الجمعة، 20 نوفمبر 2009

عزة فهمى أشهر مصممة مجوهرات فى العالم: لم أفكر فى فتح أى فرع فى إسرائيل ولن أعرض فيها أى منتج.. واللى حصل خطأ وكالة الإعلان

بدأت بـ3 جنيهات وتركت عملى كمهندسة ولبست «أفرول» واشتغلت عاملة فى ورشة صاغة


كتب محمد ثروت- اليوم السابع


«لم أفكر أو أخطط لفتح أى فرع فى إسرائيل ولن أعرض أى منتج لى هناك» هكذا نفت عزة فهمى مصممة المجوهرات العالمية وفنانة الحلى الأولى فى مصر والشرق الأوسط ما نشرته «اليوم السابع» فى العدد السابق، مؤكدة أن ماحدث خطأ من وكالة الإعلان المسؤلة عن منتجاتها وتصميماتها. تضيف عزة أنها بمجرد علمها بذلك أصدرت تعليماتها برفع أى إعلان فى الصحف الإسرائيلية فوراً ودون تأخير.

لا يكاد يخلو موضوع عن التصميمات العالمية لمجوهرات الرؤساء والأسر الحاكمة فى كبريات وسائل الإعلام العالمية مثل نيويورك تايمز، والنيوزويويك، والتايمز، ووول ستريت جورنال، وإل سى إن، والبى بى سى من الحديث عن عزة فهمى، التى تعتبرها سفيرة الفن والثقافة المصرية إلى العالم.

«قالوا عنى مجنونة.. لم يصدقوا أن مهندسة شابة تترك عملها لتشتغل عاملة فى ورش الصاغة فى خان الخليلى بل تدفع أجرة للصنايعية كى يعلموها» هكذا تحدثت عزة فهمى. بل تطرح عزة فهمى فى حوارها مع «اليوم السابع» فكرة العلاج بالحلى والمجوهرات. تروى عزة فهمى قصة كفاحها قائلة: «بدأت حياتى بحكمة: كن جميلا ترى الوجود جميلاً».

وقررت الاتجاه إلى تعلم فن «الصاغة» مهنة الرجال فى ذلك الوقت، حيث العمل فى الورش أمام النار، وكنت أرتدى «الأفرول الجينز» وألم شعرى وألحم بالنار وقد استغرب أهلى كيف لخريجة فنون جميلة أن تقبل بالتدريب كعاملة فى ورشة، ولكنى صممت على مواصلة طريقى وهوايتى.

كان الحاج سيد أحد آباء الحرفة الأوائل فى ذلك الوقت، ولم أكن أتقاضى أجرا بل كنت أدفع للصنايعية 3 جنيهات شهرياً فى الستينيات لكى يعلمونى الحرفة، أى مرتب موظف، وكان هذا هو رأسمالى الأول، وقد صنعت 3 خواتم تكلفتهم 3 جنيهات وبعتهم بـ15 جنيها ثم ربحت 45 جنيها وهكذا دخلت المجال، واستمر مشوارى 40 سنة، بدأته بغرفة صغيرة فى حلوان ثم ورشة فى بولاق، وكانت أمامى عقبة خطيرة هى كونى امرأة وأم ولو نجحت فى حياتى العملية وفشلت فى استقرار أسرتى، لقالوا هذه نتيجة انشغالها بعملها، ولذلك حاولت الجمع بين الاثنين، الحفاظ على أسرتى والاهتمام بعملى، ولذلك كان حلمى أن أعمل «شيف» لو لم أعمل بالصاغة. فأنا طباخة ماهرة وعلمت بناتى كيف يتقن أفضل الأكلات.

كنت أعمل 12 ساعة يومياً أبدأها باليوجا لمدة 20 دقيقة لتجعلنى قادرة على التفكير والإبداع والصفاء الذهنى، ولم أنس بيتى وابنتى أمينة وفاطمة. وكان القرار الصعب الذى اتخذته فى حياتى يوم استقلت من الهيئة العامة للاستعلامات، وتفرغت للعمل فى الصاغة بشكل كامل، حتى أصبح لدى مؤسسة تحمل اسمى، و170 موظفا لم أفصل منهم واحدا فى الأزمة المالية العالمية، وكنت بدأت بموظف واحد فقط ثم أصبحنا 7 ثم 15 ثم 45 وهكذا. وتستطرد عزة فهمى قائلة: كان أمهر من يعمل بالصاغة من الأرمن والشوام أما اليهود فعلى خلاف ما يشاع كان عددهم قليلاً.

تضيف عزة فهمى قائلة: كل شىء يلهمنى؛ الطيور والزهور والموتيفات المعمارية فى المنازل أو الأمثال الشعبية وأضحى نقش الأقوال الحكيمة والموتيفات سمة لعملى، ورسالة إلى العالم عن الجمال وتقاليد العالم العربى.

اخترت تكوين مدرسة خاصة بى تعتمد على التراث التقليدى المستوحى من التراث القبطى والعربى والإسلامى، واليمنى والمغربى مع تطويره بشكل عصرى. وقد ساعدنى فى ذلك وجود مكتبة كبيرة جداً بها جميع أنواع كتب التراث مثل المعلقات العشر فى الشعر الجاهلى.

المثير فى الأمر أن عزة فهمى رفضت الاشتغال بالسياسة أو الاقتراب منها رغم كونها من جيل الستينيات الذى عاش حلم عبدالناصر والقومية العربية وأغانى أم كلثوم وعبدالحليم حافظ. وتقول: كان عملى وتصميماتى هو كل ما يعنينى وليس السياسة ولم أدخل أى ناد اجتماعى أو جمعية، حتى عندما عيننى الوزير رشيد محمد رشيد فى اتحاد الصناعات المصرية كان من أجل المهنة وقد شكوت له من عدم وجود مدرسة تضم عمالا مهرة فى الصاغة، ووعدنى بعمل مدرسة.

عزة سبقتها شهرتها إلى السينما فاستعانت بها سعاد حسنى فى فيلم «شفيقة ومتولى» واستعان بها المخرج الراحل يوسف شاهين فى فيلمى «المهاجر» و«المصير» وكانت تقرأ السيناريو مثل الممثلين وتتقنه قبل أى تصميم. كانت أمنية عزة أن تقوم بتصميم مجوهرات الممثلة العالمية جوليا روبرتس وتقول: نفسى تلبس مجوهرات عزة فهمى مثلما ترتدى قرينات الرؤساء فى أوروبا والشرق الأوسط مجوهراتى وقد شاهدت أسماء الأسد قرينة الرئيس السورى بشار الأسد وبعض السيدات الأول وهن يرتدين عقودا أو حليا تحمل اسمى.

وعلى الرغم من شراكة عزة فهمى مع المصمم العالمى «جوليان ماكدونالد» مصمم الملوك فى إنجلترا واحتمال الدخول للسوق الأمريكية، تظل فهمى وطنية بشدة وفخورة بموطن علامتها التجارية، «عزة فهمى صنع فى مصر» رافضة تغييرها مهما كانت المغريات.
وتضيف عزة: «أنا فخورة جداً بأن آخذ علامة تجارية مصرية وأقوم بتسويقها عالمياً، أنا فخورة بما أنتجه وأريد أن يرتدى الأجانب علامة تجارية مصرية».

لمعلوماتك..
6 أشهر هى مدة بحث عزة فهمى قبل تصميم المجوهرات
























ليست هناك تعليقات:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

زوار المدونة