كتبت: شيماء الجمال
لمس أكتاف من الكتب التي لن تترد لحظة في اقتنائها وقرائتها أكثر من مرة. وعلى الرغم من أن محتوى الكتاب عبارة عن مقالات نشرت لكاتبه من قبل إلا أن الكاتب أسامة غريب لا يتعامل مع مقالاته وكأنها عمود في صحيفة، بل كنوع من أنواع الأدب الذي لا يعترف البعض به وهو" فن المقال" وهذا ما ستلمسه بنفسك في مقالات الكتاب التي تتميز بالأسلوب الأدبي الرشيق والحس الساخر والقدرة الفائقة على رصد الكثير من التفاصيل الإنسانية بصورة راقية تجعل قيمتها- على العكس- تزداد مع مرور السنين.
في البداية سألناه عن سر إهداءه الكتاب للدكتور علاء الأسواني، وهل السبب هو موقفه المشرف من الثورة أم لا فقال: كتبت هذا الإهداء لدكتور علاء الأسواني في ربيع 2010 عندما سلمت الكتاب لدار الشروق، أي أنني كتبته قبل الثورة بعام واحد. والسبب في هذا الإهداء هو الموقف السلبي المتعنت الذي اتخذته وزارة الثقافة ضده في هذا الوقت نتيجة لإنتقاده الدائم لنظام مبارك وخلافه الكبير مع دكتور جابر عصفور. وكان الأسواني في هذا الوقت فد تسلم العديد من الجوائز في الخارج ولم يتم تكريمه في بلده، فشعرت بأنه فارس نبيل وحيد يستحق هذا اإلهداء فكتبت له : " إلى الاديب الدكتور علاء الاسواني، ذلك الرجل الذي حمل نجاحه وتألقه رسالة مفرحة للمصريين بأن الإنحناء يلس هو الحل، وأننا يمكننا أن ننجح دون أن نكون مع الرصين".
نشرت العديد من مقالات الكتاب في الفترة من 2009-2010 وبسؤال الكاتب عن المقال الذي ما يزال تأثيره واضحاً حتى اليوم أجاب: كتبت مقالا عن سيد القمنى والجائزة التي أعطاها له فاروق حسني وأرى أنه منذ كتابته وحتى الآن لم تتغير الأوضاع فيمكن لشخص مثل سيد القمني أن يتسلم جائزة لأن اللوائح مازالت كما هي. كما كتبت مقالا أيضا عن يوسف بطرس غالي وأسلوب ادارته لوازرة المالية والذي أرى أنه لم يتغير مع سمير رضوان لأنه تلميذ يوسف بطرس غالي.
كما أضاف غريب: هناك أكثر من 500 كاتب يكتبون مقالات وأعمده ما بين يومية وإسبوعية ونصف شهرية للتعليق على الأحداث الجارية، ولكن القليل من هؤلاء الكتاب هم من تنجح مقالاتهم مرة أخرى عند طبعها في كتاب وهذا لأن مقالاتهم ليست مجرد نقد للأحداث وإنما هي قطع أدبية يمكن أن يتم تصنيفها ضمن فن المقال الذي لا يعتبره معظم النقاد نوعاً من أنواع الأدب، ولهذا فإن كتابي لا يتضمن جميع المقالات التي نشرت في العام الماضي بل أنني أنتقي منها ما أشهر أنه سيصلح للقراءة في كل مكان.
ويتميز الكتاب بوجود العديد من القصص والمقالات التي تنتمي لأدب الرحلات بشكل أو بآخر وهو ما دفعنا لسؤال أسامة غريب هل ينوي اصدار كتاب جديد عن أدب الرحلات فأجاب : ربما أصدر كتابا جديداً عن أدب الرحلات كجزء ثاني من كتاب "مسافر في مركب ورق" ففي جعبتي العديد من الحكايات بحكم سفري الكبير ولكن التزامي بكتابه المقال هو ما يجعلني أصيغها عي شكل مقال بينما قد تصبح قصصاً قصيرة جيدة اذا كتبت في كتاب بدون تقيد بشكل معين.
وعن المقال الذي حاز على أكبر نسبة قراءة واثار جدلاً واسعاً علق غريب قائلاً: من أكثر المقالات التي أثارت جدلا واسعا هو مقال الدكتور سيد القمني والدكتور عصام شامورت فقد كان له العديد من المعارضون والعديد من المؤيدون.
وأخيراً بقى أن نذكر أنه سيصدر قريباً للكاتب أسامة غريب كتاب بعنوان إرهاصات موقعة الجحش والذي من المتوقع أن يصدر بعد أيام.
هناك تعليق واحد:
كتاب أكثر من رائع ... إنتهيت للتو من قراءته ... أكثر مايجذبني إلى كتابات أسامة غريب هو حسه الساخر وعصارة خبرته الحياتية التي ينقلها لنا عبر حكايات ومواقف طريفة تحدث مع أناس ينتمون لأجناس مختلفة ويحملون أفكارا متباينة قابلهم أثناء رحلاته وإقامته في الخارج ... كتاب يستحق الإقتناء
حازم أحمد
إرسال تعليق