الأحد، 13 مارس 2011

فريق الزبالين..موسيقى من مخلفات القمامة !




كتبت: شيماء الجمال

"الجواب بيبان من عنوانه".. قول مأثور يعلمه الجميع، لكنه قد لا ينطبق بالضرورة علي البعض الذين أثبتوا عدم صحته.. فأنت عندما تسمع كلمة "الزبالين" لن يجول بفكرك علي الإطلاق أنه اسم لفرقة موسيقية مثلا وإنما ستذهب الي هؤلاء الذين يجمعون القمامة من الشوارع والسؤال.. ماذا لو بالفعل كان هذا الوصف لفرقة موسيقية؟!.

لا تندهش لأن "الزبالين" هو اسم تلك الفرقة الموسيقية التي لم تبحث أثناء إختيارها لهذا الاسم عن شهرة أو جذب للأنظار بقدر ما جاء اسم الفرقة معبراً عن الحالة التي يخلقها أعضاءها من خلال العزف علي آلات صنعَوها خصيصا من مخلفات القمامة وذلك في دعوة منهم لفكرة إعادة تدوير المخلفات للحفاظ علي البيئة.والفرقة تتكون من مجموعة من الشباب هم أحمد صفي الدين المغني وكاتب الكلمات ونور أيمن ونير اسامة وشهير إسكندر ويوسف القاضي الذين يعزفون على الآلات الإيقاعية أما مراد فيعزف على الجيتار وأحمد الدهان على الساكسفون .

وعن بداية الفرقة قال يوسف: " الصدفة وحدها هي التي لعبت دورا كبيرا في تكوين الفرقة واختيار اعضاءها، وتحديداً عندما طلب مني ذات مرة أن أقدم فقرة ايقاعية وذلك بإستخدام صناديق القمامة الفارغة ضمن احتفال الجامعة بإسبوع الأرض بهدف نشر الوعي البيئي بين زملائنا من الطلاب ، ولن أخفي سرا أن الفكرة أعجبتني جداً وجعلتني دائم التفكير بشأنها فعرضت الأمر علي صديقي شهيروالذي حدث بدوره نير و نور حتي أصبحت الفرقة تضم أربعة من عازفي الإيقاع".

وأضاف: "بمرور الوقت و التدريبات وجدنا أنه من المهم جدا نشرالفكرة بشكل أوسع خاصة أننا كشعب مصري ربما قد لا نتقبل الإستماع للإيقاع فقط لفترة طويلة، فقررنا أن تكون الموسيقى جزءاً من العرض الفني حتى يمكّننا ذلك أيضاً من زيادة مدته لتصل لساعة بدلا من عدة دقائق، ومن هنا كان انضمام أحمد الدهان عازف السكسافون وعلي مراد "الجيتاريست" وأحمد صفي الدين كمغني ضروريا لتحقيق هدفنا، خاصة الأخيرالذي أيقننا بمرور الوقت أنه يمكن أن يصبح مسؤولاً أيضاً عن كتابة أغاني الفريق التي تناقش بعض القضايا البيئية الهامة".

أما عن إسم الفرقة " الزبالين" الذي ربما يثير الدهشة قبل حتي الجدل فتحدث عنه شهير قائلا: " الجمهور هو الذي اختار هذا الإسم فعندما قدمنا أول عرض في القاهرة لم نكن ننوي تكرار التجربة لكننا فوجئنا بأن الحضور قاموا بتحميل مقاطع من الحفل، والطريف أنهم أطلقوا علينا إسم "الزبالين" ومن هنا جاء اختيار اسم الفرقة لدرجة أننا حتى عندما كانت تأتينا طلبات لإحياء حفلات كان المنظمون يطلبوننا بهذا الإسم". واذا كان الاسم غريبا فالأغرب منه كان موقف الرقابة علي المصنفات الفنية وعنه استطرد شهير: "عندما أردنا تسجيل الإسم في المصنفات الفنية قوبل بالرفض الشديد،بدعوي أنه يسيئ للعاملين بمهنة النظافة" !.

لكن ماذا عن الأدوات المستخدمة في العزف؟.. سؤال أجاب عنه شهير قائلا: " نستخدم كل ما يتعلق بلمخلفات من الألف الي الياء ابتداءً من صناديق القمامة وأغطيتها، والمواسير، مرورا بأغطية وحدات تشغيل الكومبيوتر، وانتهاءا بعصي المقشات، وتبقي المعاناة الحقيقية هي أن صوت هذه الآلات يتغير طبقاً لطبيعة الأرض وكونها اسفلتية أو خشبية أو عشبية أو حتي رملية الأمر الذي يتطلب منا تجربة كل الآلات قبل أي حفل وعمل اللازم في حال وجود طواريء.

أهداف الفرقة كثيرة لخصَها نيَر قائلا: نسعي لدعم بعض المشروعات التي تخدم فئة "الزبالين" الذين يتمركزون بمصر في "حي الزبالين"، ونحن ننوي زيارتهم للحديث حول مشكلاتهم ومحاولة ترجمتها من خلال أغنيات. وبجانب "أسبوع الأرض" الذي أقيم في الجامعة الأمريكية، شاركت "الزبالين" في عدة مناسبات منها يوم السلام العالمي بنادي الجزيرة وكذلك ساقية الصاوي ويوم البيئة في حديقة الازهر.

ولا ينوي أعضاء الفريق فقط المشاركة في مناسبات تتعلق بالبيئة بل أن لديهم رؤية مستقبلية أكثر شمولية من خلال رغبتهم في المشاركة بحفلات عادية ليس بالضرورة أن ترتبط بمناسبات بعينها، فأعضاء الفرقة يروا أن التوعية بالبيئة وقضاياها يجب أن تكون على مدار العام وليست في شهر واحد فقط.

أخيرا، فإن فريق الزبالين يعد هو الفريق الثالث في العالم الذي عرض مثل هذه العروض في مصر بعد فريق "ستومب" العالمي الذي كان هو الفريق الرائد في العالم في العزف الإيقاعي على آلات مصنوعة من المخلفات,وقد تأسس في عام 1991 وزار مصر مرة واحدة في نوفمبر 2008 وأحيا مجموعة من الحفلات على مسارح دار الأوبرا المصرية مما سمح للشباب المصري بالتعرف على هذا النوع من الفن المسرحي والذي يندرج تحت "موسيقى الشارع" أما الفريق الثاني فهو الفريق المصري " المصنع" والذي تم تكوينه ليتبنى نفس الأسلوب وهو تدوير القمامة ليفعل كالمثل الشعبي القائل "يعمل من الفسيخ شربات".

ليست هناك تعليقات:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

زوار المدونة