كتبت: شيماء الجمال
نشر المقال في جريدة عين
فكرة راودت رسامو ومصممو هذا الجيل وظلت تلح عليهم حتى تم تحويلها من مجرد فكرة إلى واقع ملموس يوم الأحد الماضي في جاليري تاون هاوس بوسط البلد حيث إستطاع خمسة من أشهر الرسامين الشباب وهم: شناوي، مخلوف، محمد توفيق، هشام رحمة، أنديل إطلاق أول مجلة مصورة "كوميكس" للكبار وأطلقوا عليها إسم "توك توك" والذي جاء كرمز ليعبر عن واقع الشارع المصري. الإحتفالية تضمنت معرضاً لعرض أهم صفحات المجلة بالإضافة للتوقيع على المجلة من قبل الرسامين ورسم بورتريهات للحضور وإطلاق الموقع على الإنترنت والذي ستكون الأعداد القديمة متوفرة به بشكل مجاني للتحميل.
يعتبر شناوي –صاحب مبادرة تأسيس المجلة - من أهم مصممي الجرافيكس الشباب حيث عمل في مجال الإعلانات لمدة عشر سنوات منذ تخرجه في كلية الفنون التطبيقية بالإضافة لإهتمامه الكبير بالقصص المصورة وإشتراكه في مسابقات عالمية من خلال رسوماته. في البداية تحدثنا معه حول فكرة المجلة فقال: هدف المجلة هو نشر فكرة القصص المصورة أو الكوميكس بين المراهقين والكبار لأننا في مصر اعتدنا على وجود مجلات مصورة للأطفال فقط وأصبح الرسم مرتبطاً فقط بهم. في هذه المجلة سيجد الكبار موضوعات تمسهم وتدفعهم للتفاعل مع المجلة وخصوصاً أن الرسم ونوعية الأفكار تسلط الضوء بشكل كبير على ثقافتنا المحلية.
ويضيف رسام الكاريكاتير محمد توفيق: كان هناك تجربة قديمة للكوميكس قام بها الفنان محيي الدين اللباد وصدر منها ثلاث أعداد فقط ولكن لم يستمر أحد من الجيل الذي قبلنا في هذا الطريق ولهذا اندثر هذا الفن حتى ظهر جيل جديد في أواخر التسعينات والعشر سنوات الأخيرة أخذ على عاتقه اعادة احياء فن الكوميكس للكبار. ويكمل توفيق : بعد اصدار مجلة السمندل في لبنان - مجلة كوميكس للكبار- والنجاح الذي حققته قررنا أن نأخذ خطوة فعلية لتنفيذ هذه الفكرة في مصر ولقد كان شناوي بصراحة هو الشخص المبادر في هذه التجربة حيث حرص على تجميعنا والإتفاق معنا والتنسيق فيما بيننا حتى خرجت المجلة للنور.
أما الرسام والكاتب "أنديل" ،كما يحب أن يوقع على رسوماته، فلم يشارك في هذا العدد بالرسم بل شارك بكتاباته فقط وعن هذا يقول: كتبت سلسلة من القصص القصيرة بعنوان بسلة وجرز تناقش بصفة عامة العلاقة الأزلية بين الرجل والمرأة ولكن عن طريق طفل وطفلة وكأنني أشير عن هذه السلوكيات موجودة منذ الطفولة وانها سلوكيات فطرية. كما شاركت أيضاً بالكتابة عن شخصية موجودة في مجتمعنا وهي شخصية الرجل الذي يقف بالموبايل وينادل" موبايل موبايل" في الشارع أو بجوار المولات.
ويرى الرسام مخلوف أن واحداً من أهم أهداف المجلة هو أن يكون الرسامون محترفون بالفعل وليسوا هواة حتى يستيطعوا تقديم صورة بصرية جيدة وفي نفس الوقت يصلون للقارئ المصري. كما أن فريق المجلة حرص أن تكون المجلة مستقلة تماماً وبعيدة عن أهواء أي ممول يقوم بفرض اتجاهاته على محتوى المجلة وهذا لأن المجلة ليس لها أي اتجاه سياسي ولذها قام الخمسة فنانين بطباعتها على نفقتهم الخاصة كما أنهم حتى الآن مسئولون عن تسويقها وتوزيعها يضيف مخلوف : وكون المجلة موجهة للكبار لا يعني هذا أنها مسفة او أن بها ابتذال فقد تم الإشارة بأنها مجلة للكبار حتى لا يظن البعض بأنها مجلة أطفال.
يقوم مخلوف في العدد الأول بتقديم قصة بعنوان " شيء في صدري" وهي تعرض بعض المواقف في الحياة الزوجية من خلال رسام وزوجته وقصة أخرى بعنوان "ماتش كورة" وهي تتناول قضية تهريب الأموال خارج مصر.
ومن المفاجآت التي يقدمها العدد قصة أبيض وأسود للكاتب الكبير إبراهيم أصلان والتي قام هشام رحمة برسمها بطريقة الكوميكس وعنها يعلق رحمة : منذ فترة طويلة وأنا أبحث عن قصة قصيرة قوية تصلح لأن تنفذ بطريقة الكوميكس وفي يوم كنت في زيارة شناوي ووجدت عنده أحد المجموعات القصصية للكاتب الكبير إبراهيم أصلان فأسرتني هذه القصة وقمت بتنفيذها وهي مفاجأة أقدمها للكاتب الكبير حيث أنه لم يشاهدها بعد.
جدير بالذكر أن المجلة لا تقتصر على نشر أعمال المؤسسين لها بل ترحب بإستقبال مساهمات الآخرين حيث يوجد في العدد الأول مساهمات من منى سنبل وخالد عبد العزيز وحفناوي بالإضافة لبعض الرسومات التي تمثل مصر والتي رسمتها فنانة كوميكس سويسرية أقامت ورشة لفريق عمل توك توك خلال فترة إقامتها بالقاهرة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق