الاثنين، 23 فبراير 2009

الرفيق الطيب


وشاح أرتديه على رأسي وأحبه كثيراً وأتفائل به .الوانه كئيبة بعض الشئ ،خليط من البيج و البرتقالي الداكن والاخضر الغامق.خامته شيفونية مكرمشة ..


قصة هذا الوشاح غريبة جداً ، ارتديته بالأمس فقررت ان احكي لكم الحكاية،وجدت هذا الوشاح منذ ست سنوات أمام ساحة مول سيتي ستارز ،بجوار الحائط، يتيماً منبوذاً ،فأشفقت عليه !! لا أمزح أشفقت عليه بالفعل شعرت انه يناديني و يستغيث بي من قسوة المارة ! فأخذته بحرص و بدون أن يراني أحد و وضته في الحقيبة و نسيته تماماً و بعد عدة ايام حينما كنت ابدل الحقائب و جدته هناك ، يرمقني بطيبة ووداعة ..


هناك ، أخرجته من الكيس برفق ،وكأنك تصطحب طفلاً من أطفال الشوارع ،حممته بالماء الساخن و الديتول حتى أتخلص من جراثيم الشارع و نشرته في الشمس حتى اليوم التالي ..وبالرغم من شكله العجوز ( زهور برتقالية قاتمة و فروع خضراء ) إلا أنني أحببت صحبته و شعرت أنه يضفى على مظهري بعض الكلاسيكية المفقودة ،خصوصاً أن ملابسي معظمها كاجوال !


مرت ست سنوات لم أنقطع فيها عن رفقة ذلك الصديق الوفي (الوشاح) الذي نبذه أحدهم ..فكرت في الفتاة اللي القته هناك لأنها تكره من اهداه لها ..عمرو ذلك الشاب الفاشل الذي أحضره لها حتى ترتيد ككاش مايوه! الآن هي محجبة فاضلة ولا تريد أي شئ يذكرها بذلك العمرو، شاهدت في خيالي مراراً ذلك الشاب المهذب يشتريه لخطيبته الجميلة المحتشمه ..و التي رآها بالصدفة تقبل شاباً آخر ذلك اليوم في المول فلعن ذلك الحب و القى دبلته و معها الوشاح و دهسه بأقدامه.كم فكرت أيضاً في تلك السيدة العجوز الذي اشترته من The tie shopلترتديه على تايرها الزيتي .. كانت تتمنى أن يحضر ابنها ولو يوم واحد من الكويت ليراها قبل ان تموت ..هناك –بجوار المول- شعرت بإعياء شديد و سقطت مغشياً عليها و أحضر لها رجال الأمن كوباً من الماء المحلى ..سقط الوشاح منها و اكتشفت غيابه عندما ذهبت لبيتها !


مازلت حتى اليوم كلما ارتديه اتذكر قصة جديدة و أعيش معها ! نعم كان هذا الوشاح ملهماً و رفيقاً طيباً.

.

هناك 7 تعليقات:

محمد حمدي يقول...

هذا الوشاح

فكرت كثيرا وأنا أرتديه .. هل تعرفه صاحبته اذا رأته ملفوفا حول رقبتى؟ اوقفتنى سيدة ذات يوم تسألنى عن الساعة وحدقت فى الوشاح فظننتها تعرفت عليه .. أرعبتنى فكرة التخلى عن الوشاح , وقررت القتال للنهاية .. سأخبرها إذا كانت تحبه الى هذا الحد فلم ألقته عند مول سيتى ستارز؟ لعلها ستقول لى انه سقط منها سهوا .. اذن سأكذب وسأقول لها انه يشبه الوشاح الذى كانت تملكه ... هل من الممكن ان تكون قد وضعت علامه مميزة عليه حتى تتعرفه اذا سقط منها ورأته على جسد إمرأة أخرى ؟ هويدا كانت تفعل هذا وهويدا كان جسدها جميلا وكانت تنشر بنطلوناتها داخل البلكونه خوفا من سقوطها من فوق السور ... فى منطقه ما من كل بنطلون كانت تكتب حرف الإتش ظاهرا .. كانت تكتبه بقلم جاف فى منطقه لن تطولها مياة الغسالة حتى تضمن عدم ضياع الحرف المرسوم بدقة

هذا الوشاح ...

اليوم الوحيد الذى نشرت هويدا البنطلون فى البلكونه سرقه احدهم وكإنما ينتظره .. دارات هويدا فى الشوارع تبحث عن البنطلون .. كانت تقايض فتيات الشوارع أن يرينها باطن بنطلوناتهم بحثا عن الحرف المنشود .. أنفقت ثروة تكفى شراء خزانة بنطلونات ... وتحرش بها فتيات الشوارع فى فهم خاطىء لحقيقة طلبها .. رفضت كل النصائح بشراء بنطلون اخر .. كيف تستغنى عن البنطلون الذى كانت ترتديه عندما تنام مع سمير السعدنى ؟ سمير كان أستاذا بحق ... أستاذا فى كل شىء .. فى صنع القهوة المحوجة بالحبهان والمستكة .. فى معاملة حبيبته كإنها ملكة متوجه ,,, كان أستاذا حتى أنه كان يعمل أستاذا للتاريخ بمدرسة مصر الجديدة للبنات ... كان أستاذا لكن ... لكن لماذا قبل الإعارة للعراق ؟ قالت له هويدا ان زمن الاعارات انتهى وأن العراق على شفا حرب الا انه صمم على الذهاب الى هناك ... ومن يومها لم يعد .. ومن يومها تنام هويدا بالبنطلون الذى كتبت عليه اول حرف من اسمها

هذا الوشاح

تراكمت الافكار فى عقل هويدا .. باتت تقضى الليل فى البكاء على البنطلون والنهار فى البحث عنه . حاول المقربون منها إثنائها عن البحث عنه إلا أنها أصرت ... لن يضيع البنطلون كما ضاع منها سمير زوحها .. فوجئت بالجميع يخبرونها ان سمير ليس زوجها وأنها بعد أنسة .. سمير لم يكن سوى مدرس التاريخ فى مدرسة مصر الجديدة للبنات التى كانت طالبة فيها ... هكذا اصبحت هويدا تهيم على وجهها فى الشوارع حافية القدمين تبحث عن بنطلونها .. يقذفها الاطفال بالطوب ويتحرش بها المراهقين ويغتصبها الكبار

هذا الوشاح

تتوهين فى افكارك بينما تنتزعك السيده من افكارك المختلطه : يا أنسه يا أنسه ... بقالى نص ساعه بسألك الساعة كام وانتى مش بتردى

تنتزعك من افكارك وتسعدين لأنها لم تسألك عن الوشاح .. مجرد امرأة طيبه تسأل عن الساعه تنظرين الى الساعه بدون اكتراث وتخبريها : الساعه وشاح ونص الا خمسه ! تسيرين ببطء بينما تنظر لك بتعجب ... لماذا يغضب الناس حينما تتحدثين عن الوشاح فى كل جملة لك ؟ تدخلين المطعم فتطلبين وشاح بالمكرونة .. فى المنزل تشاهدين برنامج الوشاح اليوم .. تعملين فى مؤسسة الوشاح الدولية .. لماذا يمصمصون شفاهم عندما تمرين امامهم ؟ لماذا لا يجيبونك عندما تسأليهم عن أقرب الطرق لشارع الوشاح؟ انهم مجانين .. مجانين مجانين مجانين

هذا الوشاح

غير معرف يقول...

شدتني كتاباتكم يا شياي.شيماء بدأت القصةومحمد أكملها كا بطريقته وكل وضع عليها بصمته التي تميزه.أعجبتني الفكرة واللهوأقترح لو يحاول كل قارىء لو يكملها من خياله ولنر الى أين تتجه هذه القصة.سأحاول أن أكمل ولو أني ربما لا أعرف أن أكمل بنفس طريقتكم أيها الشباب ولكن ولاني أحب روح الشباب وتطلعهم فسأحاول.: لقد استحوذ ذلك الوشاح على تفكيري كلما أحطت به رسيأسمعه يوشوشني :مرة قال لي:انظري هناك ها هي الفتاة التي ألقت على قارعة الطريق.إنها تتحاشى النظر اليك فقلبها ما زالا محطما. انها تبكي دون دموع تحاول الفبحث عن حب اخر ولكنها لا تستطيع فالقلب المكسور يعجز عن فك الاقفال ليفتح الباب كما إنه لا يعرف كيف يجعل الاحبة يطرقون بابه. فأجيبه:كف عني أيها المضلل. ومن أدراك؟ ربما تكون هي الغادرة والتي أوصدت قلبها.أف منك . كفاك هذيانا سأخلعك وأضعك في سجن لا تفارقه .ولكني سرعان ما أحس بدغدغته في أذني بكل عذوبة ورقة. : أنا أعرف أنك لن تفعلي هذا! أتنكرين أنني مصدر لإلهامك؟؟؟؟؟ سأظل هكذا وإن تجرأت وحبستني فثقي تماما أن الوحي لن يزورك.يكفي هذا القدر من الكتابة حتى لا يتسرب اليكم الملل والى كاتب جديد أسلم الكي بورد
مع تحيات:نائلة

شيماء الجمال يقول...

محمد : شكراً على اكمال القصة بس لمعلوماتك دي مش قصة مفتكسة دي حقيقة ..كاملة ..انا لسة رايحة بالطرحة دي الشغل النهاردة :)

غير معرف يقول...

i felt peace.

شيماء الجمال يقول...

نائلة :
انا مبسوطة انهم عاجبينك و ان كانت قصة محمد احلى بكتير :)

كلام حسام يقول...

شيماء الجميلة
فكرتيني بفيلم هندي اسمه تال وكل كان بيحكي عن وشاح الحبيبة
انا مش بحب الافلام الهندي بس لحد اشوريا مش بقدر اقاوم افلامها
اسلوبك جميلة وعميق جدا يا شيماء

شيماء الجمال يقول...

يعجبني فيك يا حسام انك متابع السينما كويس :) ربنا يخليك مش أجمل ولا أعمق من أسلوبك

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

زوار المدونة