كتبت:شيماء الجمال
"مصائب قوم عند قوم فوائد".. ربما ينطبق هذا المثل على ما حدث خلال الأيام الماضية فقد كانت فترة الثورة ربما تمثل مكسباًً لبعض الباعة الجاءلين الذين استغلوا الموقف لصالحهم والثورة لم ثؤثر مثلاُ على إستهلاك المواطن للمواد الغذائية ولكنها أثرت بالتأكيد على نشاط الوسط الثقافي فبالإضافة لإلغاء معرض الكتاب- الحدث الأهم بالنسبة للناشرين- أغلقت أيضاً دور النشر والمكتبات..ترى ما رأي الناشرين في هذه الأزمة وهل سيتم تأجيل معرض الكتاب أم سيلغى لهذه الدورة؟ هذا ما ناقشناه مع اصحاب دورالنشر التي مازالت كتبهم على أرفف قاعة المؤتمرات حتى هذه اللحظة.
في البداية توجهنا بحديثنا للناشرة فاطمة البودي مؤسسة دار العين للنشر والتي بدأت حديثها قائلة: أعتقد أن الظروف التي مررنا بها كناشرين قد وجهت تفكيرنا إلى أمور أخرى غير معرض الكتاب ألا وهي حال البلاد ومصير هذه الأمة والثورة الرائعة التي قام بها الشباب المصري وذلك على الرغم من الإلتزامات المادية الكبيرة للمطابع وتجار الورق ولكنني أعتقد أننا "هنشيل بعض" في مثل هذه الظروف.
وتعتقد د.فاطمة أن المعرض يمكن أن يتم الغاؤه أو تأجيله لفترة بعيدة لأن هناك معارض دولية في بلاد أخرى لن تتيح لأصحاب الدور التواجد في مصر كما أن الدور المصرية تشارك بها أيضاً مثل معرض المغرب الذي يقام اليوم (10 فبراير) ومعرض الرياض الذي يقام يوم 1 مارس ومعرض ابو ظبي الذي سيقام يوم 15 مارس ولهذا فهي تعتقد أنه ربما يمكن محاولة عقد المعرض في الصيف المقبل.
أما الناشر أحمد رشاد من الدار المصرية اللبنانية فقال أن الدار المصرية اللبنانية كانت ستقدم ألف عنوان في هذا المعرض ما بين إصداراتها وإصدارات الغير حيث أنها وكيل دار أكاديميا والدار المصرية للعلوم. ويقدر رشاد حجم الخسارة بحوالي 25 % من الصافي السنوي كما وستشارك الدار المصرية اللبنانية في المعارض الدولية والجولات خارج البلاد في محاولة لتعويض هذه الخسائر.
ويتمنى رشاد تحديد موعد مناسب لإقامة معرض الكتاب هذا العام وعدم الغاؤه لأنه حدث ثقافي لا يمكن الإستغناء عنه كما يضيف بأن رواية أجنحة الفراشة التي صدرت عن الدار منذ حوالي الشهر للكاتب محمد سلماوي تنبأت بما يحدث الآن على الساحة السياسية.
ويرى الأستاذ مصطفى الشيخ من دار آفاق أن طباعة الإصدارات الجديدة لا تشكل خسارة بالنسبة للدار لأنها معتادة على طباعة كم معين من العناوين كل عام، وبالنسبة للمدفوع في إيجار قاعة معرض الكتاب فهو يعتقد أن إتحاد الناشرين سيقوم برده للناشرين أو ربما إعتباره إشتراك العام القادم. وبالنسبة لفكرة تأجيل المعرض أو إلغاؤه فهذا القرار مسؤولية وزارة الثقافة وليس دور النشر. أما إعادة إفتتاح مكتبة آفاق التي تقع في شارع القصر العيني يقول الشيخ: نحن لا نضمن هل سيستقر الموقف أم سينفجر مرة أخرى ولهذا فربما لا نفتح المكتبة الآن للجمهور.
أما مكتبة ودار البسلم للنشر والتي ترأسهما السيدة بلسم صلاح الدين فقد فتحت أبوابها يوم الأحد الماضي كمحاولة لإستطلاع الموقف كما تقول صاحبتها وفي حالة عدم الشعور بالأمان أو عدم الإقبال على شراء الكتب فستقوم المكتبة والدار بعمل العديد من الإصلاحات الداخلية والإدارية ومحاولة لترتيب الأوراق. هذا وقد كانت الدار تنوي المشاركة في المعرض هذا العام عن طريق بيع إصدارات الدار القديمة والجديدة بالإضافة لتقديم توكيلات جديدة للساحة الثقافية وستشارك الدار في معرض أبو ظبي والرياض ومسقط.
وبحديثنا مع أماني التونسي صاحبة دار نشر شباب بوكس علقت على ما يحدث قائلة: بالنسبة لي فالخسارة المادية في تأجيل معرض الكتاب لا تكمن في عدم بيع الكتب خلاله فقط بل في أن هذه الكتب لن تباع بعد ذلك أيضاً فأنا اشعر أن طبيعة القراء الشباب قد اختلفت بعد هذه الأحداث فمن سيشتري الآن كتاباً عن الزواج أو عن شهر العسل؟! كما ترى أماني التونسي أن الأزمة المادية التي يمر بها الكثيرون الآن ربما تعطل حركة بيع الكتب لفترة ليست بالقصيرة وان كانت هذه الثورة ستفرز كتباً جديدة في السوق ذات طبيعة جريئة حيث أعتقد أنه ستكون هناك حرية كبيرة في الرقابة. كانت أماني التونسي ستوزع اصدارت الدار في المعرض مع عدة دور نشر مثل روز اليوسف ودار أخبار اليوم والدار المصرية اللبنانية.
وفي النهاية يعبر احمد مهنى أحد مؤسسي دار دون للنشر والتوزيع عن أن معرض الكتاب يعد الموسم الأساسي لبيع الكتب في مصر ولكن الغاؤه هذا العام سيعد بمثابة خسارة كبيرة للناشرين وقد كانت دار دون ستعرض اصداراتها في المعرض عن طريق دار ليلى الوكيلة الوحيدة لدار دون وكان هناك عناوين تراهن عليها الدار مثل كتاب وثائسق ويكيليكس وكتاب أنا متعصب وكتاب يوميات عيل مصري وكتاب من تأليف المهندس محمد الصاوي مؤسس الساقية.
كما يضيف مهنى: أعتقد أن فترة الثورة سينتج عنها طباعة العديد من الكتب التي تناقش هذه المرحلة في حياة الشباب، أنا شخصياً أكتب الآن كتاباً بعنوان حكايات الحب والثورة ولا أستطيع نسيان كتاب "البرادعي وحلم الثورة الخضراء" للكاتب كمال غبريال والذي تم اعتقالي بسسبه منذ عدة أشهر.
هناك تعليق واحد:
اعتقد انه لا يوجد معرض للكتاب هذا العام للأسف الشديد
موعدنا يناير 2012 ان شاء الرحمن
إرسال تعليق