الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

البرومو الذي صنع الأزمة




كتبت شيماء الجمال- جريدة عين

في كل موسم سينمائي نجد فيلماً يسبب الكثير من الجدل عند عرضه لأسباب قد تتعارض مع الدين أو العادات والتقاليد ولكن من النادر أن يسبب " برومو" أحد الأفلام جدلاً كبيلاً عند عرضه على شاشات التيلفزيون ومواقع الإنترنت خصوصاً لو كان هذا الجدل من غير المختصين بالسينما أو الإعلام.


فقد سبب برومو فيلم بالألوان الطبيعية أزمة كبيرة لدي طلبة ومعيدي ودكاترة كلية الفنون الجميلة سواء في القاهرة أو الإسكندرية لدرجة أنهم أنشأوا مجموعتين على الفيس بوك يعلنون فيها استيائهم الشديد ويضعون علامة " اكس"على وجه بطل الفيلم مهددين بأنهم سيقومون بعمل مظاهرة كبيرة في الإسكندرية أمام أحد دور العرض التي ستعرض الفيلم مطالبين بمنعه من العرض.


فيلم بالألوان الطبيعية من اخراج أسامة فوزي وانتاج كامل أبو علي وهو من بطولة كريم قاسم ويسرا اللوزي وفرح يوسف وانتصار والفنان سعيد صالح وقد تم تصويره بين أحد مراكز الفنون الجميلة ومنطقه الفسطاط وتدور أحداثه حول طالب بكلية الفنون الجميلة وصراعه الداخلي بين تدينه ودراسته في الكلية الفنون الجميلة من خلال استعراض سنوات دراسته بالجامعة وكشف كواليس الفن التشكيلي ودراسته في مصر.


لكن يبدو أن برومو الفيلم لم يلق أي ترحاب من فريق كلية الفنون الجميلة بمعيديه ودكاترته والطلبة نتيجة تسليط الضوء على كليتهم بالذات واظهارها بصورة بيت الدعارة على حد قولهم، فقد جاءت في البرومو عبارات مثل "الكلية دي طلعت جهنم والعميد هو الشيطان والطلبة هم حطب جهنم" وفي لقطه أخرى " الرسم صنعة والجنس صنعة وكل شئ في حياتك صنعة " أما القشة التي قسمت ظهر البعير فهو المشهد الذي يقول فيه الدكتور " لابد من دراسة تشريحية للجسم" ثم يطلب منههم أن يخلعوا ملابسهم.


بدأ الدكتور أحمد بركات – كلية فنون جميلة جامعة الإسكندرية – الحديث قائلاً " لم أستطع النوم لمدة يومين بعد أن شاهدت هذا البرومو، فقد شعرت أنه يسئ لمكان عملي ولزملائي لطلابي مصوراً كليتنا وكانها بيت دعارة يقوم الطلاب فيه بخلع ملابسهن، وأكثر ما استفزني هو وضع التدين في كفة والدراسة في الكلية في كفة أخرى وكأنه هناك تعارضاً بين أن تكون أنساناً ملتزماً وطالباًَ في الكلية، مشكلتنا في مصر اننا نتأثر كثيراً بالإعلام وهذا البرومو كفيل بإعطاء نظرة سلبية جداً عن الكلية..فمن الأب الذي سيوافق أن تلتحق ابنته بأحد الكليات الفنية بعد أن شاهد هذه الإعلانات؟

وأضاف قائلاً " ثم ما هو الفن والإبداع في شباب يخلعون ملابسهم وبالتزوير في الطريقة التي يتم التدريس بها في الجامعة،لابد أن يدرس فريق العمل البيئة التي هم بصدد مناقشتها، واضح أنهم لم يجروا ولو بحث واحد داخل أحد كليات الفنون على مستوى الجمهورية فأين شاهدوا هذا الكلام؟ نحن لا ندرّس الموديل العاري أبداً بهذه الطريقة، نستخدم في الكلية كتب التشريح والزيارات المتحفية ونماذج طبية وزيارة لقسم التشريح بكلية الطب!


أما أسماء بلال المعيدة بكلية فنون جميلة فتعجبت كثيراً عندما شاهدت هذا البرومو وشعرت أنهم يصورون في مكان آخر غير مصر وتعلق قائلة " أعمل في الكلية منذ 9 سنوات ولم أر في حياتي أي انسان يخلع ملابسه على أي مستوى، ولم أقم أبداً برسم موديل عاري حقيقي بالرغم من أني أدرس في الكلية و أقوم بتحضير الماجستير ".

محمد هشام الزهيري أحد المتخرجين في الكلية ويعمل الآن في مكتبة الإسكندرية، يرى أن البرومو كان جريئاً أكثر من اللازم وهو لا يستبعد أن يكون قد تم تنفيذه بهذا الشكل لإحداث الجدل و رفع نسبة المشاهدة وهو لن يصدر أحكاماً مسبقة على الفيلم إلا قبل أن يشاهد الفيلم أولاً ويحكم عليه، فإذا كان الفيلم فعلاً يمس كلية الفنون الجميلة بسوء فلن يتوان عن اظهار اعتراضه بأي طريقة ممكنة.


عرضنا هذه الآراء على كريم قاسم بطل الفيلم والذي كان صوته محبطاً بعض الشئ بعد أن شاهد الجروب الذي يدعو لمقاطعة الفيلم، وقال كريم أن المشاهدون للأسف ينساقون وراء الإعلام والإعلانات بوجه عام تماماً كما حدث في السودان اثناء مباراة مصر والجزائر و يضيف كريم بأنه لا يمكن اصدار الأحكام المسبقة على فيلم بمجرد مشاهدة إعلانه " أنا مثلت فيلم وليس برومو"

كما يؤكد على أن الفيلم لا يهدف الإساءة لكلية الفنون الجميلة ولا لطلابها بل هو يناقش الفن بوجه عام من خلال سياق درامي معين وربما يكون البرومو مستفزاً بعض الشئ للطلاب إلا أنه من المعروف أن الممثلين وحتى المخرج لا يصنعون البرومو وانما شركة الإنتاج هي من تقوم بتنفيذه وفقاً لسياستها الإنتاجية.

----------------------------------------

ملحوظة: الآراء المذكورة لا تعبر عن وجهة نظري ونما عن وجهة نظر أصحابها، انا هنا حيادية تماماً

ليست هناك تعليقات:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

زوار المدونة