للأصدقاء الذين يشاهدون الفيديو .. هذه تكبيرة وشهادة أن لا إله إلا الله ولا تحتوى على أذان وليس بها أي إشارة للصلاة ..
كتبت: شيماء الجمال
لا أدري من أين أبدأ كلامي بالضبط، فلقد جلست أمام اللاب توب يوم الأحد مصدومة مش عارفة أصدق مين وأكذب مين، كوني صحفية جعلني أصدق الأخبار بعناء ولا أكوّن انطباعاً أو وجهة نظر إلا بصعوبة شديدة، خصوصاً بعد ما حدث من إعلامنا الرسمي أثناء تغطية أحداث الثورة.
أول ما جال بخاطري هو نظرية المؤامرة الخارجية، إحنا ناس مية مية وهذا التعصب لا يمت لنا بصلة.. ثم جلست أفكر واسترجع بعض الذكريات الخاصة بي والتي ربما تظهر أننا شعب مصاب بالتناقض والشيزوفرينيا.. متسامح بس بطريقة جزءية!!
قضيت طفولتي في المملكة العربية السعودية في مكة حيث لا يوجد مسيحي واحد، لهذا لم أختلط بأي مسيحيين أثناء دراستي ولم أكون أي وجهة نظر ولم يكن باب الحديث مطروقاً حول الأقباط، بعد عودتي إلى مصر بدأ الإختلاط الحقيقي الأول بالمسيحيين، يمس سلوى معلمة اللغة الفرنسية، ثم عمارة جدتي في شبرا والتي تعتبر هي القاطنة الوحيدة المسلمة بها! رأيت تسامح جدتي مع الجيران، رأيت ضرب البمب على السلم في الأعياد الإسلامية والمسيحية، رأيت جدو سعيد القبطي الذي كان دائم الصلاة أمام الشباك وكان محباً للشيخ الشعرواي، حزننا جميعاً عند وفاته لأنه كان رجلاً صالحاً بحق.
كنت قريبة في هذه الفترة من الديانة المسيحية بشكل عام وبدأت القراءة عنها والسؤال الدائم بإهتمام.. كنت أرسم صلباناً مزخرفة كالتي رأيتها في الكنيسة على الاوراق فكان هذا يقلق جدتي وكانت تنهرني بشياكة !!
ثم جاءت أول مرة أذهب فيها إلى كنيسة وكانت في أرض الجولف.. شعرت برهبة كبيرة أثناء دخول الكنيسة تماماً كرهبتي عند دخول المسجد.. عندما كان القسيس يتلو ترانيمه شعرت بالخشوع على الرغم من عدم فهمي لما يقول.. كنت اشعر أنه كلام عن الرب .. كلام مقدس في كل الأحوال.. انتهى اليوم وكان انطباعي عن الكنيسة إيجابي جداً.
ثم تعرفت على صديقتي المسيحية الأمريكية كارمن.. أوفى واصدق من عرفت.. كانت متدينة جداً ودائمة الذهاب للكنيسة وكانت تكتب مقالات لمجلة الكنيسة وكثيراً ما صنعنا سوياً فطيرات صغيرة لنبيعها لصالح الأيتام في الكنيسة، كنا نحب الإستماع إلى الموسيقى بصوت مرتفع وكانت كارمن تغلق مشغل الإسطوانات كلما سمعت صوت الأذان إحتراماً لي وللآذان وللإسلام.. كانت تحضر لي السجادة دوماً لاصلي في بيتها وكثيراً ما صليت في بيتها الذي كنت أشعر دائماً أنه بيت طاهر ونقي. الغريب أن والدي كان يخشى على إسلامي من صداقتها وكان يحذرني دوماً من التنصير !! فكنت أتعجب من كلامه واقول له أنني لست بطفلة صغيرة وانني مقتنعة بإسلامي ومتمسكه به إلى اقصى درجة وأنني اشعر أن صداقتي بكارمن تزيد قربي من الله ... مات هذا الملاك المسمى بكارمن خلف عام 2006 وكان البعض يمنعني من الترحم عليها بحجة أنها مسيحية ولا تجوز عليها الرحمة فكنت أرفع من صوتي وأقول " الله يرحمك يا كارمن" ! إذا لم أطلب رحمة الله لك فلمن أطلبها !!
وجاءت السنة الرابعة بكيلة الآداب قسم الإرشاد السياحي وبدأنا دراسة التاريخ القبطي.. أعتقد أنني كنت من المتميزين في هذه المادة وحصلت فيها على تقدير عال.. وأظن أن السبب هو أنني كنت محبة فعلا لما أدرس.. المعرفة والثقافة ومعرفة كيف يفكر وبماذا يؤمن مواطنون آخرون في بلدي .. ذهبت تقريباً لكل كنائس مصر.. قرأت الإنجيل عشرات المرات، اقتنيت عشرات الكتب عن الفن القبطي، بدأت بالفعل بتعلم الكثير من اللغة القبطية .. استمتعت كثيراً بحضوري القداس في طاحونة البابا كيرولوس السادس.. اشتريت من احدى الكنائس سلسلة مفاتيح مكتوب عليها ا"لرب نوري" فأثارت إستياء البعض كالعادة!! فكن أرد عليهم قائلة " الرب نوري بالفعل وأنا مؤمنة بذلك" الرب هو القوة العليا التي نؤمن بها جميعاً..توقفوا عن هذا الهراء..
أنا لا احكي هذه التفاصيل حتى أوضح كم أنا رائعة ومثالية .. بل لأقول إن الحياة يمكن أن تكون رائعة إذا التحمنا سوياً، إذا زرنا بعضنا وعملنا سوياً واحترمنا عقائد غيرنا ..
أرى أمامي نماذج متعصبة تستفزني بشدة أكون على وشك الصراح حين يتحدثون أمامي.. مثل أن يقول جيراني ( ده ركن العربية عند فيلا المسيحيين) وكأن صاحبها ليس له اسم! و أن تقول صديقتي عند رؤيتها لفتيات يخرجن من قاعة افراح ويرتدين ملابس قصيرة ( أصلهم مسيحيين بقى) وكأن المسلمات لا ترتدين الملابس القصيرة!!
ليس معنى هذا المقال أن المشكلة في المسلمين وأنه لا توجد حالات مسيحية متصعبة أو عنصرية أو تمييزية.. طبعاً يوجد، هذا النوع من التفكير موجود في كل الديانات ولدى كل الشعوب وموجود حتى بين أبناء الدين الواحد ( لاحظ صراع السلفيين مع الليبراليين المسلمين مع الصوفيين) .. أنا هنا لن أتحدث سوى عن نفسي وعن ما أعتقد وأرجو منكم أيضاً الحديث والكتابة عن أنفسكم.
ارجوكم .. توقفوا عن هذا الهراء وعيشوا سوياً في محبة وتسامح واحترام.. احنا مصريين وفي الآخر ملناش غير بعض .. أرجو بشدة تفعيل قانون دور العبادة ، اتمنى ان أسمع الأجراس والترانيم مدوية كما أسمع صوت الآذان والتواشيح .. أتمنى اختلاطهم مسوياً .. أتمنى أن نحب صوت الجرس وصوت الآذان .. لأن كلاهما في النهاية أصوات تعبر عن حبنا وشوقنا لله... أتمنى الجامع يحضن الكنيسة..
هناك 5 تعليقات:
و هل من مُجييب
):
خلتينى أبكى و انا قلت مش ادمع تانى
):
جميل يا شيماء .. عندك موهبة تنقل المشاعر المرهفة الواقعية
رامي وعصام :) شكرا على الكلام الجميل
شيئ جميل جدا ولكن لدي بعض التحفظات اطرحها لمجرد التعبير عن الرأي وليس لمصادرة رايكي او تفنيده
اولا انا مع حضرتك في التسامح وهذا لب الدين الاسلامي ولا ننسى ان المسلمون الذين هاجروا الى الحبشة دافعوا على ارضها ومع سكانها المسيحيون ضد اعداء الحبشة
ولكن هناك مسلمات امرنا بها في اسلامنا وهي مثلا عدم جواز الصلاه على المشرك او الكافر وبالتالى عدم الترحم عليه من باب اولى ولن اقول انها ستدخل جهنم فانا لا اضاهى الله تعالى في علم غيبه ولكن لا نترحم عليها لكونها غير مسلمة ، وأكد لكي حقيقة انه ليس كل المسلمين سوف يدخلون الجنة باعمالهم لان كثير منهم فعلوها ليس لوجه الله البحت ولكن دخل فيها نوع من المراء بنسب متفاوتة ويخبرنا الله تعالى اننا لا اجر لنا فيها لاننا استوفينا حسابنا في الدنيا بها وهذا للعلم حديث شريف وانا في اعتقادي الخاص ان الاخوة المسيحيين سوف يوفيهم الله تعالى اجورهم في الدنيا على حسن صنيعهم ولكن لن يغفر الله لهم ظلمهم له حينما اشركوا به وجعلوه اله له ام واب
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:(لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم ( 73 )
وبذلك لا يجوز الترحم على الكفار
قال تعالى:(وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
http://www.binbaz.org.sa/mat/150
إرسال تعليق