كتاب مصطفى الحسيني الجديد «مثير وملفت للانتباه» هو فعلاً واحد من المجموعات القصصية الممتعة اللي صدرت مؤخرًا في وقت كل الكتاب فيه بـ يركزوا على كتب بـ توثق الثورة. الكتاب عبارة عن 14 قصة إنسانية مستوحاة من الواقع، يعني هـ تلاقي في الكتاب قصص واقعية تمامًا وقصص ثانية بُنيت على خلفية واقعية مع جزء من خيال المؤلف وده الجميل في المجموعة دي، أنك بـ تحس بالتفاعل مع كل قصة في الكتاب وأنك بـ تقرأ شيء له علاقة بك وبالواقع اللي أنت عايشه.
عنوان الكتاب من أكثر العوامل اللي هـ تجذبك لقراءته وهو "مثير وملفت للانتباه" ولو عاوز تعرف قصة العنوان وليه قرر مصطفى أنه يسمي كتابه كده ما عليك إلا أنك تبدأ بقراءة الغلاف الخلفي اللي بـ يشرح فيه مصطفى مراحل اختياره لاسم كتابه.
مصطفى كتب قبل كل قصة 3 سطور في صفحة منفصلة هـ تقدر تفهم منها روح القصة وفكرتها قبل ما تقرأها وده هـ يخليك متحمس للقراءة وهـ تحس أنك فاهم الكاتب عاوز يقول إيه من كل قصة.
في القصة الأولى بعنوان "نظرة رحمة" بـ يحكي مصطفى قصة أحد الشباب اللي قُتل في ثورة 25 يناير على يد أحد رجال النظام السابق واللي ما وضحش مصطفى هو مين بالظبط، القصة هـ تأخذك إلى روح الثورة وهـ تعيش معاها موقف عاشه آلاف الثوار.
القصة الثانية مصطفى بـ يشرح لنا قبلها ليه كتبها وبـ يقول: "هي مجرد كلمات جالت في خاطري.. عندما ملكنا العالم بأسره يومًا.. واليوم لم نعد حتى نملك زمام أمرنا!". القصة مقسمة لجزئين، جزء بـ يدور أيام حضارة الأندلس الإسلامية، والجزء الثاني بـ تحصل أحداثه دلوقتي، وأنت بـ تقرأ القصة البسيطة العميقة دي هـ تقعد تفكر هو إزاي العرب كانوا عظماء كده وإزاي وصل الموضوع لدرجة أن كلمة "عربي" دي أصبحت تقريبًا شتيمة في الدول الغربية!
من أجمل قصص المجموعة القصة الثالثة بعنوان "جائزة الحب" اللي بـ يحكي فيها مصطفى موقف حصل لصديقه محمد مفيد مع مراته.. واللي بـ تعلمنا إزاي البني آدم يبقى عنده إيثار وإزاي يحب الخير للناس زي ما بـ يحبه لنفسه، وإزاي زوج ممكن يبقى نفسه في حاجة قوي ولما يعرف أن زوجته محتاجاها يفضّل زوجته على نفسه، قصة بسيطة وموقف بـ يحصل زيه كثير في الحياة الزوجية لكنه بجد هـ يلفت نظزك لحاجات كثير حلوة.
من القصص اللي هـ تلفت نظرك كمان قصة "خير أجناد الأرض" واللي بـ يهديها مصطفى للنقيب ماجد بولس اللي وصفه بـ"أسد التحرير" في موقعة الجمل، القصة بـ تشرح إزاي النقيب ابن الجيش قرر في يوم موقعة الجمل أنه ما سابش البلطجية يعدوا ويقتلوا حد وقرر ينضم للمتظاهرين ورغم أن كثير مننا قرأوا عن الموقف ده إلا أن مصطفى كتب القصة بمهارة شديدة وركز على مشاعر إنسانية جميلة ظهرت في الثورة.
الجميل في قصص مصطفى كلها أنه بـ يغلفها نسيج إنساني يخليك تتأمل في مواقف كثير ممكن تكون مرت عليك أو قرأت عنها في الجرائد والإنترنت لكن عمرك ما فكرت تبص للجانب الإنساني اللي فيها وتحلله بالشكل المميز اللي عمله مصطفى علشان كده ننصحك بقراءة المجموعة القصصية الأولى لمصطفى الحسيني.
عن المؤلف:
مصطفى الحسيني، صدرت له رواية بعنوان "2025 النداء الأخير". بـ يشتغل حاليًا مراسل ومقدم برامج لقناة 25 واشتغل قبل كده في قناة "أزهري" و"الرسالة" وهو مؤسس ومالك موقع دار الكتب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق