حوار شيماء الجمال- المرأة اليوم
وجهها ملائكي برئ، تعزف على المسرح فتشعر أنها فتاة صغيرة تلعب بلعبة تحبها..تشعر وكأنها فراشة تطير بين الزهور، من مقطوعة لأخرى تأخذنا معها على آلتها المميزة التي لا ينافسها في عزفها أحد..نسمة عبد العزيز عازفة الماريمبا الأولى..
في البداية هل يمكنك أن تعرفينا أكثرعلى آلة الماريمبا؟
آلة الماريمبا هي آلة من آلات الإيقاع الغربي مثل الإكسيليفون والجلوكنشبيل ولكن الإكسيليفون هو الاشهر من بين هذه الآلات، لذلك كانوا يطلقون على الماريمبا في بداية ظهوري بها على المسرح "الإكسيليفون الكبير".
وما وجه الإختلاف بين الماريمبا والإكسيليفون؟
الماريمبا أكبر في الحجم وصوتها ناعم ودافئ أما الإكسيليفون فصوته حاد جداً ولا يستطيع المستمع أن يستمع إليه منفرداً لفترة طويلة ولا بد أن يكون مع أوركسترا كاملة بعكس الماريمبا التي تمتلك مساحة صوتية أكبر ويمكن أن تسمعها منفردة .
متى تعلمت العزف على آلة الماريمبا؟
أنا خريجة الكونسرفتوار، دخلت المعهد وأنا في الصف الثالث الإبتدائي وكنت قبلها في المدرسة ألعب الإكسيليفون المدرسي - الشنطة الصغيرة- و أكملت دراسة الإكسيليفون ثم قررت دراسة آلات الإيقاع الغربي، انبهرت بأسماء وأشكال الآلات الغربية وكنت أظن أن أمي لن توافق بسبب كلمة "ايقاع" لأن لها وقعاً "مش لطيف" على الشخص المصري أو الشرقي عموماً فجلست وشرحت لها آلات الإيقاع الغربي فتفهمت ورحبت بدراستي.
تعلمت العديد من الآلات غير الماريمبا، لكن ربماعرفني الناس بالماريمبا بسبب الكليبات التي قام زوجي خالد بتصويرها.
كيف استطعتي أن تجعلي الجمهور يحب آله لم يعتد أبداً على الإستماع إليها؟
معظم الأعمال اللي كتبت لآلة للماريمبا هي مقطوعات غربية بحته لا يستطيع الشخص المصري الإستماع إليها أكثر من خمس دقائق متواصلة، لذا كان علي أن أصنع "توليفة" موسيقية مزيج من الشرقي والجاز والغربي حتى تعجب الناس. وبالنسبة لإختيار المقطوعات أختار عادة مقطوعات أحبها بشرط أن تكون "لايقة " على الماريمبا، فأحياناً تعجبني موسيقة وعندما ألعبها أجد طعمها "مش حلو" على الماريمبا.
وهل تلعبين المقطوعات فقط أم تؤلفين الموسيقى؟
ألفت خمس مقطوعات فقط وأنا لا أؤلف الموسيقى فقط، بل أكتب الكلمات ثم أؤلف عليها الموسيقى.
ومن يغني هذه الكلمات؟
ليس بالضرورة أن تغنى ! أنا أؤلف الكلمات لأشعر بمعناها واتأثر بها وأنا العب الموسيقى في الحفلة وأحياناً يغنيها معي على المسرح أحد الأصدقاء وكثيراً ما يقول لي زوجي " لماذا لا تعطي الحانك وكلماتك للمطربين " لكنني أشعر أنه لن يقدّر أحد الكلمات والموسيقى التي أؤلفها أحد أكثر مني.
ففي مرة كتبت " وبحبك وبحب خضارك وبحب نيلك والورد ..وبحب دفء موالك وعيون مليانة بالحب" وغنتها صديقتي في الحفلة وأعجبت الحضور جداً الحمد لله.
تحرصين على التواجد دائماً في حفلات الفنان عمر خيرت لماذا هذا الحرص؟
عمر خيرت فنان جميل جداً وانسان أجمل ما شاء الله، من حبه ربه حبب فيه خلقه، أنا فعلاً أقوم بالإعتذار عن الكثير من الحفلات لأنه لا يوجد وقت لها في جدولي، لكن الشئ الوحيد اللذي لا أستطيع الإعتذار عنه هو العزف مع الفنان عمر خيرت لأنني أعتز جداً بوجودي معه وهو أيضاً تكرم ووزع لي مقطوعة "صابر" و"البخيل وأنا" والعديد من المقطوعات الأخرى.
حدثينا عن انطباع الناس عن حفلاتك سواء في الغرب أو في الوطن العربي؟
قمنا بتقديم حفلات ناجحة الحمد لله في الخارج كان أهمها يوم الموسيقى العالمي في باريس..الناس كانت مذهولةشعر المتفرجون بالذهول لأن الآلة في الأصل آالة غربية ولا يمكن لهم بأي حال من الأحوال أن يتصوروا أن هذه الآلة قد يخرج منها ربع تون أو موسيقى شرقية، انا أيضاً أقوم بمزج موسيقاي مع القانون والطبلة فتصبح الموسيقة ذات طابع شرقي خاص بالنسبة لهم، والحمد لله كلما ذهبنا في حفلة للخارج فإنهم يطلبوننا مرة أخرى.أما في الوطن العربي فالكثير من الدول لا تعرف آلة الماريمبا و الحفلات الحمد لله تكون جيدة جداًً، والموضوع ليس موضوع نسمة عبد العزيزوحدها فالفريقة الذي يعزف معي كله موهوب ومتكامل الحمد لله.
وماذا عن الكليبات التي قمتي بتصويرها؟
قمت بتصوير ثلاث مقطوعات على طريقة الفيديو كليب : "تيكو تيكو" و "بوجا" و"شرقيات". الكليب الأول كان موسيقة تكنو مع طبلة وكان من تزويع الموزع أشرف محروس والكليب الثاني كان غربي تماماً وكان من توزيع الأستاذ خالد عويضة والثالث هو مزيج من الموسيقى الشرقية . وكنت بصدد تصوير الكليب الرابع وكان بعنوان "شلبية" وهو رتم خليجي إلا أنني أجلت الفكرة لأن في ذهني فكرة أخرى سأنفذها قريباً .
كانت لك أيضاً تجارب تلفيزيونية هل يمكن أن تحدثينا عنها .
قدمت برامج منوعة عن الموسيقي والحفلات التي تقدم من خلال دار الاوبرا. المراكز الثقافية المختلفة. وسبق وقدمت برامج بعنوان " اوبرا شو " عن عروض وكذلك برنامج " ليلتكم طرب " عن الموسيقي العربية وتغطية حفلات مهرجان الموسيقي العربية واستضفت خلاله موسيقيين ومطربين من دار الأوبرا وخارجها.
هل ترين أن الموسيقين يحصلون على التقدير والإهتمام الكافي كالمطربين والممثلين؟
أرى أن الموضوع قد اختلف عن الماضي، أنا شخصياً أعرف العديد من الشباب ممن يحضرون الحفلات الموسيقية ولديهم ثقافة موسيقية .المشكلة انه يوجد أشخاص ممن يصنعون الموسيقى أو ينتجون، عندهم اعتقاد خاطئ أن الناس لا تحب الموسيقى المنفردة وأنهم لن يشتروا اسطوانة موسيقى ولهذا لا ينتجون هذا النوع.
بمن تدينين بالفضل لما أنت عليه الآن ؟
(جاوبت فوراً ) لأمي بالطبع، كانت امي نائب وزير الشباب والرياضة عندام كنا أطفالاً وكانت مؤمنة أن الشباب لابد ان يكون لهم هوايات واهتمامات غير الدراسة فكان لها دور كبير في تعليمنا الموسيقى والفن وكانت دائماً ما تساعدنا و ترشدنا في اختياراتنا.
ومن المعهد، من الأساتذه الذين أثروا في نسمة عبد العزيز؟
أول من علمني آلات النفخ والإيقاع هو الاستاذ زين الاشقر الذي أكن له فضلاً كبيراً، الأستاذ عادل ابراهيم وعادل شلبي وبشمل عام كل من علمني شيئاً في الموسيقى أدين له بالفضل و أعتبره قدوة حسنة لي.
زوجك من الوسط الفني، حدثينا عن طبيعة علاقتكما وتأثير زواجك على فنك؟
زوجي هو مدير التصوير جلال الزكي الذي لولاه ما كنت وصلت لما أنا فيه، فهو فنان ويقدر الفن ويحب عملي ودائماً ما يقترح على أفكار جديدة سواء في الموسيقى أو في شكلي هو يحب الموسيقى ويهتم بالتفاصيل كلها حتى انه قد يختار لي تسريحة شعري أو ماذا أرتدي أحياناً .الحب بشكل عام يؤثر على الفنان تأثيراً إيجابياً ويجعله دائماً يتقدم للأمام فالكره والغضب لا ينتج فناً جيداً ..هذا رأيي.
نسمة ..هل لك صداقات من داخل الوسط الفني؟
أصدقائي من الوسط الفني قليلون، أنا بيتوتية جداً، لا أظهر قبل الحفلة بوقت كبير ولا أنتظر بعدها كثيراً. ولكن لي أصدقاء من خارج الوسط الفني طبعاً أولهما أختاي نشوة ونورة بالإضافة لأصدقائي في المعهد..حوالي أربعة صديقات مثلاً، ونحن بالمناسبة لا نتقابل أو نخرج كثيراً، فيكفي أن نذهب لشراء شيء من الخارج أو أن نمر لنسلم على بعضنا فقط.
من المطربين الذين تحبين أن تستمعي لهم؟
أحب عمر دياب جداً جداً وأعشق صوت شيرين الذي يأخذني إلى عالم آخر.كما أحب محمد منير و جوليا بطرس خصوصاً أغانيها الوطنية.
ومن الذي لا تطيقين الإستماع إليه؟
لا أركز عادة في الكره ولا أكره أحد بعينه، بل اسمع كل الألوان الموسيقية والغنائية لأن كل لون له وقته وله هدف في الإستماع إليه .ولكنني بشكل عام أكره موسيقى التكنو والميتال رتمها ثابت لا يتغير في معظم الأغاني وهو ما يشعرني بالملل فأنا أحب التنويع والتجديد في الأغنية الواحدة.
وماهي أحلام نسمة وخططها المستقبلية؟
ليس لي طموحات كبيرة جدا ً، أحلم فقط أن أنتهي من الدكتوراه لأن هذا حلم أمي وأن أحيى المزيد من الحفلات الناجحة وأن اطلق ألبومي الأول.
أتمنى أيضاً أن أنشئ مدرسة لتعليم الماريمبا.
ما أهم ملامح شخصيتك؟
في الماضي كنت خجولة جداً وكنت أخجل أن أتحدث مع الناس ربما لهذا فضلت آلات الإيقاع الغربي لأنها كبيرة وكثيراً وتلفت نظر الناس وحينها لن يكون نظرهم موجهاً إلي.ولكن شخصيتي قد اختلفت الآن بعض الشئ، الآن أتحدث مع الناس وأتعرف على ناس جديدة وأحيي الحفلات، يظنني البعض شديدة الإنطلاق والتفتح ولكن لازال بي بعض من الخجل، حتى أنني أحاول أن أتجنب الناس الذين لا أعرفهم وأتجنب المغامرات بشكل عام :يعني مثلاً لا أقوم بعمل نيولوك في شكلي ولا أقوم بتصوير كليب مجنون أو مختلف تمامً عما اعتدت فعله.كما أنني بيتوتية جداً كما قلت لك.