ولدت فريدا كالو لأب ألماني مهاجر وأم من أصل مكسيكي. في السادسة من عمرها، تعرّضت لمرض وأصيبت بشلل الأطفال فتأذت رجلها اليمنى، وخلّف ذلك عوقاً بساقها مما ترك ذلك العوق أثراً نفسياً سيئاً عليها لفترة طويلة من حياتها، لم ترتدِ الفستان في حياتها إلاّ مع الجوارب الصوفية في عز الصيف كي تخفي أعاقتها، ثم تعرضت عام 1925 إلى حادث باص كان يقلّها إلى منزلها وعلى أثر الحادث، اضطرت إلى التمدد على ظهرها من دون حراك لمدة سنة كاملة.
عملت والدتها على راحتها طوال تلك السنة، ووضعت لها سريراً متنقلاً ومرآة ضخمة في سقف الغرفة، فكانت وحيدة وجهاً لوجه مع ذاتها طوال النهار، فطلبت ريشة وألواناً وأوراقاً لترسم، وراحت تنقل صورتها يومياً واكتشفت بذلك حبها بل شغفها بالرسم.
فريدا لم تدرس الرسم أكاديمياً إلا أنها كانت قد تلقّت بعض الدروس الخصوصية على يد أحد الأساتذة، ولكنها استطاعت عبر لوحاتها أن تجعل المتلقي يرى الألم أرضاً واقعية.. حياً قبيحاً قاتلاً ومعوقاً.. وليس ألماً قدسياً ماوياً مطهراً.
محور أعمالها الواقع والقدر، إذ نبع ذلك من تجربتها الخاصة في المعاناة، وكان الرسم المتنفس الوحيد لآلامها وعذاباتها وقدرها التعس، والمعاناة جعلت تجربتها الخاصة منبعاً للخيال، ولم يكن ذلك إلغاء للواقع للوصول إلى مملكة الخيال، إذ ان لوحاتها كانت واقعية قابلة الفهم غير مستعصية الادراك، وفيها الكثير من التوثيقية والتقريرية وواضحة حتى للمشاهد البسيط.
ورغم أن النقاد يصنفون أعمالها ضمن الاتجاه السريالي ، فإنها تقول في سيرتها الذاتية:« لم أرسم أبداً أحلاماً ، بل أرسم واقعي الحقيقي فقط »، هذا الواقع الذي تراه مجسداً في ملامح وجهها، وفي جسدها المثخن بالجراح الذي حاولت أن تنقل تفاصيله التي تعكس ظاهرها الباطن، وحاجباها المقرونان كأنهما غراب ينعى تلك النظرات، وشفتاها المنقبضتان تعبير عن مأساتها و تحملها لآلام شديدة تمزق جسدها.
فيلم فريدا كاهلو
في فيلمفريدا الذي صور في 2002، وقامت ببطولتها سلمى حايك، والذي يصور الحياة التراجيدية الصاخبة المؤثرة للفنانة المكسيكية فريدا كاهلو، التي خلّفت وراءها تراثاً تشكيلياً رائعاً، وملامح حياة تجسد مقدار الوجع والقلق والمعاناة الذي لف سنوات عمرها القليلة، مذكرة إيانا بتلك المصائر المأساوية لأصحاب القلوب الكبيرة والمشاعر المرهفة الرقيقة، نلتقي النص الجميل الراقي وكيفية المعالجة الفنية التي أمسكت بالنص، والتفت حوله لتخلق صورة وحدثاً متكاملين، وقد تفوقت الممثلة سلمى حايك على نفسها في هذا الدور المعقد والمركب وهي تترجم الانفعالات الداخلية لدى الشخصية المقهورة عاطفياً والمدمرة نفسياً وجسدياً، غير أن هذه الشخصية لم تكن سلبية بالمرة، فهي تدافع عن نفسها وتقاوم في سبيل الارتقاء بنفسها وبإبداعها حتى تصل إلى الهدف الذي تريده. يذكر أن الفنانة سلمى حايك من أصول لبنانية ولهاأكثر من فيلم.
لاكازا أذول (البيت الأزرق)
لاكزا أذول (البيت الأزرق) في كويواكان، مكسيسكو سيتي، حيث عاشت فريدا كالو، ورسمت أعمالها الفنية، وتوفيت فيه أيضا عام 1957. في 2008، تقرر ترميم متحف الفنانة المكسيكة فريدا كالو، المقام بمنزلها القديم وجميع ممتلكاتها الموجودة بداخلة بتمويل من الحكومة الألمانية، وفقا لما أعلنه المسئولون عن المتحف.
وتم أفتتاح متحفها الذي يحمل اسم "كاسا اثول" أو البيت الأزرق في 12 من يوليو/تموز 1985 ويحتوي على قطع من الاثاث ولوحاتها الفنية بالإضافة الى مجموعة من اعمالها الفنية طوال حياتها "1907-1957" ولزوجها فنان الثورة المكسيكية دييجو ريبيرا "1886-1957" وعدد من الفنانين الآخرين.
ويبلغ عدد المقتنيات التي تدخل في إطار مشروع الترميم اكثر من ستة آلاف و500 عمل فني وصور عائلية لفريدا وريبيرا وعدد من اقاربهم وأصدقائهم وعدد من قطع الأثاث التي ترجع للقرن التاسع عشر. 172[1].
هناك 3 تعليقات:
احييكي على هذا المقال
جميل اوي رسمها .... ومأساه حقيقيه حياتها
تحياتي
ربنا يخليكي بس المقال مش بتاعي :)
فعلاً قصتها مؤثرة جداً
اختيارك لمواضيعك حلو اوي يا شيماء وليه نكهة خاصة..
ربنا يوفقك
إرسال تعليق