السبت، 13 نوفمبر 2010

مغامرات 3 أيام X وادي الجمال



من رحلتي لوادي الجمال 2
لمزيد من التفاصيل إقرأ البوست ده



كتبت: شيماء الجمال

فوتوغرافيا: شيماء برضه :)


ربما يعتقد البعض بأن كلمة مغامرة مبالغ بها بعض الشيئ لكن ربما لو عرفتم تفاصيل الرحلة ستغيرون رأيكم تماماً. الموضوع بإختصار أن مجموعة كبيرة من الشباب وصلت للألف قرروا مغادرة القاهرة يوم 28 أكتوبر لحضور مهرجان شخصيات مصرية الذي أستمر لمدة ثلاث ايام في منطقة وادي الجمال من 29 أكتوبر ليوم 31 أكتوبر وفكرة المهرجان تعتمد على تجميع عدد كبير من بدو القبائل في مكان واحد حتى يتعرف عليهم الشباب وعلى عاداتهم وتقاليدهم وتفاصيل حياتهم اليومية، البعض سافر بالطائرة والبعض حجز في الفندق لكن من قاموا بهذا فاتهم الكثير.

بدايةً تم التحرك من أمام نادي هليوبوليس الساعة 8 صباح يوم 28 أكتوبر بالأوتوبيسات.. 15 ساعة تقريباً هي مدة الرحلة من القاهرة وحتى وادي الجمال التي تقع على بعد 150 كم من مرسى علم أو 200 كم من حلايب وشلاتين، الرحلة كانت مرهقة جداً ولكن في نفس الوقت مسلية أفلام ومزيكا وقراءة ورغي وفترة لممارسة كل ما لم نستطع فعله في القاهرة، وصلنا الساعة 11 مساء ً تقريباً لنجد في انتظارنا العشاء البسيط –اللذيذ في نفس الوقت- والمكون من العدس بجبه والخبز والجبن، والمفاجأة الكبرى بعد العشاء – لمن لم يعتد المبيت في الصحراء- كانت النوم في الخيام، فجاة خيمة مظلمة وكليم على الأرض الترابية وظلام دامس واتفضل نام يا معلم وتصبح على خير. وطبعاً كانت ردود الافعال تتنوع ما بين من نام في ثواني على نفسه من كثرة الإرهاق، ومن أصيب بالأرق وظل يحضن البطارية طول الليل في ملل، ومن لم يستطع النوم مطلقاً وظل يرقص مع البدو حتى الصباح الباكر وكل واحد وطبيعته. ولكن هذا لم يتكرر في اليوم الثاني بسبب أن الجميع ناموا من كثرة التعب فمنذ أول شعاع من ضوء الشمس إستيقظ الجميع وتناولوا الإفطار في السابعة صباحاً وبعدها بدأ البدو في الظهور.. إستمتاع غير عادي بالرقص والغناء والتحدث مع البدو والتعرف على عاداتهم وحياتهم اليوميةوشرب المشروب الرسمي وهو الشاي الذي كان يمكن أن يصل ما تشربه منه إلى 15 فنجان لو أردت بسبب إصرار البدو على أن يتناوله الجميع.

في اليوم الأول جلسنا مع شيوخ القبائل للتعرف على قانونهم العرفي حيث أن لهم قانون خاص بكل قبيلة، في اليوم الثاني انطلق البعض في رحلة لشاطئي قلعان و راس حنكراب، وفي المساء جلس الجميع مع وليد رمضان منظم المهرجان للتحدث حوله، وفي نفس المكان أقيمت جلسة حكي الكاتبة عبير سليمان التي حكت قصة بها العديد من النصائح الموجهة للبدو أما في اليوم الثالث فأقيمت المسابقات الرياضية وسباق الهجن ( الجمال) والتقط الجميع الصورة الجماعية وغادرت الأوتوبيسات في الساعة السادسة مساء.

خلال الثلاث أيام كانت كل قبيلة تحرص على إستعرض كل أنواع فنونها مثل الرقص والغناء والشعر وقبل مغادرة المكان شعر الجميع بأنهم لديهم الكثير عن مصر ليعرفوه ولديهم الكثير من الأماكن التي يجب زيارتها فعلى الرغم من أن أهل القبائل كلهم مصريين في النهاية إلا أن تلمس إختلافاً كبيراً لدى كل منهم يكفي أن أهل البشارية بشرتهم سمراء تماماً ويشبهون الزنوج ولا يتحدث الكثير منهم العربية بل لهم لغة خاصة بهم.

كلمة السر في تنظيم المهرجان: 120 متطوع من CISV

خلال المهرجان شاهدنا العديد من الشباب ممن يرتدون التيشريتات البيضاء ويساعدون الحضور بحماس شديد، وبالسؤال عنهم اتضح أنهم متطوعو الجمعية المصرية لتنمية ثقافة الطفل أو CISV والذين بلغ عددهم 100 متطوع ضربوا لنا مثلاً عظيماً في قيمة العمل التطوعي ومساعدة الغير.

قابلنا على إسماعيل عزمي 25 سنة مسئول أحد البرامج الدولية للجمعية والذي بدا حديثه بتعرفينا بقصة الجمعية قائلاً: الجمعية بالاصل أمريكية أسستها خبيرة علم نفس تدعى دوريس الينج عام 1951 بعد الحرب العالمية الثانية لأنها كانت مقتنعة أن إعادة بناء المجتمع يجب أن تبدأ بالأطفال أولاً. وكانت الجمعية تعتمد على معسكرات صيفية للأطفال ولهذ أسمتها Children International Summer Village أما الآن فالأنشطة تقام للأطفال والكبار وطوال العام وليس في الصيف فقط.

ويكمل على: أما في مصر فبدأت الجمعية ممارسة أنشطتها على مرحلتين المرحلة الأولى في الستينات وكانت عبارة عن معسكرات تابعة للحكومة ثم جمعية معروفة في السبعينات تمارس أنشطتها وفق نظام معين وأشهرت كجمعية أهلية وفقاً للقانون الجديد عام 1995. هدف الجمعية بشكل مباشر ليس تنمية المجتمع بل تنمية مهارات الأطفال والشباب الذين سيصبحون بدورهم قادرين على تنمية المجتمع.

تقدم جمعية CISV العديد من البرامج نذكر منها برنامج village والذي يقدم لمدة 28 يوم لأطفال عمرهم 11 عاماً وبرنامج مخيم الصيف الدولي من سن 13-15 سنة، والمشروع الدولي أو international people’s camp وفيه يقوم الشباب بعمل مشروع صغير تنموي وهذا البرنامج مخصص لعمر 19 سنة وما فوق. بالإضافة لبرنامج آخرلا لدعم واحة الفرافرة وتطويرها أما برنامج موزايك فهو يعتمد على المشاركة في مبادرات محلية ومنها المشاركة كمتطوعين مع مهرجان شخصيات مصرية.

تحدثنا أيضاً مع روان الشيمي، 22 سنة اللمثلة الدولية للJunior branch والتي تعمل أيضاً في موقع touregypt.com ككاتبة في مجال السياحة. روان التي كانت من أكثر المتطوعين نشاطاً تعتبر العمل التطوعي ومساعدة الغير هدفاً اساسية في حياتها لا يمكن الإستغناء عنه بجانب عملها. وتعترف روان دائماً بأنها كانت شخصية مختلفة تماماً قبل الإلتحاق بالجمعية التي ساهمت كثيراً في صقل شخصيتها وكذلك المتشاركين الذين لمست بنفسها تطور شخصياتهم.

بدأت روان نشاطها مع الجمعية منذ أن كانت في الحادية عشرة وحصلت على العديد من الألقاب المحلية وسافرت لتمثيل مصر دولياً وحصلت منذ العام الماضي على لقب ممثلة الJunior branch دولياً وهو لقب مهم لا يتم إعطاؤه إلا لشخص ذو مهارات عالية.

إذا أردت الإنضمام ل CISVيمكنك مراسلتهم على هذا الإيميل:

info@eg.cisv.org

في النهاية لا يسعنا القول سوى أن هذا المهرجان هو خطوة جادة للتعرف على ثقافة بلادنا وعلى شريحة كبيرة من المصريين ربما لا نعرف عنها شيئاً.

ليست هناك تعليقات:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

زوار المدونة