الثلاثاء، 26 أكتوبر 2010

قاعة خاصة لعروض «الطنبورة» في مركز «المصطبة» بالقاهرة

بهدف إحياء الموروث الشعبي الغنائي لآلة ارتبطت بقناة السويس

نغمات السمسمية تنعش نسيم البحر في لقطة لفرقتها على الشاطئ
القاهرة: شيماء الجمال

دائما ما يرتبط تاريخ الفن بتاريخ الإنسان نفسه، حقيقة تاريخية تحولت إلى فكرة يطبقها العديد من أصحاب الفرق المستقلة التي تقدم أنواعا من الفنون غير المتداولة إلى حد كبير، ومنه جاء تأسيس قاعة «الطنبورة» منذ نحو شهرين لتوثق لواحدة من أكثر الآلات الموسيقية المصرية أهمية هي آلة «الطنبورة» التي يرتبط تاريخها بحفر قناة السويس.

تتبع قاعة «الطنبورة» مركز «المصطبة» الذي يهدف إلى إحياء الموروث الشعبي الغنائي، وتأخذ مكانا مميزا في حي عابدين بين ضجيج شوارع وسط المدينة، تشعر فور الدخول إليها أنها رحلت بك في جولة فلكلورية مع ديكورها البسيط الذي يشعرك بجو من الحميمية والألفة وبما تسمعه فيها من أنغام لآلات «السمسمية» و«الرانجو»، والأهم آلة «الطنبورة» التي سميت القاعة تيمنا باسمها، حيث تحتضن القاعة عرضا لفرقة الرانجو يوم الخميس وعرضا آخر لفرقة الطنبورة يوم الجمعة.

عن أهمية «الطنبورة» يتحدث الموسيقي زكريا إبراهيم مدير القاعة ومؤسس مركز المصطبة، لـ «الشرق الأوسط»، قائلا: «أنا من محافظة بورسعيد وقد دخلت عالم الموسيقى من خلال ارتباطي بالموسيقى والأغاني الشعبية الشفهية التي لا تعتمد على نوته موسيقية بل تعتمد على السمع والتعلم الشفهي، وهكذا أتقنت الموسيقى، وأنا حاليا باحث في مجال الموسيقى. كما أنني ألقي المحاضرات في السوربون وأقوم بالتأليف الموسيقي، وبشكل عام أنا مهتم بإحياء الموروث الغنائي الشعبي عن طريق البحث عن شيوخه وإعادة آلات قد قاربت على الاندثار مرة أخرى إلى الساحة الموسيقية المصرية».

أسس زكريا فرقة «الطنبورة» عام 1989 بهدف جمع وحفظ تراث بورسعيد الموسيقي والغنائي. تعزف الفرقة على العديد من الآلات الموسيقية منها السمسمية والطبلة والرق والمثلث والصاجات والشخاليل، في تلقائية تحافظ على الروح الأصيلة للتراث المصري والأفريقي. وقد بلغت حصيلة ما سجلت هذه الفرقة نحو 20 ساعة من التراث الشفهي غير المدون على هيئة نوتة موسيقية. ولعل الآلة الأهم في هذه الفرقة هي آلة «الطنبورة» التي تعد واحدة من أقدم الآلات المصرية، وهي تشبه آلة السمسمية إلى حد كبير ولكنها تكبرها بنحو ثلاثة أضعاف في الحجم، وتصنع أسلاكها من الخيط النايلون الذي يستخدم في صناعة سنارات السمك، وما يميز هذه الآلة عن غيرها هو أنها آلة قديمة فلكلورية كانت تستخدم في «الزار» السوداني في مصر وكان يتم تبخيرها أثناء طقوس الزار ويتم التعامل معها بصورة شبه مقدسة وهو ما جعلها حكرا على جمهور معين. ولكن زكريا أراد لهذه الآلة أن تصبح ملكا لكافة المستمعين، فبدأ باستخدامها في عروض الفرقة الفلكلورية وأحدث بها بعض التعديلات حتى تصبح ملائمة لعزف أنواع أخرى من الموسيقى حيث صممها بشكل جديد به مفاتيح خشبية بدلا من قطع القماش التي كانت تستخدم بدلا منها والتي كانت تسمى «حوايا».

قدمت الفرقة عروضها في معظم المحافظات المصرية بداية من القاهرة حتى أسوان ومرورا بمنطقة قناة السويس وسيناء والإسكندرية، ثم بدأت الفرقة في تقديم عروضها خارج مصر في باريس عام 1996 ثم في عمان وجرش وروما وفلورنسا عام 1997، كما شاركت في العديد من المهرجانات، ففي عام 2000 حازت على جائزة «المهرجان الدولي للأغنية والموسيقى» بكندا، وعام 2001 اشتركت في مهرجان «ري أورينت» بالسويد، وفي عام 2002 مرة أخرى في فرنسا في معهد العالم العربي ومهرجان «ربيع الفنانين» في مونبلييه، وفي مهرجان «الشتات» بقرية الموسيقى في لندن، وفي مهرجان «باماكو للفنون الشعبية» بمالي، وبمهرجان لوسيرن بمدينة لوسيرن السويسرية ومهرجان بيروت لفرق الشوارع في لبنان عام 2003، كما شاركت في مهرجان «Mundial festival» الذي جري في يونيو (حزيران) 2006 في هولندا كما قدمت عرضا حيا في مهرجان «WOMEX 2006» في إسبانيا في أكتوبر (تشرين الأول) 2006، كما قامت في فبراير (شباط) 2007 بأول جولة لها في بريطانيا لتقديم العديد من العروض في معظم المدن الإنجليزية، وجولة أخرى في يوليو (تموز) من العام نفسه في كل من ألمانيا والنرويج وبريطانيا تضمنت المشاركة في مهرجان «WOMAD» أكبر مهرجان موسيقي في أوروبا، كما ظهر أول البوم للفرقة في أوروبا عام 1999 بعنوان «سمسمية بورسعيد» من إنتاج معهد العالم العربي، إلى جانب ألبومين آخرين هما «أصحاب السما والبحر» عام 2006 و«رقصة البمبوطي» عام 2009.

أما عن الفرقة الثانية التي تقدم العروض بقاعة الطنبورة فهي فرقة «الرانجو» التي سميت أيضا باسم أهم آلة فيها وهي آلة «الرانجو» التي تعود إلى جنوب السودان وتعد نوعا من أنواع آلة الماريمبا ولكنها أكثر بدائية حيث تصنع يدويا من الخشب الموجود في الطبيعة، وقد بدأت الرانجو في الدخول إلى مصر في عام 1820 عندما فتح محمد علي السودان حيث تم ضم أعداد كبيرة من السودانيين للعمل بالجيش المصري. ومع ازدهار زراعة وتجارة القطن المصري في منتصف القرن التاسع عشر أتت أفواج أخرى للعمل في مزارع القطن، وفي أواخر القرن التاسع عشر كانت قد تجمعت في مصر أعداد كبيرة من ذوي البشرة السوداء الذين سعوا للتجمع في أحياء سكنية مشتركة مثل «عرايشية العبيد» في الإسماعيلية و«كرموز» في الإسكندرية و«الإمام الشافعي» في القاهرة حيث مارسوا في هذه الأحياء فنونهم المختلطة.

في بداية 1996 توصل الباحث زكريا إبراهيم إلى آخر عازف على قيد الحياة لآلة الرانجو هو حسن برجمون، الذي كان قد ترك الرانجو الذي مارسه في الصغر وبداية عمر الشباب ثم تفرغ لعزف الطنبورة في الزار ولم يكن يحتفظ لديه بأية آلة رانجو، فقاما معا بالبحث عن الآلات لدى أرامل وورثة المعلمين الكبار، وبالفعل تم تجميع 3 آلات رانجو مما سمح بإحياء هذا الفن مرة أخرى والذي يعتمد على الرقص أساسا، للمشاركة في أفراح «اللون» في القاهرة والإسماعيلية والإسكندرية، كما تم تكوين فرقة من فناني الرانجو تقدم موسيقى الرانجو والرقصات والأغاني المصاحبة لها وكذلك عزف وغناء من الزار السوداني والمصري.

وقدمت الفرقة عروضها الناجحة في بعض المراكز الثقافية مثل بيت الهراوي، ومعرض الكتاب، ومركز الهناجر، ومهرجان الموسيقى ببورسعيد، ومسرح روابط، ومكتبة الإسكندرية، والمركز الثقافي الفرنسي بالإسكندرية والقاهرة، وفرنسا والمغرب وقامت بجولة في بريطانيا في عام 2009، واشتركت في أبريل (نيسان) الماضي في مهرجان WAMAD في أبوظبي وتستعد لعمل جولتها الثانية في يوليو القادم ثم مهرجان WAY OUT بالسويد.

ويعد افتتاح قاعة الطنبورة واحدا من الأنشطة المتنوعة التي يقدمها مركز المصطبة وهو مركز أنشأه زكريا إبراهيم عام 2000 بهدف إحياء الموروث الشعبي الغنائي، حيث أنشأ منذ سبع سنوات مدرستين في السويس وبورسعيد لتعليم أصول الغناء الشعبي، كما أسس 11 فرقة مختلفة توثق الفلكلور الشعبي لمختلف محافظات مصر، إذ تعد فرقة الحنة في محافظة السويس وفرقة الجركن البدوية في شمال سيناء أشهرها، بالإضافة لفرقتي الطنبورة والرانجو.

ويرى زكريا أن عروض فرقتي الطنبورة والرانجو بالقاعة الجديدة ما هي إلا خطوة مبدئية حتى يتم دمج باقي الإحدى عشر فرقة، ويضيف: «لا استطيع أن أغامر وأبدأ العروض كلها حتى أتأكد من أن الجمهور قد ارتبط بالمكان وتعرف على أنشطته، وقد وقع اختياري على فرقتي الطنبورة والرانجو للبدء بهما لأنهما الأكثر شهرة عالميا ومحليا، فالهدف الرئيسي لإنشاء القاعة هو التسويق لعروض الفرق المشتركة مع مركز المصطبة، فأنا أحاول الحفاظ على موسيقانا الشعبية المصرية باعتبارها جزءا من هويتنا وشخصيتنا وهذا في ظل العولمة التي كما أن لها آثارا إيجابية على الموسيقى فإن لها آثارا سلبية تتمثل في تمسك الشباب بتعلم الآلات الغربية والاستماع إليها وهجر الآلات المحلية التي أوشكت على الاندثار».

مدرسة في مرسيليا لتعليم الغناء الشعبي والمديح النبوي لتلاميذ فرنسيين وعرب

مؤسسها الشيخ زين يمزج في فنه بين الشرق والغرب.. ومعهد العالم العربي بباريس أصدر أسطوانته الأولى

الشيخ زين سفير الفن الشعبي المصري في أوروبا («الشرق الأوسط»)
القاهرة- شيماء الجمال
شكر خاص للمصور محمد هشام

رحلة مع فن الغناء الشعبي والإنشاد الديني ومدح الرسول الكريم، تذوق حلاوتها الشيخ زين محمود، بعد عثرات ومخاطر صادفها هنا وهناك، لكنه صمم على تحقيق حلمه، والتحليق بهذا الفن الأصيل في أفق عالمي، لم يعتده من قبل، ووسط جمهور غريب الهوى واللسان. في البداية شد الرحال إلى فرنسا، وبعد نجاحه المدوي على أرضها أصبحت محطته الأولى والأساسية، ومنها طاف معظم مدن أوروبا، وأصدر أسطوانته الأولى من إنتاج معهد العالم العربي في باريس.

من مقره الحالي بمدينة مرسيليا جنوب فرنسا، يروي الشيخ زين لـ«الشرق الأوسط» الخطوط العريضة لرحلته، والمحطات الأساسية التي ساهمت في تشكيل وجدانه الفني، وسر عشقه لهذا اللون من الغناء.

يقول الشيخ زين: «نشأت بمحافظة المنيا، عروس صعيد مصر، وكنت بالأصل مداحا أبا عن جد، واعتدت على قراءة القرآن، وعندما توفي أخي الأكبر الذي كان مداحا أيضا تركت الدراسة وعمري 13 سنة، وأخذت مكانه، لكن حلمي كان دائما أكبر من المديح، كنت أفكر في الإنشاد الصوفي والغناء الشعبي وفن الموال، لكن لأنني منضم للطريقة الشاذلية في بلدنا «بني مزار» لم يكن يصح لي أن أتجه للغناء أو حتى للإنشاد. وفي عام 1992 حدث تغير جذري في حياتي عندما استعانت بي إحدى الفرق المسرحية كمنشد ديني في مسرحية «تغريبة عبد الرازق» التي عرضت في بني مزار، وبالصدفة كان حسن الجريتلي مدير فرقة الورشة حاضرا في هذا العرض، فطلب مني أن أذهب معه للقاهرة لأعمل معه في الفرقة. ولم يدخر الأستاذ وسعا في تدريبي، حيث قدمني إلى أشهر مدربي «الفوكاليز» في مصر، كما قابلت أيضا عمي سيد الضوي أشهر منشدي السيرة الهلالية بمصر الذي علمني إنشادها، بالإضافة لمصطفى عبد العزيز عازف الأرغول وجورج كازازيان عازف العود. وفي سنة 1994 أصبحت مدربا في فرقة الورشة.

وأثناء هذه الفترة حدث تداعِ كبير في الإنشاد الديني والفن الشعبي في مصر، وتم إهمال عروضه والمسارح التي يقدم عليها، وكانت تتردد جملة ثابتة دائما على لسان المنتجين وهي «الجمهور مش عايز كده»، لكن كانت لدي ثقة في أن الجمهور لو سمع الفن الشعبي الأصيل فإنه لن يستطيع هجره، فكما يقول التعبير الصوفي «من ذاق عرف».

وبتشجيع من زوجته الإسبانية التي كانت زميلته بفرقة الورشة، قرر الشيخ زين أن يطرق باب مستمعيه في مكان آخر، فسافر إلى فرنسا. في البداية كانت اللغة عائقه الأكبر؛ حيث لم يكن يجيد الفرنسية على الإطلاق وعانى كثيرا في التعامل مع الناس. وفي مرة كان يتناول العشاء مع زوجته في أحد المطاعم الجزائرية وعلمت صاحبة المطعم بشأن غنائه فطلبت منه أن يحيي حفلا في مطعمها، فقال لها زين إنه ليست لديه فرقة موسيقية، فجلبت له طبالا وعازف غيتار، ولكن ما لم يخطر على البال أن الحفل أصبح كامل العدد. وللمرة الثانية تلعب الصدفة دورها في مشواره عندما حضر العرض بعض الأعضاء من فرقة راسنيا (واحدة من أشهر الفرق في فرنسا) وسرعان ما انطلق الشيخ زين مع هذه الفرقة تحت اسم «زمان فابريك» وقدموا أول عروضهم في مرسيليا عام 2008، لينطلق بعدها الشيخ زين في مدن أوروبا المختلفة وتصدر أسطوانته الأولى من إنتاج معهد العالم العربي بباريس.

يقضى الآن الشيخ زين يومه في مدرسته الصغيرة في مرسيليا لتعليم الغناء الشعبي والصوفي، والعزف على الطبل البلدي المصري لتلاميذ فرنسيين وعرب، وبين تدريباته مع الفرقة التي تتضمن آلة الكافال التركية والغيتار والكيبورد والبيت بوكس لتقدم الفرقة مزيجا ساحرا من الفن الشعبي المصري والفن الغربي.

حول أوبريت «حسن ونعيمة» الذي يقدمه حاليا في فرنسا، يقول: «منذ فترة طويلة وأنا أتمنى تقديم عرض ناجح مستوحى من الفولكلور المصري، وحاولت أن أقدمه في مصر ولكن لم أستطع، وعلى العكس وجدت تعاونا في فرنسا، فقدمته عن طريق مزج الموال المصري بترجمته الفرنسية الموازية في الوقت نفسه، بالإضافة إلى الرقص الشرقي والرقص بالعصا (التحطيب) والأراجوز وعرائس الماريونيت».

ويفسر الشيخ زين نجاح الأوبريت وانجذاب الفرنسيين إلى قصة حب تقليدية متوارثة بين فتاة ومطرب شعبي يرفض أهلها زواجها منه، مع اختلاف روح هذه الحكايات الشعبية تماما مع تقاليد الغرب، حيث لا يشكل الحب أي عائق أمام الرجل والمرأة، فممكن لشحاذ أن يتزوج من طبيبة دون مشكلة فبالتالي تصبح لوعة الحب شكلا مغايرا لما اعتادوا عليه، وهذا هو الوتر الدرامي الذي شدهم وجسده الأوبريت بشكل فني راق.

وحول اسطوانته الجديدة مع فرقة «زمان فابريك» وهي من إنتاجه هو والفرقة، يؤكد الشيخ زين على أن الإنتاج الغنائي عموما يعاني من أزمة في فرنسا تماما كمصر حيث يتكلف إنتاج الألبوم فقط نحو 20 ألف يورو غير التوزيع والتسويق، ولذلك ينوي البحث عن شركة تسوق الألبوم وتوزعه.

وعن الألوان الموسيقية التي يعرضها في الأسطوانة يضيف قائلا: «أقدم نوعية من الموسيقى لا يمكن تصنيفها كشرقية أو غربية خالصة حيث إنها مزيج من الاثنين وإذا سمعها الشخص العربي أو الأجنبي فإنه سيشعر بأن بها لمحة منه، وذلك لأنني أقوم بإسماع الفرقة الألحان بفمي ويقومون هم بعزفها على آلاتهم الموسيقية دون أن تكون لديهم خبرة أو وعي بالموسيقى والمقامات الشرقية. وهذا هو المزيج الذي أقصده، ونقدم توليفة من الغناء الصوفي والفولكلوري بالإضافة إلى أغنيتين من التراث الشامي وهما «يا مال الشام» و«العزوبية» لصباح فخري.

ويقضي الشيخ زين وقته بين مصر وفرنسا التي يقضي فيها أغلب الأوقات؛ حيث إن وجوده في مصر مرتبط بالحفلات التي يحييها، وقد تأثر بوجوده في فرنسا التي يعتبرها مقصدا لكل الفنون. ففي فرنسا عدد كبير من الفنانين العرب من كل الدول، مع أن الدولة لا تتحدث العربية، وعلى الرغم من هذا فإن جمهوره الأكبر يتمركز في مصر، حيث يقول: «يسمعني كثيرون في فرنسا ويحترمون فني ويقدرونه ولكني لا أستطيع أن أعتبرهم جمهوري، فجمهوري هو الجمهور المصري الذي تربطني به علاقة حميمة حيث يراسلونني من مصر ويهاتفونني وإذا أحييت حفلا في مصر فإنني لا أنام من كثرة الاتصالات التليفونية وهذا لا يحدث في فرنسا».

ومن الفنانين الفرنسيين الذين يعشق الشيخ زين الاستماع إليهم الفنان الفرنسي هنري سالفادور فهو يغني دائما له، ويشبهه البعض به حتى أنه يحاول استحضار روحه عندما يغني لأن روحه طيبة مثل ما يقول، وهو فنان كبير في فرنسا ارتبط بصوته منذ أن كان يدرب الفرنسيين في فرقة الورشة.

وعن تجربته الغنائية في الموسيقى التصويرية لعدة أفلام مصرية منها «الأولة في الغرام»، و«إبراهيم الأبيض»، و«ألوان السما السابعة»، و«جنينة الأسماك». يقول: «أحب أغنية (يبكي ويضحك) التي غنيتها في فيلم (باب الشمس) للمخرج يسري نصر الله، فهي الأشهر ولقيت صدى طيبا لدى الجمهور، كما أنني غنيتها بإحساس عميق نتيجة مشاهدتي بعض مشاهد الفيلم قبل أدائها».

الخميس، 21 أكتوبر 2010

Bonjour


مقالي الإسبوعي بجريدة عين

منذ أن كنت طفلة عشقت تعلم اللغات وكنت أشعر بسعادة كبيرة وكأنني وجدت كنز على بابا عندما كنت أتعلم أي كلمة جديدة باي لغة أجنبية. قضيت في السعودية 15 عاماً من حياتي وهناك تعرفت – بالطبع- على أناس من مختلف الجنسيات: هنود، وفلبينين، وباكستانين، وحبشيين ودائماً كان لدي شغف فك طلاسم ما يقولون، كنت أحب أيضاً التعرف على ثقافاتهم وليس فقط لغاتهم فكنت أذهب مثلاً لقضاء أحد الأيام مع الفتيات الهنديات نأكل الأرز بالكاري ونشاهد أفلام سلمان خان وشاروه خان وتعلمت حينها بالفعل بعض الجمل والأغنيات الهندية وكررت هذا مع آخرين. تنقلت بين عدة لغات حتى بدأت تعلم الإنجليزية فعلياً في 98، لم التحق بمدرسة لغات ولم يسمح للفتيات في السعودية بالإلتحاق بأي كورسات ولم يكن هناك إنترنت بعد فكان الحل هو الإستماع لعدد لا نهائي من الأغنيات الإنجليزية.. كنت أشعر أنني بهذه الطريقة سأتعرف على الآخر وأعرف فيما يفكر..كيف يغازل، كيف يحب، كيف يسب. كنت أقضي ساعات مع القاموس الورقي في محاولة لفك لغز أغنية واحدة، أذكر أنني بعد إستماعي لألبوم إمينم الأول Real slim shady إكتسبت عدداً لا بأس به من عبارات الشتائم الأمريكية البذيئة وسعدت بهذا كثيرا، على الأقل لما حد يشتمني هفهم مش هقوله Thank you ولا إيه؟


في عام 2002 بدأت التعرف على اللغة الفرنسية، لغة جميلة أرستقراطية راقية، يعيبها فقط تصريفات الأفعال المملة وأدوات التعريف والتنكير والأزمنة، ورغم أن هذا موجود في الإيطالية والإسبانية والألمانية إلا أن الفرنسية بها عيب أصعب من كل هذا وهو أن نصف الحروف اللي في الكلمة لا تنطق! اللغة الفرنسية ليس لها علاقة –في رأيي- بما درسناه في الثانوية العامة اللغة الفرنسية بالنسبة لي تعني فيكتور هوجو، كوكو شانيل، إديث بياف، مولان روج، الشانزليزيه، سيلين ديون، موليير.. القراءة عن هؤلاء مشاهدهم والتغلغل فيهم. شاهدت مؤخراً فيلم طعام..صلاة..حب وأعجبني جداً إصرار البطلة على تعلم الإيطالية، لم يكن لها أي هدف لتعلم الإيطالية سوى أن تكتسب شيئاً جديداً وتتعرف على ثقافة أخرى، أعطاني الفيلم دفعة قوية لإعادة التجريب مع الفرنسية لأن الأمر يستحق المحاولة فعلاً.


هناك قولاً مأثوراُ أعجبني يقول: اللغة هي الوسيلة التي تنتقل بها الأفكار من عقلي لعقلك بدون عملية جراحية.

الثلاثاء، 19 أكتوبر 2010

مجرد محاولة


أمر الآن بمحاولات عابثة للنوم، حاولت مراراً ولم استطيع لأنني أرغب بالكتابة وأحضر ورقة كل دقيقة لأكتب .. أكتب قليلاً ولكنني اتراجع، أعتقد بأنني أمر الآن بمرحلة ممتازة أحاول الآن أن أجد لها إسماً فلا أستطيع. تقول دكتورة سحر الموجي بأن لحظة الكتابة هي لحظة ملحة جداً تأتي إلينا لا أرادياً، قالت لي أيضاً بأن الفكرة الصادقة تؤرق صاحبها حتى ينهض ويكتبها وأعتقد انني الآن أحمل أفكاراً صادقة جداًلأنها ملحة..ملحة ..ملحة.

أستمع إلى مقطوعة رائعة ليانني بعنوان Almost a whisper وأقرأ في نفس الوقت السيرة الذاتية لسعاد أبو غازي حتى أقرر ما إذا كنت سأستطيع مساعدتها أم لا.تطوعت منذ حوالي شهر لأكون مرشدة في برنامجstart me up التابع لمنظمة أوتاد وهي أحدى المنظمات المستقلة، تعتمد فكرة البرنامج على أن أقوم بمقابلة شخص ما عدة مقابلات لأنقل له بعض الخبرات في مجال . لا أدري لماذا قابلت أن أكون مرشدة؟ أذلك رغبة مني في مساعدة شخص ما؟ أم التعرف على شخص جديد ربما يصبح صديقي أم الإشتراك في أي عمل تطوعي يجعلني أكتشف شيئاً جديداً بداخلي؟ أعتقد أن الإجابة هي خليط من كل هذا.. بعد قراءتي للسيرة الذاتية لسعاد شعرت بأنني أرغب فعلاً في التعرف عليها فهي فتاة نشيطة كما يبدو، كما أنها تشبهني في كثير من الأمور فهي تحب السفر والقراءة ولديها حلم بأن تقرأ ألف كتاب ..يا ترى سعاد شكلها إيه، أتساءل الآن.

غريب جداً أن يتم إرسال سيرة سعاد الذاتية الآن، في هذا الوقت بالتحديد لأنني منذ نصف ساعة كنت أحادث صديقتي على الهاتف، قلت لها بأنني أرغب في التعرف على شخص جديد، أريد أن أتحدث مع شخص لا يعرفني تماماً..أتمنى بشدة مراسلة فرنسي أو إسباني أو حتى أمريكي أريد أن أعرف كيف يفكر الرجال خارج حدود هذا البلد فقد كنت من هواة المراسلة دائماً ولكن لم اراسل سوى الفتيات وكنت أحب الشات ايضاً ولكن لم أحادث سوى رجال مصريين..الآن اشعر برغبة عارمة في إكتشاف العالم، مللت من غرفتي وبيتي وشارعي ومدينتي..كم أتمنى السفر خارج مصر..أحلم بالتنزه في بلدة لا يتحدث أهلها العربية، أتمنى سماع جمل غريبة بعدة لغات أتخيل نفسي ممسكة بكتاب صغير لاحادث شخص ما..الرغبة في إكتشاف المجهول.

1*Elle ressemble
À une hirondelle
À qui on aurait
Coupé les deux ailes

هي تشبه طائر السنونو الذي يمكن أن يكون قد رفرف بجناحيه

--
*1 - جزء من أوبريت أحدب نوتردام .

قالوا

" في يوم من الأيام قررت التوقف عن قراءة قصص الناجحين والتمني بأن أصبح مثلهم..قررت بأن يكون لي قصتي الخاصة".

دكتورة نادية العوضي رئيسة إتحاد الصحفيين العلميين، تسلقت قمة كليمانجارو في عمر الأربعين على الرغم من أنها أم لأربعة ومحجبة ولم تكن رياضية قط.

الخميس، 14 أكتوبر 2010

حكاية عادية في يوم عادي


مقالي الإسبوعي بجريدة عين


تستيقظ من النوم في الصباح الباكر، وميض من الضوء يدخل من الشرفة، تستقبله وهي تبتسم في سعادة وتفتح بابها على مصراعيه لتتأمل المساحات الخضراء الشاسعة التي تحيط بها.. من إصيص صغير في الشرفة تقطف ثلاث وردات وتضعها على الطاولة، تذهب متباطئة للمطبخ لتحضر سنتدويتشاً من الزبد بالمربى وكوباً من عصير البرتقال، تتناول الإفطار بسعادة على صوت فيروز مردداً " إيه في أمل" أحدث أغنياتها.

ترتدي ملابسها على عجل وتضع بعض الكحل الذي يبرز جمال عينيها والقليل من زبدة الكاكاو بطعم الفروالة ثم تركب السيارة متجهة لكافيه سيلانترو حيث تعشق تناول كوب من الكاكو مع إضافة كريمة مخفوقة، هناك تفتح ال"ميني لاب توب" وتستغرق في الكتابة لمدة ثلاث ساعات..يجب عليها الإنتهاء من هذا الكتاب بسرعة فالناشر يلح عليها يومياً ورسائل الفيس بوك لا تنقطع في أسئلة متلاحقة حول موعد صدور الكتاب، كتابها الجديد سيحمل عنوان "سحر خاص".

تفتح أجندتها الخاصة لمراجعة ما يجب فعله خلال الأيام القادمة فتفاجئ بأنه عليها تأكيد رحلتها للهند غداً كحد أقصى، تشعر بحماس شديد للذهاب هناك والحلم يلح عليها بصورة شبه يومية ويترك أثراً لطعم الكاري في فمها ورائحة قوية للتندوري في أنفها. تقلب في صفحات الأجندة فتكتشف أن عليها التحضير لحوار خاص ستجريه مع خوليو إجليسياس.. مجرد تخيلها بأنها ستجلس معه وتشرب الشاي وتتحدث إليه يؤرقها ويضغط على معدتها فخوليو هو الصوت الذي ولدت لتسمعه وورثت حبه عن والدها وجدتها.

على موقعها الإلكتروني تدخل الآن لتضيف بعض التدوينات والصور وترد على سؤال اليوم من معجبيها، تلك اللفتة الجميلة التي تعلمتها من باولو كويلهو ومازالت مواظبة عليها بحب وإصرار، تترك عبارة اليوم المأثورة على الصفحة الرئيسية في الموقع قائلة: " نعيش لنتعلم.. ونموت لندرك أننا لم نتعلم شيئاً قط".

تسمع صوتاً يناديها بعصبية " دينا..دينا.. انتي روحتي فين؟ ردي عليا، يا بنتي انتي طول النهار سرحانة كدة..قومي يالله عشَي اخواتك" . فجأة يختفي صوت فيروز، و تختفي السيارة، وكوب الكاكاو، وال"ميني لاب توب" والأجندة وطعم الكاري ورسائل المعجبين على الفيس بوك وموقعها على الإنترنت لتجد نفسها وحيدة في غرفتها الصغيرة.

كان كل هذا يحدث في عوالم إفتراضية صنعتها وحدها وعاشت فيها بمفردها.

الأربعاء، 13 أكتوبر 2010

ستيب أفريكا.. تعرف إيه عن رقص الخطوة؟



كتبت: شيماء الجمال

تخيل أن تحضر عرضاً كاملاً لمدة ساعة ونصف يقدمه مجموعة من الراقصين بدون أي موسيقى أو آلات موسيقية ومع ذلك لا يصيبك الملل على الإطلاق! هذا ما حدث في العروض التي قدمتها فرقة ستيب أفريكا مؤخراً في مصر برعاية السفارة الأمريكية في كل من دار الأوبرا المصرية وساقية الصاوي في القاهرة ومركز الإبداع في الإسكندرية بالإضافة لعروضهم في المنصورة ودمياط كما قام الفريق أيضاً بعمل ورش في رقص الخطوة الذي يتخصصون فيه.

ولكن قبل أن نتعرف على فريق ستيب أفريكا دعونا نتعرف أولاً على ال step dancing وهو نوع من أنواع الرقص الذي يعتمد على إستغلال الأقدام والأرجل في إحداث أصوات إيقاعية أو رتمية ويمكن أن يرقصه شخص واحد أو مجموعة من الراقصين وذلك بدون موسيقى مع وجود تناغم وتوافق شديد بين الراقصين في خطواتهم، ويمكن أن يحدث الراقصون أصواتاً بإستخدام أفواههم أو أيديهم أو الخبط على أي أجزاء من جسدهم، وقد بدأ هذا النوع من الرقص حوالي عام 1900 في أمريكا على يد الأفارقة الذين كانوا يدرسون في هناك.

أما عن فريق ستيب أفريكا فقد تأسس عام 1994 وبدأ في نشر هذا الفن بأنواعه المختلفة في أمريكا وأصبح بعد فترة قصيرة سفيراً الولايات المتحدة الأمريكية في العالم في فن ال"ستب دانسنج " ويقام له سنوياً خمسين عرضاً حول العالم.

وخلال جولتهم في مصر حرص الفريق على التفاعل مع الشباب المصري وتعليمه أسس رقص الخطوة سواء بالشرح أو بالتجربة معهم بشكل حي ولم ينس أعضاء الفريق أن يعبروا عن حبهم للرئيس الأسمر أوباما الذي يشبههم من حيث لون البشرة فإرتدوا تيشيرتات تحمل صورته وأدوا بها أحد التابلوهات الراقصة. عروض الفريق كانت كاملة العدد وخصوصاً في دار الأوبرا المصرية التي قابلنا جمهورها بعد الحفل والتقطنا معهم الصور وتبادلنا معهم الآراء حوال العرض والذين أجمعوا أن ستيب أفريكا علمونا إن الشباب يمكن أن يقدم عرضاً مبهراً بدون إضاؤة أو ليزر أو دخان أو حتى موسيقى.


شكراً للزميلة مي نجم الدين

من أوبريت أحدب نوتر دام





الكليب التالي هو مقطع من الأوبريت الفرنسي أحدب نوتردام والأغنيةBelle إسمها

إرتبطت بقصة فيكتور هوجو الشهيرة منذ أن كنت طفلة وبالذات بعد مشاهدتي لفيم ديزني لنفس القصة ثم فيلم آخر لا أتذكر إسمه.

سمعت الأغنية دي من الأوبريت على الراديو من حوالي 10 سنين، أعتقد على إذاعة البرنامج الأوروبي، طبعاً ساعتها مكنتش عارفة ألاقي الاغنية دي فين أو حتى إسمها إيه.. لكن لحنها يرن في وداني علطول..كانت بتسطلني بصراحة.

من حوالي إسبوعين كنت بقلب في الفيس بوك ووقفت عند صفحة الشيخ زين ولاقيته حاطط الكليب ده، اول ما سمعت الأغنية كنت هموت من الفرحة وحسيت إني رجعت 10 سنين لورا.. الأغنية رائعة مش ممكن مليانة أحاسيس، ساعدني كتير أنه ترجمتها الإنجليزية مكتوبة.

القصة بإختصار هي قصة أحدب نوتردام اللي بتدور أحداثها بجوار كنيسة نوتردام، كوزيمودو شاب أحدب وأعور ودميم، وجده الكاهن فرولو ملقى على باب الكنيسة بإهمال فأخذه ورباه وكانوا عايشين كويس لحد ما ظهرت أزميرالدا الراقصة الغجرية واللي كان في كذا حد بيحبها :الكاهن فرولو وكوازيمودو والقائد لكن هي كانت بتحب واحد إسمه فيبوس. ومن كتر حب الكاهن ليها هيتخفى ويقتل فيبوس بسكينتها عشان ينتقم لحبه و البلد كلها هتتهم أزميرالدا وهينصبولها مشنقة وفي يوم الإعدام هيخطفها كوازيمودو ويخبيها في الكنيسة وهناك هتحبه برغم دمامته. القصة رائعة وفيها من المشاعر الإنسانية الشيء الكثير بيعجبني جداً الصراع النفسي للكاهن اللي مش المفروض يحب واحدة ست.

في التريو ده بيغنيلها التلات رجالة اللي حبوها كوازيمودو وفرولو والقائد على التوالي. الجميل في الأمر إن كل الأوبريت موجود على يوتيوب بالترجمة الإنجليزي وفيه اغاني كتير رائعة خصوصاً اللي بيغنيها Garou اللي بيلعب دور الأحدب..صوته غير عادي بيُسكر بجد
:)

Have fun


الجمعة، 8 أكتوبر 2010

طعام..صلاة..حب


مقالي الإسبوعي بجريدة عين

عندما تقرأون هذا المقال ربما يكون فيلمEat pray&love يعرض في السينما الآن، الفيلم الذي تقوم ببطولته جوليا روبرتس مأخوذ عن كتاب يتحدث عنه العالم أجمع وهو يحمل نفس إسم الفيلم للكاتبة إليزابيث جلبرت. بعد القراءة عن الكتاب والفيلم- حيث أن الطبعة العربية من الكتاب صدرت منذ أيام- اكتشفت سر نجاح الكتب الحياتية والإنسانية في الغرب، يحدث ذلك لأن من يكتب السيناريو –أو الكتاب- لا يفكر في قيود المجتمع أو "الناس هيقولوا عليا ايه" يكتب فقط عما يشعر به.. يقدم نفسه بكل مشاكلها وبلاويها ككتاب مفتوح أمام القارئ وربما أمام المشاهد ولهذا يحدث النجاح. أعتقد أن هذا الفيلم لن يمر عليّ مرور الكرام ولهذا نقلت لكم بعض الجمل المفضلة من سيناريو الفيلم حتى نشاهده.

-أن يكون لك قلب محطم من الحب لهو شيء ممتاز، هذا معناه أنك على الأقل حاولت أن تنجح في شيء.

-من الأفضل أن تعيش حياتك بصورة غير جيدة تماماً بدلاً من أن تحاول تقليد حياة شخص آخر بطريقة جيدة تماماً.

-لا تعتذر عندما تبكي فبدون البكاء نصبح آليين.

-يعتقد المرء بأن توأم الروح هو الشخص الأنسب له وهذا ما يريده الجميع.
ولكن توأم الروح الحقيقي ليس سوى مرآتك التي تريك كل ما يعيقك عن الإستمتاع بالحياة، الشخص الذي يلفت انتباهك إلى نفسك لكي تغيري حياتك.

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

زوار المدونة