الأحد، 21 يونيو 2009

سامي أمين..عندما يتحدث النحاس




حوار: شيماء الجمال
تم تحريره ونشره في جريدة عين بعد الإختصار

" الخط غير المنتظم سمة تميز كل ما تصنعه الأيدي، فهاهي الطبيعة تشكلها خطوط غير منتظمة، فنجد ارتفاع الاشجار بخطوطها المنسابة ..انحناءات الصخور وتعرجات الجبال بقوة، فوران امواج البحر في عفوية، حتى ان كرتنا الارضية ذاتها ليست كرة منتظمة الشكل. هذا الخط غير المنتظم بما يحمله من حيوية وقوة وعفوية، هو سر نجاح كل عمل تشكيلي صادق".. سامي أمين


سامي أمين مصمم حلي وجلود مصري، لديه أفكار وتصاميم لا تنتهي كلها مستوحاة من أرض هذه البلد ، رسالته توصيل الموروث الشعبي والحضارة المصرية عن طريق قطعه الفنيه..

متى بدأت صناعة الحلى ؟

بدأ حبي للفن عموماً منذ أن كنت طفلاً صغيراً، أستهواني في البداية رسم البورتريهات وبعد دخولي الجامعة استهواني تصميم الحلي، فبدأت برسم بعض التصميمات ثم احببت خامة النحاس فأصبحت أستخدمها في تنفيذ التصاميم ومن هنا كانت البداية.

لماذا بدأت بالنحاس بالذات ؟

كان والدي يعمل في أعمال لها علاقة بالكهرباء فكان يحضر معه احياناً بعض

أسلاك النحاس والدوائر الكهربائية ،فوجدت الخامة أمامي في المنزل وشجعني رخص ثمنها أن أجرب أستخدامها ،لدرجة أنني أحياناً كنت أستخدم دوائر كهربائية كاملة لعمل حلقان(أقراط) وعندما زادت خبرتي توجهت للنحاس الأصفر الذي مازلت أعمل به حتى يومنا هذا .

أحب النحاس لأنه خامة مرنة، تسمح لي بأن أصمم أشياء بأحجام وأوزان واستخدامات مختلفة،الخامة غير مكلفة ورخص ثمنها النسبي يشجع على المحاولة والتجديد المستمر.

وهل درسة صناعة الحلي ؟

درست الفنون بوجه عام وذلك بحكم تخرجي في كلية الفنون الجميلة قسم عمارة، ولكنني لم ادرس صناعة الحلي على الإطلاق فكل ما تعلمته كان نتيجة المحاولة والخطأ والمتابعة والتأمل والسؤال المستمر.

(يضحك) يعني مثلاً.. كنت في البداية اقص اسلاك النحاس بمقصات القماش و كان هذا سبباً دائماً في تلف معظم المقصات في البيت، وعندما كنت أريد لف أسورة لإعطائها الشكل المخروطي ،كنت أستخدام الزجاجات فكان النحاس يكسر، علمت بعد فترة أنه يوجد مخروط خشبي خاص بهذه العملية.

ماهي الخطوات التي تتبعها في صناعة النحاس للوصول للشكل النهائي الذي نراه؟

هذا موضوع يطول شرحه، ولكنني سأحاول تبسيط الفكرة:في الخطوة الأولى أرسم التصميم على الورق، ثم أرسمه مرة أخرى على قطعة النحاس بماده تشبه الورنيش، أقوم بعدها بسكب حمض معين يتفاعل مع الورنيش الذي رسمت به الرسمة فيحفرها، بعد ذلك أقوم بالتنظيف وعمل الفتحات المطلوبة اذا كانت قلادة مثلاً .ولكن هذا بشكل عام جداً ،لأنه لكل تصميم توجد طريقة معينة في الصناعة ، فهناك القطع السميكة والتي نستخدم فيها طريقة السبك –اي السبيكة- وهناك أيضاً القطع الخفيفة والتي نستخدم فيها شرائح النحاس، لهذا لا يمكننا تعميم الطريقة التي نشكل بها النحاس.

وماذا تصمم ايضاً بجانب الحلي النحاسية؟

أقوم بإستغلال الخامات الطبيعية كالنحاس والحديد والجلود والقطن لتصميم وانتاج أي فكرة قد تخطر على بالي : كالحلي والحقائب والمحافظ والشمعدانات ووحدات الإضاءة والصناديق والمرايات ودبابيس الشعر والماديليات(سلاسل المفاتيح).

على المصمم الناجح أن يستطيع توظيف مهاراته في انتاج أي شئ قد يكون جديداً ومبتكراً، فقد قمت مثلاُ بصناعة حقائب جلد لل "لاب توب" ،عملية جداً وذات تصميم أصيل في نفس الوقت وقد استوحيت فكرتها من شنطة الكومسري والبوسطجي.

أرى أن تصميماتك تمزج ما بين الحضارة الإسلامية القبطية والفرعونية أحياناً..حدثني عن تصميماتك وأفكارها ؟

عندما بدأت صناعة الحلي ،كنت أذهب للمتاحف بإستمرار، المتحف المصري والقبطي والإسلامي وكنت أذهب واشاهد نفس القطع كل مرة ولا أمل أبداً، فأصبح بداخلي مخزون ضخم من الموتيفات والأيقونات والرموز، بدأ بالظهور بدون وعي في التصميمات، وما كان يربط كل الفنون التي كنت أتابعها هو أنها فنون مصرية أصيلة تأثرت ببعضها، فنجد أن الفن الفرعوني قد أثّر في الفن اليوناني والروماني وأن كل هذه الفنون بدورها أثرت في الفن القبطي يليه الإسلامي وهكذا ..تنوعت الفنون والحضارة واحدة.

تصميمات أي مصمم هي نتاج لما خزنه في مرحلة التأمل، ونظرة شخصية بحته للأمور من منظوره هو، فلو طلبت من مصممين مختلفين أن يشرحا قطعة فنية واحدة، سيشرحها كل منهما بطريقة مختلفة تماماً ولو تناولوها في أعمالهم الفنية سيتناولونها أيضاً بطريقة مختلفة.

تكتب على الحلي أحياناً كلمات ذات مدلول اسلامي مثل "القدوس" أو "البار" وأحياناً أخرى كلمات ذات طابع قبطي مثل "الرب نوري" ،فهل تتعمد هذا لترضي جميع الاذواق؟

كتاباتي على الحلي لا ترتبط بدين معين ولا أهدف من ورائها أن أرضى جمهوراً من المسيحين أو المسلمين، أنا أكتب ما أؤمن به فقط والكلمات التي أكتبها تناسب الإنسان المؤمن بوجه عام بغض النظر عن ديانته ..فالقدوس والبار والمحب كلها معان جميلة ..حتى كلمة "الرب نوري" معنى جميل لا يرتبط بديانة معينة ..كلمة "الله" وكلمة "الرب" كلاهما يعبر عن معنى واحد وهو الإله الذي نحبه ونؤمن به جميعاً.

الكلمات يمكن أن تختلف لكن في النهاية مدلولها واحد و الإنسانية والعقيدة أعمق من مجرد الفاظ..انها معان نشعر بها.

تفضل استخدام الخطوط غير المنتظمة .لماذا ؟

لأني أحاكي الطبيعة في تصميماتي، والطبيعة غير منتظمة فالإنسان هو من اخترع المسطرة ،أرى أنه كلما كانت الخطوط مرسومة باليد بتلقائية كلما تناسبت مع الخامات الطبيعية ووصلت الرسالة.

وكيف تحافظ على هذا الشكل الطبيعي؟

عن طريق أقل تدخل ممكن في المادة المستخدمة : فمع الجلود مثلاً، احاول استخدام أقل كمية ممكنة من الصبغة وأحياناً كثيرة أكتفي بالورنيش فقط للتلميع، كذلك مع الخشب، حيث أحرص أن تظهر كل التجزيعات به، أما في النحاس فألمعه فقط ولا أضع عليه طبقات من معادن أخرى وأتركه على لونه الطبيعي.

ماذا عن الألوان التي تستخدمها؟

أعشق استخدام الألوان الفرعونية كالأزرق، البرتقالي، الأحمر والبيج، إلى جانب الألوان الأساسية مثل البني والأسود .

والمفضلة لديك؟

الأحمر القاني، فهو الأكثر استخداماً في التراث الفرعوني ويوحي بالجرأة والوضوح.

متى كان افتتاح أول معرض دائم لسامي أمين ؟ ومالمعارض التي تلته؟

أفتتحت أول معرض دائم لي في منطقة الزمالك منذ 11 سنة وبالتحديد في عام 1997 ،يليه معرض مصر الجديدة منذ 3 سنوات، وأخيراً منذ عام ونصف معرض سيتي ستارز. كما أتعامل أيضاً مع جاليريهات أخرى مثل الخاتون وكاتاكومب وبشاير.

هذه الأماكن هي أماكن تمركز الأجانب والطبقة الرفيعة من المجتمع. فهل تستهدف هذه الطبقات بالذات ؟

لم أقصد هذا بالتحديد، أنا أقوم بعمل ما أحبه فأنا لا أريد أن يفرض الزبون ذوقه على تصميماتي ولو كنت أستهدف الأجانب لكنت صممت مفاتيح الحياة والجعارين وايزيس واوزوريس ..أنا أستهدف الزبون المتذوق للفن بوجه عام .

أخيراً ..هل ترتدي زوجتك من تصميماتك؟

(يضحك) قديماً كنت أصمم لها تصميمات خاصة بها وحدها، حتى أنني صممت لها دبلة الخطوبة ولكنني لم أصمم لها منذ فترة طويلة.


www.sami-amin.com

هناك تعليق واحد:

lolo يقول...

الله ايفقك يا اخ سامي امين وانا عندي شنة يد من تصميمك من 2005 الى اليوم

مشا الله شريهامن الخاتون في مصر ام الدنيا

ومختومه باسمك ومن التوقيع

دخلت على النت اتمنى لك مزيد من

التقدم وياريت انعرف اخر اعمالك

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

زوار المدونة