حوار: شيماء الجمال
بمهارة وحرفية استطاع أن ينفذ لعقول الأطفال، يخاطبهم ويحاورهم ويفكر بطريقتهم، وبرسومه زاهية الألوان وكلماته البسيطة استطاع أن يشعر الطفل وكأنه زميله الذي يجلس معه في المدرسة، ولأن كتبه عميقة المعاني استطاع اقتناص المركز الأول في مسابقة اتصالات الإمارات مؤخراً بكتابه الأخير النقطة السوداء .. نتحدث عن مبتكر شخصية فيزو والكاتب والرسام بدار الشروق وليد طاهر الذي زرناه في مكتبه واقتحمنا عامله الطفولي فكان هذا الحوار :
فالنبدأ من النهاية، هل كنت تشعر أن قصة النقطة السوداء ستفوز بالجائزة؟
كنت متفاءلاً ولكن كنت قلقاً من المنافسة الشرسة فقد كانت هناك أعمال ممتازة من لبنان والأردن وفلسطين وخصوصاً قصة غصن الزيتون والعمة زنون والتي شعرت أنها في منافسة قوية معي وأحسست بأنها أيضاً يمكن أن تفوز.
كيف خطرت لك فكرة قصة النقطة السوداء؟
تشغلني منذ فترة فكرة حل المشكلة الكبيرة سواء للكبار أو للصغار حيث يميل الفرد دائماً لإختيار الحلول السهلة وقد لا يحل المشكلة لمجرد أن حلها صعب وهذا في حد ذاته مشكلة، ومن هنا فكرت في موقف يجمع الأولاد لحل مشكلة ما والمتمثلة في النقطة السوداء الضخمة التي تمنعهم من اللعب.
لماذا لم تختر مشكلة ملموسة حتى تكون أوضح للطفل؟
حتى أعمم الفكرة، فحين تريد أن تعلم الأطفال فكرة عامة ومنهجاً دائماً من التفكير من الأفضل أن تختار رمز لا أن تضع مثالاً بعينه.
صرحت جريدة الشروق بأن القصة إستغرقت عاماً كاملاً للإعداد لها فلماذا هذا الوقت الطويل؟
بالفعل إستغرقت قرابة العام لأنني كنت أحاول تبسيط الفكرة وألا يكون فيها لبس وكنت أعرض القصة على الأطفال أثناء تاليفها لإختبارها عليهم وإذا كان هناك جزء غير مفهوم يجب أن أعرضه بشكل آخر.
هل تفعل ذلك عادة في كل أعمالك ؟
مع كل القصص، وعادة أقرأها لأولادي أو لأولاد زملائي في الشروق ولكن أحياناً يمكن أن يكون الطفل مضللا إذا كان غير مستعد أوعلى عجلة من أمره ولهذا فنحن نأخذ إنطباعاً مبدئياً فقط على عكس بعض الدول العربية التي تقيم عدة ورش لكل كتاب.
عندما قرأ الأطفال النقطة السوداء ماذا كان إنطباعهم الأول؟
كان إنطباعهم إيجابياً و تمنوا ألا تنتهي القصة وهذا ما دفعني لتطويلها بعض الشيء.
استشعر البعض مغزى سياسي في القصة فهل كان مقصوداً؟
نعم فقد بدأت في كتابة القصة في أعقاب أحداث غزة عام 2008 وكنت أقصد بافعل إيصال هذا المعنى ضمنياً وهذا سبب من أسباب فوز القصة حيث اتفق أعضاء لجنة التحكيم أنها بهذا أكثر من جانب وليس جانباً واحداً.
متى اكتششفت موهبتك في الرسم والكتابة للأطفال؟
منذ أن كنت في المرحلة الثانوية وأنا اشعر أنني أستطيع تقديم شيء ما في هذا المجال ولهذا وضعت الموضوع في رأسي منذ البداية وكنت ابحث وأقرأ وخصوصاً كتب اللباد التي تعلمت منها أن أعمال أطفال تعبر عن فن حقيقي سياسي واجتماعي وانساني.
وهل كانت بدايتك مع دار الشروق؟
بدأت قبلها مع دار نشر تدعى هوبو بوكس ورسمت لهم حوالي 7 كتب خلال عام 1996 وعملت معهم حتى 2007 وفي عام 2000 تم تعييني في دار الشروق كرسام.
كيف خرج كتابك الأول "صاحبي الجديد" للنور؟
عندما جائتني فكرة هذا الكتاب قررت ألا أعرضه على دار الشروق إلا بعد الإنتهاء منه حتى أتلقى رد فعل نهائي عليه وبالفعل وافقت دار الشروق على نشره عام 2002 وبعدها قمت برسم كتاب بدون كلمات بعنوان الأغبياء.
متى ولدت شخصية فيزو وما هي أهم ملامح شخصيته؟
ابتكرت شخصية فيزو عام 2004 وهو بالمناسبة إسم أحد اصدقائي منذ ايام المدرسة وتعتمد قصص فيزو على مناقشة يوميات الأولاد الصغار ( 3-4سنوات) وتركز على الجانب النفسي للأطفال، ولهذا أتناقش في القصص مع طبيبة نفسية من أجل مزيد من المصداقية في مناقشة مواضيع مثل الطفل متقلب المزاج والطفل الخجول والطفل "أبو العريف" وقد وصل عدد كتب فيزو الآن إلى 10 كتب.
مالكتب المصرية المفضلة لك في مجال الأطفال؟
أحببت كتاب أمل فرح وإيهاب شاكر حكايات من دراو الصادر عن نهضة مصر وسلسلة حكايات فرحانة لرانيا أمين والتي أتعتقد أنها تحتاج بعض التطوير في الإخراج.
وعالمياً؟
أحترم كثيراً أعمال إريك كارل ودكتور سيوس.
دكتور سيوس يكتب لأطفال من سن ثلاث سنوات وحتى سن الثامنة عشر هل تنوي أن توسع دائرة قراءك مثله ؟
فكرت في هذا وأعتقد ان النقطة السوداء تخاطب سناً أكبر من الذي اعتدت الكتابة له، ولكنني لا أظن أنني سأكتب لمن هم في الخامسة عشرة مثلاً لأن هذا السن صعب ومتعب ربما أرسم لهم كما فعلت في كتاب فندق الثعالب للدكتور محمد المخزنجي.
كيف نختار الكتاب الأمثل لطفلنا في المكتبة؟
أعتقد أن الامهات يعانين من مشكلة في إختيار الكتب للأطفال بسبب المكتبات التي يجب ان تتقوم بتصنيف الكتب عمرياً و إلى فئات مختلفة مثل الكتب العلمية والادب والسلوكيات ..إلخ. يقومون في الخارج بتنصنيف الكتب وفقاً لعدد الصفحات وعدد الأسطر في كل صفحة فبالنسبة لسن 4 سنوات مثلاً يجب ألا يزيد عدد الصفحات عن 12 حتى لا يشعل الطفل بالملل..الموضوع يحتاج لدراسة مطولة ولهذا فكتاب الاطفال نجوم في الخارج لأنهم يدرسون سيكلوجية الطفل .
هل أنت من أنصار أن يرتبط الطفل بشخصية معينة في القصص؟
نعم أنا من أنصار ذلك بشرط ألا تنحصر ثقافة الطفل في القراءة فقط حول هذه الشخصية وإلا ستصبح شخصيته ضحلة.
هل أطفالك من معجبيك؟
نعم عمر وسليم يتابعون كتبي بإهتمام ولهذا قمت بكتابة إهداء لهم في النقطة السوداء وهم يقومون بدور الناقد الذي يقرأ الكتاب قبل صدوره ودائماً تكون لهم ملاحظات مهمة وغير متوقعة مثل أن تكون أحداث القصة في الشتاء فينبهونني أن الأطفال في القصة لا يرتدون المعاطف مثلاً وهي ملاحظة – كما ترين- جوهرية.
كيف تطور من نفسك في مجال الكتابة والرسم للأطفال؟
أعترف أنني يجب أن أهتم بهذا الجانب أكثراً لأنني أحياناً اشعر بالإفلاس ولهذا أحضر بعض الورش خارج مصر كما أحرص جداً على حضور معرض بيلونيا السنوي لأدب الطفل في إيطاليا لانه معرض مهم جداً تشارك به كل دور النشر المعروفة تقريباً التي تصدر كتباً للأطفال وهناك تتغير عندي الكثير من المفاهيم، فقد اكتشفت مثلاً ان إيران هي الدولة الاولى في اوروبا في كتب الأطفال وأن كوريا الجنوبية تعتبر وحشاً كاسراً ينافس أوروبا أيضاً.
ماذا تكتب حالياً للأطفال؟
حالياً أكتب قصتين جديدتين من فيزو واحدة بعنوان "فيزو مثل فيزو" وهي تناقش فكرة الاطفال الذين يقلدون غيرهم و" فيزو عند ألف مشكلة" وهو الطفل الذي يضخم أي موقف عادي ويتعامل معه وكأنه مشكلة.
شكر خاص: زميلي وليد كامل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق