مقالي الإسبوعي بجريدة عين - 4YOU
في حياة كل منا مواقف صغيرة قد تبدو للبعض عادية أو تافهة بينما هي وميض قد يغير حياته وحياة غيره للأبد. لكل منا قصة حياة قد تصلح جداً لأن تصبح كتاباً أو فيلماً، الفكرة فقط في المواقف التي يستعرضها الكتاب والفيلم ..تفاصيل صغيرة في حياتنا قد تملاً مجلدات، فقط لو نظرنا لها بمنظور آخر وحاولنا أن نكشف ما ورائها.
هل كان عباس العقاد يتخيل أنه سيصبح اسماً خالداً في دنيا الأدب؟ هل كان أوباما يتخيل أنه سيصبح رئيساًُ لأمريكا؟ أوبرا وينفري التي كانت ترتدي أثواباً مصنوعة من أشولة البطاطا، هل تصورت يوماً أنها ستصبح أغنى أمرأة سمراء في العالم؟ بالطبع لا ..كلنا لا يعلم ما سيكونه غداًُ ..ربما تصبح شخصاً قد يغير البشرية وحتى لو لم تصبح كذلك، ما زلت متأكدة أن في حياتك مواقف قد تلهم الملايين غيرك من الناس.
أقول هذا الكلام بعد أن شاهدت مؤخراً مقطعاً على موقع يوتيوب مراراً وتكراراً وفي كل مرة كنت أشاهده كانت عيني تدمع . موقف واحد في حياة أحد السيدات مدته 7 دقائق على الأكثر غير حياتها للأبد وأعطى درساً للعالم أجمع..
أتحدث عن سوزان بويل Susan Boyleأحد المشتركات في برنامج بريتانز جوت تالينت، يكفي أن اقول لكم ان هذا الفيديو هو الأعلى مشاهدة على الموقع حيث شوهد تقريباً حوالي 83 مليون مرة وهو للمرة الأولى التي غنت فيها أمام لجنة التحكيم . دخلت سوزان على لجنة التحكيم وبدأوا ينظرون لها ويقيّمونها : أمرأة تبدو في الخمسينات، شعثاء الشعر يغزو رأسها الشيب وذات جسد مترهل .وحينها سألها أحد أعضاء لجنة التحكيم بتهكم " ما هو حلمك" فردت " ان اصبح مطربة محترفة" فعلق ساخراً ومالذي منعك من تحقيق حلمك؟ - يلمح لشكلها الدميم وأنه بالتأكيد هو العائق- فأجابت " فقط لم أجد الفرصة المناسبة " فطلبت اللجنة منها أن تبدأ في الغناء وما أن غنت أول جملة من أغنية
I dreamed a dream حتى أغرورت أعين الجميع بالدموع وبدأت الرجفة تسري في الأجساد ..يالله كان صوتها كالملائكة ! وبعد أن انتهت من الغناء قالت لها أماندا أحد أعضاء لجنة التحكيم " كم كنا ظالمين عندما كنا ضدك في البداية، لقد كان صوتك يا سوزان بمثابة النداء الذي افاقنا جميعاً". وقال لها آخر " لقد ضحكنا جميعاً عليك عندما صعدت إلى المسرح ولكن لا أحد يجرؤ على الضحك الآن". صدق أو لا تصدق، لقد أصبحت مبيعات ألبوم "حلمت حلماً" الأعلى في تاريخ بريطانيا كلها على الإطلاق وهكذا هي القصة.. سوزان بويل الآن هي أشهر امرأة في بريطانيا! ألم أقل لكم أن موقفاً واحداً في حياة شخص ما قد يغير حياة وآراء أناس آخرين؟
لا تنظر للحياة من منظور ضيق، شاهد كل شئ بعمق وتأمل وحينها فقط سيصبح للحياة معنى أجمل.
شاهد الفيدبو على يوتيوب
هناك 8 تعليقات:
على فكرة حظوظ
موقف سوزان بويل من اجمل ما يمكن ان تشاهده فى حياتك
هو فعلا صيحه ضد النمطيه
دليل ان الانسان يستطيع مهما كانت العقبات
من كترة ما انا مؤمنة بإن حياة الإنسان ممكن تتغير في لحظة بقيت ببص لوجوه الأطفال اللي بشوفهم وبسأل نفسي ياترى مين فيهم هيكون زويل بتاع بكره ولاطه حسين ولا نجيب محفوظ ولا مجدي يعقوب ولا فاروق الباز.
اللي غير حياة سوزان إنها رغم كبر سنها ورغم الإنتقادات اللي كانت بتواجهها من كل اللي حوليها بسبب سنها الكبير وشكلها البسيط ده كله مش أثر عليها ولا خلاها تتخلى عن حلمها في إنها تكون مغنية مشهورة وبصراحة هي رائعة
كل يوم باعجب بكلامك اكتر
الكلمتين اللى اخر البوست تحفه:)
تسلم الدماغ ياجميله
كلا م وسلام
حظوظ ونصيب وقدر و و و حاجات كتير
مهرة:
تمام كدة
شكراً لمرورك
منى
مبسوطة ان الكلام عجبك
نور
شكراً :)
إرسال تعليق