السبت، 28 مايو 2011

حكايات كليونان نوونان..للصغار الكبار



لا تتعجب إذا ذهبت لأحد المكتبات ووجدت سيدة ترتدي ثوباً كأثواب الأميرات وتحكي قصة لأطفال عمرهم أقل من عام واحد ولا تتعجب إذا وجدت الأطفال الصغار ينصتون بإنتباه ويبتسمون في أوقات أخرى تفاعلا مع احد مواقف القصة فقد قررت السيدة كليونا نونان صاحبة شركة أكتينج أب- لتنظيم مناسبات الأطفال وتعليم الدراما- أن تقيم جلسات لحكي القصص لمن هم أصغر من العام ولعل الأيرلندية نونان هي الوحيدة التي تقدم هذه الجلسات بالنسبة لهذا السن.

في البداية تحدثنا كليونا عن نفسها قائلة: درست اللغتين الإيطالية والألمانية في الجامعة وعلمت لمدة طويلة في المسرح في أيرلندا ودول أخرى كما علمت لفترة كمعملة لمادة الداراما. وبعد مجيئها للعيش في مصر قامت كليونا بإفتتاح شركتها آكتينج اب في المعادي وهي شركة تهدف لنشر فن حكي القصص عن طريق الأداء الدرامي والمسرحي وبإستخدام أدوات خاصة متطورة ومستوردة من الخارج.

وعن المختلف الذي تقوم به كليونا تقول : الجديد الذي نقدمه هو جلسات الحكي للأطفال أقل من عامين وهي بعنوان " الشجرة الفضية" وفيها تقوم نونان بتأدية دور ساحرة طيبة تتحدث مع الأطفال بصحبة الموسيقى الهادئة وفي جو ممتع جداً وتتمنى لهم ثلاث أمنيات الحكمة، والمعرفة والثروة وتقوم بإستخدام بعض المنبهات كالأجراس وبعض الإضاءة لتنشيط حواس الطفل كلها لتكون متأهبة لسماع الحكاية وهي واحدة من أحب الجلسات إلي قلب الآباء الذين يشتركون فيها مع ابنائهم .

وعن كيفية إقامة جلسة حكي ناجحة للأطفال الأقل من عامين تقول كليونا: المهم في هذه المرحلة أن يتعلم الطفل الصغير الإنصات للكبار لبعض الوقت والشعور بأهمية ما يقولون حتى إذا كانوا لا يفهمون تماماً ما يقال. لأنهم إذا عتادوا الإنصات منذ الصغر للكبار ولأمهاتم على وجه الخصوص سيكونون مستعدين لتقبل الدخول في مناقشات فيما بعد عندما يكبرون قليلاً. وحتى ينصت الأطفال في هذه السن يجب أن يتعامل القاص مع حكايته بمنتهى الجدية وأن يكون متأثرً ومؤمناً بكل كلمة يقولها .

تضيف كليونا: " الأطفال صادقون جداً ولا يستطيعون المجاملة، بمعنى أنه إذا لم تعجبهم القصة او القاص فإن ذلك يظهر عليهم بسهولة وقد لا ينصتون للرواي ولهذا فكما ذكرت يجب أن يكون القاص مؤمناً بجدية الحكاية التي يرويها وأن تكون نبرة صوته متوافقة مع ما يقوله فيجب أن يكون صوته فرحاً إذا كان يقرأ جملة تدل على الفرح والعكس صحيح. كما يجب أن يجهز الرواي عدة قصص وأن يقرأ القصة التي تتوافق مع مزاج الأطفال المتواجدين فإذا لاحظ مثلاً أن اللأطفال منطلقين ونشطين يمكن أن يقرأ لهم قصة تتضمن مغامرة أو حكاية عن حرب. كما يجب أن يتوقف القاص كل فترة ليتناقش مع الأطفال حول ما يقرأه ويجعلهم يستخدمون إيديهم وصوتهم لتفاعلوا معه.

ولا تعتمد كليونا فقط على صوتها وأدائها في الحكي بل تقوم بإضافة بصماتها الخاصة مثل الأزياء التي ترتديها أحياناً وفقاً للقصة ومشغل الإسطوانات وبعض الآلات الموسيقية والمؤثرات الصوتية بالإضافة لحامل البطاقات الخشبي وهو عبارة عن إطار توضع بداخله صفحات القصة على هيئة بطاقات تواجه الأطفال بينما في ظهر البطاقات يوجد النص الذي يستطيع القاص القراءة منه بدون أن يضطر لإستخدام الكتاب الذي قد يعوقه أثناء القراءة.حالياً ، تقوم كليونا بتقديم ورشاتها في مكتبات الديوان ومكتبة البلسم كما أن عرضها الشجرة الفضية قد تم تقديمه في العديد من المدارس في مصر وقد حاز على إعجاب المئات من الأطفال في.

وفي النهاية تقول كليونا: أسعى لأن أنشر فكرة الحكي بين الأطفال، وأن يتعلم الأطفال حب القراءة وأهمية الكتاب ولهذا اصطحب أبنائي في معظم جلسات الحكي حتى ينمو عندهم حب القراءة كما أميل في قصصي على التركيز على الحكايات القديمة والاساطير الشعبية الموجودة لدى كل الشعوب.

شيماء الجمال

ليست هناك تعليقات:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

زوار المدونة