بال ساركوزي يقيم معرضه الفني الأول في مدريد
عرفنا الرئيس الفرنسي محاطا بعائلة من الفنانين: زوجته كارلا التي تؤلف وتغني، وابنه الأكبر بيار الذي يعمل كمؤلف ومنتج لأغاني «الراب»، لكن يبدو أن هناك وافدا جديدا. فمنذ عدة أسابيع يثير معرض فني من نوع خاص، فضول الصحافة وجدل الأوساط الثقافية الفرنسية، ليس بسبب تميز الرؤية الفنية لصاحب اللوحات، ولا لحضوره القوي أو لإبداعه، وإنما لهويته، فهو والد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ويدعى بال ناجي بوسكا ساركوزي.
«آوت أوف مايند» أو «خارج البال» هو عنوان المعرض، ويضم أكثر من خمسة وثلاثين لوحة يصّنفها نقاد «الفيغارو مغازين» ضمن التيار «النيوسيريالي». بينما يعجز آخرون عن إيجاد تصنيف محدد لها، لأنها تعتمد طريقة جديدة، هي عبارة عن مزج بين رسوم وتركيب لصور رقمية، عن طريق استعمال تقنية الديجيتال. أما بال ساركوزي نفسه فيقول عن عمله إنه «ليس بالسيريالي ولا بالتجريدي ولا بالواقعي، بل هو نوع جديد لم يسبق وأن جربه أحد من قبل. فهو مزج بين الرسم الكلاسيكي الذي يمثل الأصالة وتقنيات الإعلام الآلي التي تمثل المستقبل». ثم يضيف بال أن على الزائر إمعان النظر في لوحاته، فهي عميقة المعنى، لكن ذلك، ربما، لا يظهر في الوهلة الأولى. المعرض هو ثمرة تعاون دام أربع سنوات بين بال ساركوزي وصديق عمره الألماني فرنار هورنينغ، الذي عمل معه لسنوات في مجال الإعلان، وهو خبير في تقنيات الديجيتال. فالأول يرسم بالقلم والثاني يقوم بإضافة الصور والألوان بواسطة الحاسوب. أكثر اللوحات إثارة للانتباه تلك التي تمثل الرئيس الفرنسي، وهو يحمل قلادة شرفية في أذنه، وقد كانت هدية الأب إلى ابنه عشية فوزه في الانتخابات في مايو (أيار) من عام 2007، حيث كانت معلقة قبل المعرض في مكتبه الخاص بقصر الإليزيه. عن هذه اللوحة يقول ساركوزي الأب: إنها تمثل كل مراحل حياة ابنه منذ طفولته، وقد أنجزها مستعينا بألبوم العائلة الذي يضم 80 صورة. اللوحة التي تحمل اسم «نيكولا» تمثل رسما للرئيس نيكولا ساركوزي، وفي الجوانب صور له وهو رضيع في أحضان والده، ثم وهو يمتطي الخيل، وبرفقة جده لأمه بنيديكت مالاه، الذي كان نيكولا شديد التعلق به، وهو من يهود اليونان. أما كارلا بروني، فيبدو وكأنها أصبحت مصدر إلهام لهذا الرسام المخضرم، تماما كما كانت دورا مار بالنسبة لبيكاسو، وأماندا لير بالنسبة لسلفادور دالي. فهي موجودة في عدة لوحات. وقد قدم ساركوزي الأب لوحة «كارلا» على أنها أفضل أعماله. وتظهر فيها كنّته وهي تعزف على القيثارة. وكانت هذه اللوحة هديته لها بمناسبة زواجها بابنه. وقد ظل ساركوزي الأب، إلى وقت غير بعيد، مجهولا في الوسط الفني، حيث دخل فضاء الرسم التشكيلي مند أربع سنوات فقط، وهو يشارف على الثمانين، بعد تقاعده من عمله في مجال الإعلان. وأقام أول معرض له في مدينة مدريد بقاعة «كازا دو فاكاز دي ريتيرو» برعاية عمدة المدينة نفسها، ألبرتو رويز غلردون، الذي قيل إنه تغيب عن كرسيه في المجلس البلدي لافتتاح معرض والد الرئيس الفرنسي، واصفا إياه «بالحدث الفني البالغ الأهمية». ساركوزي الأب اعترف في عدة مناسبات أن قرابته مع الرئيس الفرنسي جعلت أعماله الفنية تلقى صدى سريعا في الخارج، حيث بيعت إحدى لوحاته مؤخرا في مزاد علني بالمجر بما يعادل 3000 يورو. وقد وصل متوسط سعر اللوحة الواحدة إلى 8000 يورو. وهو ثمن جّيد بالنسبة لرسام مبتدئ. لكن ذلك لم يمنع النقاد من استقبال أعماله بالنقد اللاذع. فلوحات بال ساركوزي حسب أحد المواقع المختصة في النقد الفني «أرت إكلير.كوم»: «بدون روح و لا تعبر عن أي أحاسيس». بينما تقول «الصنداي تايمز» عن صاحب اللوحات إنه «فنان سيريالي، وإن أعماله اللافتة للنظر تذهب إلى حدود السخرية». أما مارسيل، وهو صاحب غاليري باريسية، فيقول إن «أعمال بال ساركوزي لا تمت بعلاقة للفن السيريالي. فهو كأي رسام هاوٍ، لا تحمل لوحاته أي بصمة إبداع». بال ساركوزي قال إنه كان يتوقع الهجوم على أعماله، ولهذا اختار مدريد لتنظيم أول معارضه لأن له فيها الكثير من الأصدقاء، ولكي لا يقال إنه يستفيد من قرابته مع الرئيس الفرنسي، قاطعا الطريق أمام انتقاد الجهات التي سبقت واتهمت ابنه نيكولا بالمحسوبية، في قضية ترشيح نجله جان ساركوزي لرئاسة هيئة إدارة أكبر حي للأعمال في فرنسا، وهو شاب لا يتعدى الثالثة والعشرين ودون أي مؤهلات مهنية. وفي قضية منح ابنه الآخر بيار المنتج ومؤلف الأغاني مساعدات مالية حكومية لإنجاز أحد مشاريعه الخاصة.
بعد مدريد، أمستردام وتونس، يعرض الفنان العجوز لوحاته في المجر، موطنه الأصلي الذي رحل عنه منذ ستين عاما، قبل أن تحّط لوحاته ضيفة على واحدة من أعرق قاعات العرض الباريسية «إسبساس بيار كاردان» التي سبق واستقبلت أعمال بيكاسو ودالي. علما بأن القاعة توجد على بعد أمتار قليلة من مكتب نجله نيكولا، رئيس الجمهورية.
هناك 4 تعليقات:
بعيداً عن كونه
والد رئيس فرنسا
ساركوزى الا انهم فى
الخارج لا يكفون عن
العمل او الابداع او
المشاركة فى (الحياة)ماداموا
احياءا ولنا فى (السياحة )اكبر
مثل فمعظم السواح لهنا من كبار السن
أما للمقدرة المادية أو لتوافر الوقت او لكليهما.
نقطة أخرى أحب
أن أضيفها استاذة
شيماء وهى انهم هناك
يتعلمون وتمرنون على
اشياء كثيرة وليس العلم
الاكاديمى فقط بل ينمون
المهارات والهوايات جداً
لأستخدامها بعد ذلك
فى الحياة:هل تذكرين
مغنى قديم يسمى خوليوا
اجلاسيس كان لاعب كرة قدم
وبعد ذلك أحترف الغناء
وبرع فيه. حصص الهوايات
والرياضة من الحصص الاساسية
فى مناهجهم.
شبه ابنه
هههههههههه
بس فنان فعلا ومثير للاعجاب
انه في السن دي عندنا المصريين وقبلها كمان بيبقى الشخص جالس على كنبة لا يتركها الا للصلاة او النوم ومستني نهاية العمر
ده فرق الثقافات بينا وبينهم وهو العمل والسعي في الدنيا لاخر لحظة مع ان ده من اساسيات دينا اللي اتربينا عليه
تحياتي
نورهاتي وفكرة
صح..احنا ما بنعرفش نستمتع بسننا لا وحنا شباب ولا وحنا كبار
إرسال تعليق