شيماء الجمال-جريدة عين
ما أجمل أن يفكر شاب من شباب هذا الجيل بعمل حملة لإحياء التراثعن طريق صناعة زينة رمضان يدوياً. منذ عدة سنوات كان الأطفال والكبار يصنعون الزينة الرمضانية بأيديهم ويعلقونها في البيوت والحارات والشوارع وخصوصاً في الأحياء الشعبية، ولكن للأسف هذه العادة الجميلة التي كانت تقرّب الأطفال والكبار وتحث على التآخي والتعاون قد انعدمت تماماً في المناطق الراقية وأوشكت على الإنقراض في المناطق الشعبية نتيجة دخول الزينة الصيني الجاهزة الي الاسواق، ولكن يبدو أنها ستعود من جديد على يد أسامة حلمي الشهير ب "أوز أوز"، ذلك الشاب السكندري الذي عشق وأتقن فن الأوريجامي – الفن الياباني لطي الورق- منذ صغره فاصبحت تلك الورقة الصغيرة هي التي تشكل حياته بألوانها.
بدأت الفكرة عام 2007 عندما فكر أوز أوز في أن يدعو الأطفال والكبار لصناعة زينة رمضان هادفاً لتنمية حس الإبداع اليدوي اضافة إلي تنمية روح التعاون والعمل الجماعي لديهم، يقول أسامة " دعوت الكبار بالذات للمشاركة في صناعة زينة رمضان لأنني شعرت أنه من الرائع أن نقوم بإحياء طقوس كنا نقوم بها ونحن صغار، فعندما تقوم بعمل شيء كنت تفعله وأنت صغير فإنك تشعر بالنقاء وبأنك عدت للوراء وتخلصت من كل همومك وضغوطك".
قام أسامة في البداية بمعاونة صديقه محمد الإكيابي الذي يبرع في فن النحت بالورق بزيارة عدة اماكن مثل وحدة ابداعات الطفل والنشء في الإسكندرية بالتعاون مع جمعية إسكندريلا في منطقة الدخيلة ثم في كارفور مول لنشر الفكرة . ثم في عام 2008 نفذا نفس الحملة في نادي سموحة ومنطقة السيوف بالتعاون مع جمية كاريتاس. أما هذه السنة فقد بدأ أسامة العمل بشكل مستقل وأكثر توسعاً، كما أنه أضاف عنصراً جديداً لورشته وهو صناعة الفانوس بالأوريجامي بواسطة خطوات سهلة فأقبل على ورشته الكبار والصغار في عدة أماكن في الإسكندرية والقاهرة وبدأ الناس يحبون الأوريجامي ونجح أسامة في نشر هذه الثقافة وهو الهدف الذي يسعى اليه جاهداً.
الأوريجامي هو الفن الياباني الخاص بطي الورق المربع الشكل ليصنع منه أشكال فنية. وهو ليس مجرد ورق مطوي، بل هو في اليابان علم كامل يستخدم في تصميم الأزياء وفي الديكور والعمارة وصناعة المنتجات ونحن لا نعرف منه في مصر سوى الأشكال التقليدية كالمركب والعصفورة والضفدع ولكن هناك يصنع منه مئات الاشكال. اسامة حلمي استطاع تعلم هذا الفن بمفرده عن طريق الملاحظة وشراء الكتب منذ عدة سناوت قبل دخول الإنترنت إلى مصر، ولم يكتفي بتعلم الاشكال اليابانية التي وجدها في الكتب بل قام بإبتكار أشكال أوريجامي مسجلة بإسمه مثل شكل الفانوس والحروف العربية الأبجدية، ولم يتوقف عند صناعة الأشكال فقط بل قام بمساعدة أساتذة كلية الهندسة بالإسكندرية بوضع اسس علمية لمادة " الأوريجامي والعمارة " وابتكر طريقة لتعليمه للمكفوفين والصم والبكم والمعاقين والمدمنين وأطفال الشوارع.
لإضافة أسامة على الفيس بوك، اضغط هنا
لمعرفة معلومات أكثر عن فانوس الأوريجامي يرجى قراءة مقال الزميلة يمنى مختار
لمشاهدة أفلام تسجيلية على موقع يو تيوب ، اضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق