اليوم السابع
إذا كنت من محبى الكتب وعاشقا للقراءة، فمن الممكن أن يكون قد ورد على مسامعك اسم "عمر بوك ستورز"، تلك المكتبة الواقعة أعلى مطعم فلفلة بميدان التحرير، التى أشاد بجدارتها الكثيرون فى تقديم كل ما هو جديد فى عالم الكتب. اليوم السابع التقى بـ"عمر سيد" صانع تلك المؤسسة الشبابية وهو شاب فى العشرينات تخرج فى كليه الحقوق، وآثر الوقوف على فرشة جرائد والده والعمل على تطويرها بدلا من العمل بالمحاماة فوالده صاحب أكبر وأهم "فرشة" كتب على ناصية ميدان طلعت حرب.
عن بداية علاقته بالكتب تحدث عمر لليوم السابع قائلاً: "بدأت بالعمل على فرشة عم شعبان أمام الجامعة الأمريكية حتى أولى ابتدائى، ثم بدأت أشتغل مع والدى أثناء فترة الصيف من كل عام دراسى، ومع دخولى الجامعة تفرغت للعمل تقريبا عدا أيام الامتحانات، وارتبطت نفسيا بتلك المهنة ورفضت العمل بالمحاماة".
يتابع عمر: "كنت حريصا على أن أتابع كل ما هو جديد فى عالم سوق الكتب، وكنت أحاول أن أضيف مساحات للتجديد على الفرشة رغم معارضة والدى فهو كان يرى أن "الفرشة" للمجلات والجرائد فقط، ولكن كان عندى تصميم على إضافة الكتب على الفرشة، والحمد لله الآن فرشة عمر لها زبونها الذى يفضل الشراء من عمر، واستطاعت أن تجذب إليها العديد من الشخصيات المهمة كأسامة الباز وإبراهيم عيسى ومحمود جمال ومثقفين وكتاب كثيرين".
وأضاف عمر: "بيع الجرايد هو بيع الثقافة، فالعمل بالشارع على فرشة والدى على الرغم من مساوئه الكثيرة من حرارة الرصيف فى أيام الصيف وبرد الشتاء إلا أنها أكسبتنى العديد من المميزات، فالآن أستطيع أن أفهم كل زبون من خلال جورناله، كما أننى تعلمت متى أبيع كتابا، ومتى أسوّق كتابا آخر، كما تعرفت على العديد من الثقافات المختلفة لرجل الشارع لدرجة أننى أصبحت لدى القدرة على اقتراح الكتاب المناسب للشخص المناسب، لدرجة أنه قيل لى من قبل "لو فى حد من أمن الدولة عايز يعرف ميول واتجاهات الناس هيسألك" بمعنى إن من قراءات الناس وتركيزهم على قراءة مواضيع معينه ممكن تعرف إيه اللى فى دماغ الناس".
وعن بداية خطوة مكتبة عمر بوك ستورز قال: البداية كانت من خلال زبائنى عندما وجدت أنه أصبح لديهم طلبات معينه، ففكرت أنى لازم أقوم بتأسيس مكتبه، وكنت أقوم بالدعاية للمكتبة من خلال الفرشة وعلى قدر الصعوبات التى واجهتنا فى البداية إلا أنه بعد فتره استطعنا التغلب عليها بفضل الفرشة".
ويعتبر عمر الدين هو الخط الأحمر لعمر بوك ستورز، ويقول: "أفضل تقديم الفكر المعتدل للناس فى كل المجالات وخاصة فيما يتعلق بالكتب التى تتحدث عن الدين، وكثيرا ما أرفض كتبا لأناس متشددين يشوهون عقول الشباب لمجرد تسويق أفكارهم، وفيه كتب أنا عارف إنها تقيلة على عقول الشباب والعامة فمن الممكن أبيعه لكن أسوق كتاب تانى أخف وأشمل، ككتاب "فى بلد الأولاد" الذى يتحدث فى شكل سردى عن حكاية شاب مع المثليين، فهذا الكتاب أبيعه لكن لا أسوّقه".
وفى نهاية كلامه تحدث عن أحلامه قائلاً: "أحلم بدار نشر تحترم الكاتب وما يقدمه، وليس لمص دمه فأغلب دور النشر توهم الكاتب بأحلام زائفة وتجعله يدفع كل مصاريف الكتاب بغض النظر عن محتوى كتاباته".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق