كتبت: شيماء الجمال
فى منتصف أى حديقة عامة وفى الجمعة الأخيرة من كل شهر ابحث عن "ركن ثقافى" واحد من أهم الأنشطة الثقافية، التى انطلقت بعد الثورة مباشرة بهدف نشر الثقافة فى الشوارع المصرية على الطريقة الأوروبية.
بدورنا وللوقوف على تفاصيل النشاط تحدثنا مع أسماء البدراوى أحد مؤسسى "ركن ثقافى"، التى قالت: بداية الفكرة جاءت من خلال صديقنا محمد البلقينى، الذى كان يعيش فى أوروبا، وكان معجباً جداً بفكرة الأكشاك الثقافية المنتشرة فى الشوارع، وعندما عاد لمصر فوجئ أننا نفتقر إلى أى أفكار من هذا النوع، التى تهدف لنشر الثقافة فى الطرق العامة، وبعد فترة تعرف البلقينى على صديقنا أحمد يسرى، الذى كان بدوره يتمنى أن يؤسس أى نشاط ثقافى، ومن هنا قررا البدء بالفعل مع محمد عز وباسم وحيد ومصطفى درويش وأنا.
تستكمل أسماء: بعد الثورة رأى الفريق المناقشات التى كانت تتم على "فيس بوك" وفى الشارع بين الشباب، والتى أكدت لهم أن شريحة كبيرة من الشباب غير مثقف ولا يقرأ، وهو الأمر الذى جعلهم يصرون ويتعجلون ببدء مشروعهم الثقافى، وما ساعدهم على ذلك موافقة رؤساء الأحياء على إعطائهم التصاريح اللازمة لإقامة الفعاليات، وبالطبع لم يكن الأمر يمر بهذه السهولة لولا الثورة.
تضيف أسماء: عقدنا عدة اجتماعات لنتفق على شكل النشاط الذى سنبدأه وكنا نحلم فى البداية بأن يكون هناك كشك مجانى للقراءة فى كل حى، ولكننا اكتشفنا أن هذا الأمر مكلف، ومن الصعب تنفيذه، فتوصلنا فى النهاية لفكرة أن نقيم حدثاً ثقافياً فى الجمعة الأخيرة من كل شهر فى الحديقة العامة لأحد الأحياء.
يقوم الفريق بدعوة المكتبات لتبيع الكتب بأسعار مخفضة لزوار المهرجان، كما يبيع أفراد "ركن ثقافى" الكتب المستعملة بأسعار ممتازة، فالكتاب الذى تبلغ قيمته 150 جنيهاً يمكن أن يباع بـ15 جنيها فقط، ويتم الصرف على هذه الفعاليات الثقافية من ريع الكتب، التى يتم الحصول عليها من المتبرعين لحملة "اتبرع بكتبك" التى بدأها فريق "ركن ثقافى" بعد الثورة.
كما يمكنك الاستماع لموسيقى مناسبة تماماً للقراءة، التى يعزفها أعضاء الفرق الموسيقية المختلفة، الذين تتم دعوتهم للعزف فى هذا اليوم.
ويتميز اليوم بوجود أربعة أركان يمكن المشاركة بها من جميع أفراد الأسرة: الركن الأول هو ركن المعرفة وهو الخاص ببيع الكتب الجديدة والمستعملة، الركن الثانى وهو ركن الأطفال ويتم فيه عمل أنشطة للأطفال من قبل مكتبات "سمير وعلى" و"إندماج" ومحلات "بهجة العقول" لألعاب الذكاء، وعن الركن الثالث فهو ركن الفنون وفيه تقوم إحدى الفرق بعزف مقطوعات موسيقية، ليبقى الرابع وهو ركن المناقشات وفيه يتم مناقشة كتاب معين يتم الاتفاق عليه.
بخلاف الأربعة أركان الثابتة تتنوع المشاركات بين حملات توعية، مثل حملة "بص فى ورقتك"، ومنظمتا "نوايا" و"إيد واحدة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق