الأربعاء، 8 ديسمبر 2010

فرقة «رات باك» الأميركية تعيد جمهور القاهرة لأجواء الستينات


جسدوا شخصيات سيناترا ومارتن وديفيز في عروض بالأوبرا المصرية

عاش جمهور الأوبرا المصرية على مدار 3 أيام لحظات استثنائية عادوا خلالها لستينات القرن الماضي
القاهرة: شيماء الجمال ، جريدة الشرق الأوسط

عاش جمهور الأوبرا المصرية منذ يوم الخميس الماضي، وعلى مدار ثلاثة أيام، لحظات استثنائية، عادوا خلالها لستينات القرن الماضي، ليس عبر ألحانها وأغنياتها فقط، إنما في حضرة نجومها أيضا.. فرانك سيناترا ودين مارتين وسامي ديفيز الذين وقفوا للمرة الأولى على منصة العرض بالمسرح الكبير ينشدون أشهر أغنياتهم «مساء في روما»، «السحر الأسود»، «طر معي»، وقد تجسدوا عبر الثلاثي الجديد لفريق «رات باك» جاري أنطوني وألن جريجوري وأندرو ديمينو، الذين يقومون بمحاكاة حفلات الثلاثي الأصلي، حتى في الدعابات التي كانوا يلقونها معا على المسرح.

و«رات باك» فرقة استعراضية أسسها الممثل الأميركي همفري بوغارت، الذي اعتبرته مؤسسة الفيلم الأميركية أعظم ممثل في تاريخ السينما الأميركية، في منتصف الخمسينات من القرن العشرين، وبعد وفاته واصل دين مارتن، وفرانك سيناترا، وسامي ديفيز، وجوي بيشوب، وبيتر لوفورد العمل، وظهروا معا في فيلم «أوشينز إليفين» (Ocean›s Eleven)، في نسخته الأولى عام 1960، وحققوا نجاحا مدويا.

ولاحقا، انخرط الثلاثي، سيناترا ومارتن وديفيز في إحياء عرض «رات باك»، إلى أن توقفوا عن ذلك منتصف الستينات لأسباب غير معلومة، وفي عام 1987 أحيا الثلاثي حفلا ضخما في لوس أنجليس كان شعاره «معا مرة أخرى» (Together Again)، وشهد إقبالا منقطع النظير.

وخلال السنوات الأخيرة، تمت إعادة إحياء ليالي «رات باك» عن طريق ثلاثي جديد، جاري أنطوني وألن جريجوري وأندرو ديمينو، الذين يقومون بمحاكاة حفلات الثلاثي الأصلي مستغلين التشابه الواضح في الشكل بينهم وبين الثلاثي الأصلي، وقد أضافوا إليه تشخيص طريقتهم، حتى في الدعابات التي كانوا يلقونها على المسرح.

ويقول عبد المنعم كامل، رئيس دار الأوبرا المصرية، عن فرقة «رات باك»، التي تزور مصر للمرة الأولى: «اشتهرت الفرقة في معظم دول العالم بعروضها الساحرة في إعادة تقديم الموسيقى والأغاني الأميركية القديمة لعظماء المغنين، وتخليدا لذكرى ثلاثة من عمالقة الغناء في أميركا بنفس الأسلوب.. ولكن بشخصية فنية مختلفة؛ حيث يجسد الفنانون والراقصون بالفرقة هذه الشخصيات على المسرح أمام الجمهور باستعراضات فنية رائعة، من خلال الأوركسترا الحي والعروض الراقصة والملابس المبهرة وتصميم الإضاءة والديكور، الذي يعتمد على تقنيات فنية عالمية. وأيضا بالغناء الثنائي والثلاثي في أسلوب كوميدي مبتكر».

وأضاف كامل أن الفرقة اختارت برنامجا فنيا عالميا لجمهور دار الأوبرا المصرية، يتضمن مجموعة من الأغنيات العالمية التي ارتبط بها الجمهور في معظم دول العالم، وتحظى بنسبة شهرة كبيرة في مصر، ومنها: «مساء في روما، تمايل، أنت ملكي» للمطرب العالمي دين مارتن، و«السحر الأسود القديم، رجل الحلوى، أي أحمق أنا؟» لسامي ديفيز، و«طر معي، شكلك الليلة، مدينتي، طر بي للقمر، طريقتي» لفرانك سيناترا.

ومن جانبه، أكد «باري روبنسون»، عازف البيانو المصاحب للفريق ومديره، أن فريق «رات باك» يتكون من مجموعة عارضات محترفات ومتميزات بجانب المغنين الثلاثة، مضيفا أن الفريق قدم عروضه في معظم دول العالم بأوروبا وآسيا وأميركا، ونالت إعجاب ملايين المشاهدين حول العالم من مختلف الجنسيات، وبعد الحفل عبّر أعضاء الفريق عن إعجابهم بمصر، وبأنها بوابتهم الأولى لجمهورهم في أفريقيا وفي الشرق الأوسط.

بدأ ألن جريجوري، الذي يجسد شخصية سامي ديفيز، في تقليد شخصيته من خلال برنامج «شخصيات أسطورية من الخمسينات»، وكان التشابه الكبير بينه وبين ديفيز سببا في انتشار عروضه بكبرى قاعات العرض، وذلك منذ وفاة ديفيز، كما سافر ألن حول العالم وغنى في كبرى مسارح ونوادي لاس فيغاس محاكيا المطرب العالمي.

أما أندرو ديمينو، فهو المطرب الذي يجسد شخصية دين مارتن، وقد استطاع إحياء ذكرى مارتن بسبب البساطة الشديدة في أدائه وعدم تكلفه. ومنذ البداية كان ديمينو مغنيا، نشأ في جنوب ولاية كاليفورنيا، حيث كان يشارك في فريق الروك بالمدرسة، مما أتاح له المشاركة في عدة عروض لفرق مثل «THE DOORS» و«الفراشة الحديدية»، كما أصدر ألبوما بالاشتراك مع فرقة «RCA». بعد ذلك بدأ ديمينو في التركيز على كتابة الأغاني والعمل كعازف غيتار، وكانت أول جائزة يحصل عليها من خلال برنامج جونج شو.

في لاس فيغاس أضاف ديمينو إلى مواهبه موهبة التمثيل والظهور في الإعلانات التجارية بالتلفزيون، فعمل مع جاري لينو في برنامج الدردشة الكوميدي «تونايت شو»، وظهر في جزء صغير من فيلم «كيني روجرز» التلفزيوني، عمل أيضا كمدير إنتاج لشركة «جيريكو» الأسطورية في لاس فيغاس، وفي هذا الوقت أحيا ديمينو حفلا ناجحا جدا في لاس فيغاس. أما بداية ديمينو الحقيقة في غناء أغنيات دين مارتن، فكانت عندما انضم إلى الأوبرا المتنقلة لمدينة البندقية، وعمل كعازف ماندولين وغيتار، وكان من إسهاماته غناء الكثير من الأغنيات لدين مارتن باللغة الإنجليزية والإيطالية.ويعود ارتباط ديمينو بمارتن منذ أن كان في الخامسة، حيث كان يشاهد أسبوعيا برنامج «ساعة مع دين مارتن»، وقد جعله ينجذب لأسلوب دين مارتن الهادئ في الغناء، فاستمر في جمع أعمال مارتن لأكثر من خمس سنوات.

أما جاري أنثوني الذي يقلد فرانك سيناترا، فنشأ في لوس أنجليس في كنف عائلة موسيقية بقيادة والده، الذي كان مخرجا شهيرا إحدى الفرق الموسيقية، والذي أعطى الفرصة لجاري في اعتلاء خشبة المسرح، منذ أن كان في العاشرة من عمره، حتى إنه كون فريقا غنائيا مع أشقائه.وبعد تسعة أعوام من الجولات الموسيقية، انفصل أعضاء الفريق، واقتحم أنتوني كوميديا الموقف.وعمل أيضا كمهندس صوت للكثير من الفرق الموسيقية الشهيرة، ولكنه شعر في النهاية بانتمائه للغناء على المسرح.وبفضل موهبته الصوتية، انتقل أنتوني إلى لاس فيغاس عام 1994، حيث رسم القدر له فرصة تحقيق حلم حياته بأن يخلد ذكرى فرانك سيناترا في جميع أنحاء العالم.

هذا بالإضافة للراقصات، ليه هويل، وداني مكلارين، ولورا جرينوود، وليزا باسيت، اللاتي قمن بتأدية اسكتشات راقصة غاية في العذوبة بمصاحبة الغناء، أعادتنا - ولو لساعتين - إلى الزمن الجميل.

ليست هناك تعليقات:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

زوار المدونة