصيصاً وحرق الدهون، وتنصح بهذه الطريقة د.منال الديب -مدربة بالمركز الكندي للتنمية البشرية- للتخلص من الكرش أيضا.
10- تناول الأطعمة التي تحتوي على الترايبتوفان الذي يحفز إنتاج السروتونين المساعد على الاسترخاء؛ مثل: الحليب، الجزر، التمر، الليمون، البيض، والموز الذي يحتوي على الماغنسيوم مما يساعد على استرخاء العضلات وضبط إفراز الميلاتونين، وهو الهرمون المسئول عن تحفيز النوم والساعة البيولوجية بالجسم.
الهدوء والاسترخاء حاجة إنسانية ملحة على الفرد في ظل تحركات وتغيرات الحياة السريعة التي نعيشها، ولكن ينصح الخبراء بوجوب الاعتماد على النفس للحصول على السلام الداخلي والاسترخاء، وعدم الاعتماد على أي شخص آخر كزوج أو خطيب أو أي فرد من الأسرة للوصول إلى هذه الحالة؛ لأنه تدريجيا سنصبح أتباعاً لهذا الشخص ونضطر للتنازل عن أشياء مقابل إرضائه ليهدأ ويصل بك إلى الحالة التي تلح عليك داخليا للاستقرار النفسي، وخصوصا مع الزوج أو الزوجة متقلبي الأمزجة، وهدوؤك الداخلي حينما تصل إليه بمفردك سيؤثر بشكل مباشر على الطرف الآخر بالإيجاب وسيمكنك من التغلب على أي تغيير طارئ أو استفزاز يحدث أمامك منه، بل ستحفزك "كبسولة الاستراخاء" بقدرة ذهنية وعصبية جيدة على علاج المشكلات واحتواء شريكك، كما تعطيك قدرة كبيرة على التركيز الفعال الذي يوصلك لأهدافك المنشودة في العمل مثلا.
وتذكر عند تناول الكبسولة طرد جميع الأفكار السلبية أو تذكر المواقف العصبية التي تكدر الصفو الذهني حتى لو تطلب الأمر التمثيل أو التقمص الوجداني، وأن تتذكر أشياء جميلة إيجابية كمنظر أو موقف طول دقائق التمرين القصيرة، حتى تنهي التمرين بهدوء شديد ثم تدلك اليدين برفق والذراعين فالوجه ثم القيام والحركة ببطء شديد والتحدّث بصوت خافت وهادئ حتى يأخذ الجسم وقته للانتقال من حالة الاسترخاء إلى الحيوية والنشاط مرة أخرى بنجاح بعد أن يكون ارتوى من فيتامينات الكبسولة التي تؤثر على خلاياه العصبية ودورته الدموية، ويحذر الخبراء في هذه الروشتة من قطع التمرين فجأة أو الانتهاء منه بشكل سريع؛ لأن ذلك يسبب التوتر ويلغي عمل الدواء بشكل نهائي.