الأربعاء، 26 مايو 2010

حنان مفيد فوزي: الأبراج علم والتنجيم دجل



حوار: شيماء الجمال ( تم اجراء هذا الحوار قبل صدور كتاب حلمي حلمك)

هي كاتبة من نوع خاص، تعيش في الماضي وتعشق دراسة أبعاد الشخصية وربما هذا ما جعل إنتاجها يتنوع ما بين كتب السيرة الذاتية وما بين الكتب البحثية والشعر ..إنها الكاتبة والشاعرة حنان مفيد فوزي


والدها هو الإعلامي الشهير مفيد فوزي.. ووالدتها هي الإذاعية القديرة الراحلة آمال العمدة.. لذلك لم يكن غريباً أن تنشأ وهي تحب الصحافة، لكن طموحها الشديد جعلها تصدر عدة كتب في مجال الأبراج والسير الذاتية للمشاهير.. إنها الكاتبة حنان مفيد فوزي ضيفة هذا الحوار


كيف هو يومك العادي؟

يومي يبدأ في السادسة والنصف صباحاً لأن ابني يذهب للمدرسة مبكرا ومن يراني في البيت لا يظن أن لي علاقة بالإعلام والكتابة من قريب أو من بعيد فأنا في بيتي " ست بيت " تماماً، لا أرد على تليفونات ولا أكتب كلمة واحدة أما عملي فاقوم به بالكامل خارج المنزل وحتى عندما أشاهد فيلماً في التيلفزيون، أراه كمشاهدة عادية وليس بعين الصحفية أو الناقدة.


ولماذا لا تقومين بالعمل في البيت؟

أخذت هذا القرار عندما تزوجت لأنني نشأت في بيت فيه أب وأم اعلاميين وللأسف كان انتصار وملل ومشاكل العمل تنقل إلى البيت لا أرادياً وهذا كان إيجابيات وسلبيات في نفس الوقت فعلى المستوى المهني أفادني هذا كثيراً أما على المستوى الحياتي فقد كان له آثار سلبية على طفولتي. الإيجابيات تكمن في أنني عشت مع الكتابة منذ الصغر وقابلت شخصيات عظيمة وتأثرت بها فقد كنت أجلس مع توفيق الحكيم منذ أن كنت في الثامنة وكنت لا أفهم حينها قدر الحكيم ولكن مما شك فيه أن ذلك قد ترك أثاره على شخصيتي، فقد كانت لعبتي المفضلة أن أمسك الميكروفون وأتكلم كمذيعة.

أما الأثار السلبية فهي أنني أصبحت قلقة بطبعي واصبحت أخاف أن أفني حياتي في الكتابة فتفقد معناها وأن تتحول حياتي إلى نسخة مكررة مما عشت فيه فأصبحت لا أكتب اطلاقاً في البيت..


وأين تكتبين اذن؟

بعد وفاة أمي انتقل أبي للعيش في مسكن آخر لأنه لم يستطع تحمل البقاء وحيداً البيت بدون أمي فحولت هذا البيت الي مكان خاص للكتابة ولمقابلة المصادر والتسجيلات التيلفزيونية وأنا أحب هذا المكان أيضاً لأنه البيت الذي تربيت فيه وهكذا لم أحول مكتبي إلى بيت ولم أحول بيتي إلى مكتب.


لكل كاتب طقوسه الخاصة في الكتابة فما هي طقوس حنان مفيد فوزي؟

لا أحب الكتابة مبكراً وأفضل أن آخذ كفايتي في النوم وعادة اكتب من 11 ل 3 عصراً أو من 6 ل10 مساءً تماماً في المواعيد التي كنت استذكر فيها دروسي وأنا في المرحلة الثاناوية فأنا أتعامل مع الكتابة وكأنها مذاكرة ولم أخرج بعد من مرحلة فتاة ثانوي أو فتاة الجامعة وهذا ما يردده أبي دائماً، فحتى كتبي يتميز أغلبها بأن له طابعاً بحثياً مثل السير الحياتية أو كتب الأبراج وكتاب الأحلام. وكما كنت لا أستطيع الإستذكار في الضوضاء كذلك أنا وأنا أكتب الآن.. أغلق الابواب وأكتب في الهدوء التام واقوم بعمل خريطة كاملة أو خطة لفصول الكتاب وأجزاؤه وأضع أسهما في كل مكان قبل أن أشرع في كتابته.



يعرفك الكثيرون بكتابي "نجمك في السما" وهما يتناولان الأبراج ...كيف بدأت قصتك مع الأبراج؟

أنا بالأصل متخرجة في كلية الآداب قسم علم نفس ولهذا تستهويني العلوم التي تتعلق بالشخصية، كان لدينا في البيت أكبر مكتبة أبراج في مصر، لأن أمي كانت عاشقة لهذا العلم لدرجة أنها قامت بعمل ماجستير ودكتوراه في برج الجوزاء حتى تفهم أبي لأن برجه هو الجوزاء. وكان كل كلامها معي عن الأبراج : لا تعاملي هذا الشخص هكذا لأنه أسد، أعذري فلان لانه جدي يجب ألا تثقي في فلان لأنه .. فهكذا كانت الحياة بالنسبة لأمي جدي وحوت وسرطان فكان لابد أن اتأثر بها. ودفعني الفضول لمعرفة الأبراج فقمت بدراستها في كندا ولم أكن حينها مقتنعة بأنني سوف أستخدمها في يوم مان ولكنني كما قلت لك مولعة بدراسة كل ما له علاقة بالشخصية ولهذا أقدمت على الدراسة.


وكتابا نجمك في السما؟

بعد دراستي للأبراج بعشر سنوات وأثناء عملي بمجلة نصف الدنيا فكرت في عمل حوارات مع النجوم عن أبراجهم لأنها كانت فكرة جديدة جداً على الصحافة وبالفعل تقدمت بها لمدام سناء البيسي فوافقت فوراً وتم تنفيذ الفكرة كعدد ممتاز ( عدد مرفق مع المجلة)وكنت من قبل قد كتبت عدداً مممتازاً بعنوان " ليلى سيدة قطار الغناء" ولاقى اعجاب الكثيرون ونشر بالفعل ضمن كتب الهيئة العامة للكتاب وهكذا ا تحول الأمر من عدد ممتاز في المجلة لكتابين مع الدار المصرية اللبنانية عن الأبراج، وبالمناسبة هكذا نشرت معظم كتبي.


يؤمن الكثيرون بتوقعات الأبراج ايماناً أعمى بينما يعرض عنها آخرون ولا يصدقون بكونها علماً..كيف نفصل ما بين علم دراسة الأبراج والتكنهات الكاذبة؟

هذا سؤال مهم، لأننا في مصر نواجه هذين النوعين من التفكير فدعيني أشرح هذا الأمر :علم الفلك هو علم يعتم بدراسة الكواكب والنجوم وتحركاتها.. والأبراج جزء من علم الفلك.الفكرة أن كل كوكب يسيطر على برج معين: يعني مثلاً كوكب المريخ يسيطر على برج الحمل، كوكب فينوس يسيطر على الزهرة والثور والميزان.

ماذا تعني كلمة" يسيطر" ؟ السيطرة تعني أن هناك صفات بيئية ومناخية يتشبع بها كل برج تؤثر على الشخصية عند مرور هذا الكوكب على الأرض، وهذا يعني أن مواليد كل برج تتأثر بظروف مناخية معينة فينعكس ذلك على تركيبة شخصيتها وردود أفعالها.

كوكب المريخ على سبيل المثال : اله الحرب عند الإغريق، يسمونه كوكب النار لأنه كوكب "حامي" جداً واكثر حرارة من الارض وهكذا يترجم مروره على أنه ميل للمغامرة والحرارة والتهور وهكذا عنه مرور كل كوكب على البرج فإن الشخص يتأثر بصفات هذا الكوكب.

والحد الفاصل ما بين العلم والدجل هو أن تعرف أن أن الأبراج تؤثر على أدائنا تجاه المحيط الذي حولنا وليس العكس..فإذا قال أحد العلماء " هناك عريس في الطريق" أو اذا فعلتي كذا فسوف يحدث كذا فهذا دجل..بل يمكن ان أقول "أنت في هذا الشهر ستكون عصبي جداً فلا تتهور في اتخاذ قراراتك"..وهكذا




وهكذا نستطيع أن نتعرف على الشخصية عن طريق الأبراج..

بالضبط..فمثلاً الثور عنيد فيجب ألا أناقشه في ثوابت، السرطان حساس فلا يجب أن أحرجه، الجوزاء يحب الحرية فلا يجب أن أكبته.

دراسة الأبراج تجعلنا نتعرف على الشخصيات ونستطيع توقع تصرفاتها وهكذا يمككنا تحسين العلاقة مع الاشخاص الذين لا نتوافق معهم فلكياً عن طريق تجنب ما يثيرهم وبالمناسبة فأنا وزوجي غير متوافقين فلكياً بالمرة ولكن دراستي لبرجه جعلتني أفهمه أكثر.




بالنسبة لكتابك الأخير "أنا زي ما أنا" الذي يروي قصة حياة ليلى مراد ..يقول البعض أنك تعمدت اصداره بعد المسلسل مباشرة ليحظى بنجاح أكبر..

الكتاب صدر قبل المسلسل بفترة ليست بالقصيرة ولكن العكس تماماً هو ما حصل، أجلت اصدار الكتاب لفترة وأجلت الدعاية له وأي حفلات توقيع له حتى ينتهي المسلسل تماماً وينتهي الكلام عنه حتى يأخد كل منا حقه الكتاب والمسلسل، فليس من طباعي أن أستغل الظروف لإنجاح كتابي ولو كان هذا الكلام صحيحاً لكنت وقعت الكتاب بعد رمضان مباشرة للإستفادة من نجاح المسلسل.


من بين مطربات كثيرات عظيمات ..لماذا اخترتي ليلة مراد لتكون بطلة كتابك؟

كنت أرى ليلى مراد مع أمي في الإذاعة وفي أوقات أخرى ووعيت إلى قيمتها الفنية الكبيرة عندما كبرت وكانت لدي مادة قوية تشجعني أن أكتب عنها، وقد لاظت ان أنها كانت قليلة الحوارات والبرامج ولم يكتب عنها سوى كتاب واحد فقط غير كتابي وهو للدكتور صالح مرسي فشرف لي أن يكون كتابي هو واحد من اثنين كتبوا عن ليلى مراد.


ما رأيك في المسلسل كسرد لسيرة ليلى مراد الذاتية؟

طبعاً فريق الكتابة مشكوراً قام بجهد رائع في الكتابة وجمع المعلومات، ولكني أعتقد أن عملاً ضخماً كهذا كان يحتاج لوقت أطول في التحضير وخصوصاً أن بعض أجزاء المسلسل جاءت مبتورة ولم تأخذ حقها مثل قضية إسلام ليلى مراد فقد صور المسلسل انها استيقظت في يوم من النوم على صوت الآذان ونطقت الشهادتين ولم يذكر أنها قرأت كثيراً عن الإسلام وتعمقت فيه ودخلت فيه عن إقتناع بعد لقاءاتها المتكررة مع الشيخ ابو العيون.


وما أهم المحطات التي ناقشتيها في كتابك من وجهة نظرك؟

من أهم القضايا التي ركزت عليها ملاحقات اليهود لليلى مراد، فقد كانوا يضغطون عليها منذ زواجها بأنور وجدي وحتى قبل وفاتها بثلاث سنوات حتى تحصل على الجنسية الإسرائيلية وتقيم بإسرائيل وكانوا يعرضون عليها مبالغ طائلة وامتيازات كثيرة والقاب ومناصب شرفية ولكنها كانت تعترض وترفض في كل مرة بالرغم من أنها كانت يهودية الأصل ، ولم يقدموا هذه العروض فقط عندما كانت في أوج شهرتها بل عندما تركت الفن وهاجمها المرض أي أنهم كانوا يستغلون فقرها وحاجتها، ورغم كل تضحياتها لم تسلم من الإشاعات وأشيع أنها تبرعت بملغ خمسين ألفاً من الجنيهات للجيش الإسرائيلي بالرغم من أنها لم تفعل ذلك بل تبرعت بهم للجيش المصري ، لذلك تمنيت لو أوفيها حقها في الكتاب لإخلاصها وتحملها.

كما أروي قصة اعتزالها في الكتاب فليلى أعتزلت ولم تعتزل أقيلت ولم تستقيل والكتاب يروي محاولاتها المستمرة للتواجد في الساحة الفنية والتي باءت جميعها بالفشل. وألخص أيضاً حواراً مهماً أجرته معها والدتي آمال العمدة مدته 9 ساعات في الإذاعة وهو من الحوارات الهامة والنادرة في تاريخها لأنها كانت تتجنب الحوارات الإذاعية والتيلفزيونية.

وفي النهاية أسلط الضوء على معلومة لا يعرفها الكثيرون وهي أن الكروانة التي كانت تغني للقلوب العاشقة ماتت بورم في القلب عاشت به سنيناً طويلة.


وما هي آخر أعمالك؟


"كتاب حملي حلمك وعلمي علمك" سيصدر في معرض الكتاب انشاء الله (يناير) أما في الصيف فمن المقرر أن يصدر ديوان يا حلاوة المولد انشاء الله.

وعلى مستوى الصحافة أعد الآن سلسلة من الحوارات الصحافية في مجلة نصف الدنيا تحت عنوان " جانات السينما الجدد" أحاور فيها الممثلين الشباب أمثال يوسف الشريف وحسن الرداد وعمرو سعد لأني لاحظت أنهم يتمتعون بالموهبة والذكاء الشديد وبحاجة للظهور الإعلامي المكثف.


هل أفادك اسم والدك في بداية مشوارك؟

دعيني أخبرك أن والدي كان يتمنى لي مجالاً آخر غير الصحافة والإعلام، مجالاً أكثر سهولة وله مواعيد عمل ثابته لأنه كان يخشى على أمراض المهنه، وقد ذهبت للعمل بدون علمه وظللت سنتين كاملتين تحت التمرين بدون أن يكتب اسمي تحت موضوعاتي وما غير الوضع هو أن أحد الصحفيين قام بسرقة مقالي ونشره في مجلة ومن يومها قررت رئيسة التحرير أن يكتب اسمي تحت مقالاتي ..فرب ضرة نافعة.

هل ينتقدك مفيد فوزي؟

(تضحك) دائماً ما ينتقد أبي مقدمات حواراتي الصحفية ويقول بأنها طويلة وفلسفية زيادة عن اللزوم ودائماً ما أبرر له وجهة نظري بأن مقدمة الموضوع أو الحوار الصحفي هي الشئ الوحيد الذي يبرز أسلوب الصحفي في كتابته ولهذا أتعمد كتابة مقدمات قوية..كما يعترض أيضاً على تسميتي بالشاعرة لأنه يرى أنني ألفت ديواناً واحداً هو الشاطر مش حسن كما أنني لا يمكن أن أكون صحفية وشاعرة وكاتبة وباحثة ويرى أن صلاح جاهين لن يتكرر، وعندما يقول له احد " الشاعرة حنان" يقول له من تقصد؟ هل تقصد ابنتي؟


وما رأيه في كتبك؟

يحب والدي كتبي الخاصة بالسير الذاتية مثل كتاب "يوسف السباعي ..سبعة وجوه" وكتاب ليلى مراد لأنها – في رايه- كتب خالدة وهامة بينما يرى أن الكتب الأخرى مثل الابراج والأحلام كتب للجهور في المرتبة الأولى ويشبهها دائماً بأفلام خالد يوسف صادمة ويحبها الناس. ولكنه بدا مؤخراً يقتنع بالأبراج ولإجادتي لهذا العلم فبدأ يستشيرني في التعامل مع بعض الشخصيات.


ذكرتي أن والدتك – رحمها الله- حصلت على الماجستير والدكتوراه في برج الجوزاء لتفهم مفيد فوزي ..فما هي أهم صفاته من خلال برجه؟

أبي من مواليد برج الجوزاء مائل إلى السرطان لأنه في آخر الجوزاء ومن أهم صفاته قدرته على عمل ألف شئ في نفس الوقت ويحب كثيراً الإعتماد على نفسه، وهذا هو والدي في برامجه ينزل بنفسه ويتأكد من كل شئ حتى لو توفر له طاقم معدين كامل.

كما أن برج الجوزاء أيضاً "طائر على الطريق" يعشق الحرية ولا تستطيع الإمساك به وهو ليس متقلب ولكن مناخه يختف من وقت للثاني فتراه بعدة أمزجة في وقت قصير.


ع السريع :


كتاب كنت تتمني لو تكتبيه؟

كتاب يجسد سيرة صلاح جاهين ولكن سبقني أحدهم


كتاب في الخطة القادمة؟

كتاب في التمنية الذاتية وتطوير الشخصية

حكمة تؤمنين بها؟

" عندما تتحدث مع الناس عن أنفسهم لا ينتهي الحديث" ولهذا أميل للكتب التي تهم الناس أكثر من اشباع رغبتي في الكتابة.

رواية تتمنى لو كانت فيلماً؟

روايتان من تأليفي تقدمت بواحدة منها لإسعاد يونس والأخرى لميلودي بيكتشرز وبالتحديد لهاني سلامة.

كتابك المفضل؟

ساحر الصحراء لباولو كويلهو ترجمة بهاء طاهر.

كاتب تحبين القراءة له؟

جمال الغيطاني وخصوصاً التجليات.



الصفحة الخاصة بحنان مفيد فوزي على الفيس بوك


هناك تعليق واحد:

حسين النعيمي يقول...

انا حسين النعيمي من العراق وبصراحة يعني البنت متواضعة وصريحة من هنا ورايح بشوف اخر مؤلفاتهة واتمنى لها التوفيق من كل قلبي سلامي لمفيد فوزي

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

زوار المدونة