حوار: شيماء الجمال
نشأ في بيت تملؤه مجلات الأطفال التي كان يرسم لها والده الرسام مصطفى رحمة والتي أصبحت فيما بعد ملهمته الأولى في أن يكون رسام أطفال فإلتحق بمجلة باسم كرسام ولكنه لم يتوقف عند هذا الحد وأخذ يطرق أبواباً أخرى في الفن فهو الآن أحد رسامي كاريكاتير المصري اليوم كما أنه يعمل في تصميم الأغلفة ومجال الرسوم المتحركة مع شركة نهضة مصر.. نتحدث عن الفنان هشام رحمة والذي سالناه.
هل تعلمت الرسم من والدك الفنان مصطفى رحمة؟
دائماً ما أسأل هذا السؤال ولكن المدهش أن والدتي هي التي اكتشفت موهبتي وليس والدي فقد كنت في أحد الأيام أجلس بجانبها عندما كان عمري ثلاث سنوات وهي تتحدث مع صديقتها في الهاتف وكانت ترسم على كتاب أمامها قطار بدائي الشكل أعجبني كثيراً فطلبت منها أن تعلمني كيف ترسمه ثم أمسكت بالقلم والورقة وبدأت أحاول تقليد القطار ومن يومها بدأت علاقتي بالورقة والقلم.
إذن كيف ساهم والدك في تنمية موهبتك؟
كان يحضر للبيت كل اعداد مجلة ماجد للبيت بحكم عمله كرسام فيها فنشأت على مشاهدة رسومات حجازي وتاج وإيهاب شاكر ومحيي الدين اللباد وهم عمالقة في هذا المجال. ولم يكن والدي يعدّل على رسوماتي عندما كنت طفلاً، بل جعلني أكون خطوطي وأتعلم بالملاحظة والتجربة ولكن بعد التحاقي بمعهد السينما قسم الرسوم المتحركة كان يشرف على رسمي ويعطيني ملاحظاته.
وهل كنتما تختلفان أحياناً في وجهات النظر؟
بحكم سن وخبرة والدي فإنني دائماً أوضع في منافسة ظالمة معه. وأفكر دائماً أنني أريد ان أصبح مثله، ليس في تقليد خطوطه أو أسلوب رسمه بل في التأثير الذي يتركه على جمهوره ودائماً ما يعطيني أبي نصائح حول رسمي ولكنني أتمسك برأيي وأنشر الرسم كما هو ولكن بعد مرور فترة طويلة عندما أشاهد الرسومات مرة أخرى أتأكد أن والدي كان معه حق في رأيه حينها ومع ذلك مازلت أصر على رأ يي حتى الآن.. أعتقد أنني أحب التعلم من أخطائي.
مصطفى رحمة بريشة هشام
ولكننا نشعر أن بعض خطوطك تشبه رسومات مجلة ماجد..
هذا حقيقي، فعندما كان والدي يشاهدني أحاول التعلم من المجلا ت الأجنبية كان ينصحني ألا أفعل هذا ويحضر لي فورا المجلات العربية لأننا يجب في النهاية أن يكون لدينا بصمتنا العربية الخاصة التي تظهر في شخصياتنا الكارتونية ولهذا أميل لرسم الشعر المتموج والعيون الواسعة والتمسك بالطابع العربي بشكل خاص وهو ما كان الإسلوب المتبع لدي رسامي مجلة ماجد مثل حجازي وتاج وهم من تعلمت الرسم عن طريق تأمل رسمهم.
من الغريب أنك عملت كرسام في مجلة باسم المنافسة القوية لمجلة ماجد التي يعمل بها والدك؟
لأن المنافسة بين المجلتين كانت ولا تزال منافسة شريفة أتمنى أن تكون موجودة بين المطبوعات المصرية حتى ترفع من مستواها..كلا المجلتين كانت تملتك فنانين وكتاب متميزين.
هل كانت نشأتك في الإمارات مهمة لك كرسام؟
نشأتي في الإمارات مهمة بالنسبة لي واثرت كثيراً في شخصيتي وطفولتي ولكنها لم تكن ملهمةلي كرسام. على العكس، عندما كنت آتي لأي أجازة في مصر كنت أخرج منها مشحوناً بالعديد من المشاعر التي كنت أحب تدوينها على الورق.
هل تحب قراءة مجلات الأطفال أم أنك تتابعها فقط بحكم عملك في هذا المجال؟
أحب قراءة مجلات الأطفال طبعاً وخصوصاً باسم وماجد وأحب ايضاً مجلة علاء الدين المصرية وخصوصاً قصص طائر البطريق التي رسمها الفنان الجزائري الفرنسي بورجي لأن افكارها كانت مميزة جداً ولكن تظل مشكلتنا الكبرى الآن كرسامي أطفال هي عدم وجود النصوص الجيدة.
شاركت مؤخراً برسوماتك في مجلة توكتوك أول مجلة كوميكس للكبار..حدثنا عن خطوات رسم القصة المصورة؟
عادةً ما يأتيني النص مكتوباً وأرسمه أنا، ودائماً ما يكون وصف الكادر على اليمين والحوار على اليسار وأقوم بقراءة هذه الاوراق وأدرسها في ذهني واذا شعرت بأن لدي فكرة قد تضيف للنص فإنني أتصل بالكاتب وأعرضها عليه وبعد الرسم نقوم بعمل مونتاج للكادرات تماما مثل السينما ويمكن أن نحذف كادراً أو نضيف كادرا جديداً حتى تتحقق رؤية بصرية جيدة للقارئ.
عدد أغلفة الكتب التي صممتها اقل بكثير من رسوماتك للأطفال ورسوماتك الكاريكاتورية..لماذا لم يجذبك مجال تصميم الاغلفة؟
بالعكس المجال جذبني جداً وانا متحمس للمضي فيه ولكن الكارتون حالياً يأخذ معظم وقتي.
غلاف من تصميمه
ذكرت من قبل أنك صممت أحد الاغلفة للكاتب أنيس منصور ولكنه لم ينل اعجابه..ماهي تفاصيل هذا الغلاف؟
الغلاف هو لكتاب "قالوا" الذي صدر عن دار نهضة مصر للنشر والتوزيع وهو غلاف من تصميمي ورسمي قصدت به أن احاول بث روح جديدة في يشكل أغلفة كتب الكاتب أنيس منصور ولكن بعد أن أرسلنا له الغلاف علمت أنه اعترض عليه ولم يعجبه ولكن الغريب ان كل من في الدار قد أنثى عليه ولهذا خرج الكتاب بالفعل بالغلاف الذي صممته مع احترامي لراي الكاتب أنيس منصور.
ولماذا لم تتصل به وتناقشه في سبب رفضه؟
لأن هذه ليست طبيعة شخصيتي فأنا ديموقراطي وأحترم رأيه ولم أرغب في تغييره، فإذا كان الغلاف لم يعجبه فهذا رأيه وحقه ولكن في النهاية هناك لجنة فنية هي التي تقرر اعتماد الغلاف.
لماذا تركت العمل بجريدة الدستور وانضممت للعمل في المصري اليوم؟
فالنقل انه بعد رحيل عمرو سليم عن الدستور تغير الوضع فعمرو سليم كان " بيجيب لنا حقوقنا" ، أنا لم أتبع زملائي الذين غادروا الدستور بل كنت أولهم تقريباً ولم التحق بالمصري اليوم مباشرة بعد تركي للدستور بل التحقت به فقط في نهاية العام الماضي.
أحد رسوماته الكاريكاتورية
كيف تستطيع الخروج من مود الأطفال والدخول مباشرة في مود الكاريكاتير السياسي؟
هذه المسألة صعبة ولكنها تتطور مع الوقت وقد تعلمتها من والدي ثم من الأستاذ عمرو سليم الذان كانا يقولان لي " لازم تفصل".
على الرغم من تخرجك من قسم الرسوم المتحركة إلا أنك لم ترسم سوى كارتون واحد وهو زيزو الذي عرض في رمضان الماضي فما سر هذا التأخير؟
سر هذا التأخير هو أنني عندما كنت في السنة الثاثة في الكلية ذهبت للتدريب في أحد استديوهات الكارتون ولكنهم للاسف كانوا يتعاملون معنا كنجاري- مع احترامي لهم- وليس كفانين حتى أن بلغ الامر بهم أن يقولوا لي " الشفافة بنص جنيه" وهو يعني عدم تقديرهم للفن تماماً وهو ما أصابني بصدمة كبيرة استمرت معي حتى فترى قريبة عندما التحقت بشركة نهشضة مصر للإنتاج الفني وتعرفت على أحد المنتجات بها والتي شجعتني لأبتكر شخصية جدية فقمت بإبتكار شخصية" زيزو" ورسمت رسومات ال15 حلقة التي عرضت في شهر رمضان الماضي وحصل الكارتون على جائزة مهرجان الإعلام العربي وإن شاء الله ساقدم جزءاً جديدا رمضان المقبل.
مع بالونة تحمل شخصية زيزو
هناك تعليقان (2):
inspiring interview
thanks for sharing
THNX Ahmed :)
إرسال تعليق