الاثنين، 22 مارس 2010

معنى الحياة


مقالي الشهري 200 كلمة بمجلة كلمتنا


لا أدري لماذا أتذكر بشدة هذه الأيام صديقتي كارمن التي توفيت منذ ثلاث سنوات بالمرض الخبيث، ذكراها تلح عليّ كل يوم وصورتها معلقة أمامي أشاهدها بإستمرار. كارمن صديقتي بإختصار، إمرأة عمرها 55 عاماً تعرفت عليها صدفة في النادي فأصبحنا صديقتين حميمتين، أحبت رجلاً مصرياً مرموقاً وجاءت إلى مصر لتتزوجه وعاشت معه لمدة خمس سنوات كانت أجمل سنوات العمر إلى أن توفيت. تعلمت منها شيئاً لن أنساه مدى الحياة: تعلمت منها حب الحياة، أن تعشق الحياة فعلاً وتتشبث بها بكل ما تملك من قوة لأنها ببساطة حياتك التي لن تعيشها سوى مرة واحدة.


قرع المرض باب كارمن فجأة..بدون مقدمات، شعرت بألم طفيف، ذهبت للطبيب، فماذا كان رده؟ المرض في مرحلة متأخرة جداً لن يجدي معها العلاج.."أمامك حوالي ثلاث شهور" ..هكذا بكل بساطة! خبر كهذا كفيل بأن تلزم امرأة في الخامسة والخمسين الفراش حتى تموت، ولكن بالرغم من هذا، رأيت أسمى درس في حب الحياة وحب الغير.


تصوروا.. كنا نذهب لسيتي ستارز، نشاهد الأفلام في السينما..تخيلوا، تعلم أنها ستموت وتترك زوجها الذي تعشقه ومع ذلك تضحك من قلبها على فيلم كوميدي، أي صبر هذا..أذكر أني ذات مرة جلست بجوارها في على الفراش في أواخر ايامها وأمسكت بيدها وبكيت..قالت لي :

"لا تبكي، أريد أن يكون آخر شيء أذكره هو ابتساماتكم التي طالما أضاءت حياتي، يجب أن تسعدوا لأجلي، أنني ذاهبة إلى مكان أفضل وأنا سعيدة أنني سأترككم جميعاً بصحة جيدة".


هل تعلمون ماذا كان تفعل قبل وفاتها بأيام؟ كانت تشتري الهدايا لكل من تعرفهم حتى يتذكروها عندما تموت، حتى الخادمة والبواب اشترت لهم.

رحمك الله يا من علمتيني قيمة الحياة ومعنى الحب الحقيقي.

ليست هناك تعليقات:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

زوار المدونة