حريتنا: شيماء الجمال
عادة ما يقوم المطرب أولاً بإصدار ألبومه الغنائي لتتوالى بعدها الحفلات التي قد تكون ناجحة وقد توصم بالفشل للأبد ..ضيفنا اليوم في هذا الحوار صوت مميز انطلق مؤخراً في الساحة الفنية بالرغم من أنه لم يصدر ألبومه الأول بعد بل التقى بالجمهور وجهاً لوجه وكون قاعدة عريضة من المعجبين من خلال حفلاته ..انه أحمد على الحجار ابن المطرب على الحجار الذي يصر دائماً على تقديم موسيقى مختلفة عن والده..عن موسيقى أحمد ووجهة نظره الفنية وعلاقته بوالده كان هذا الحوار..
الى أي مدى تأثرت موهبتك بولادتها في بيت فني؟
في الواقع لم تتعمد أسرتي أن أدخل مجال الفن، فقد كنت شديد التعلق بالغناء منذ أن كان عمري ثلاث سنوات وكنت أتلهف الذهاب لبيت جدي أسبوعيا حتى أغني له، وقد كان جدي أستاذا للموشحات في معهد الموسيقى العربية وعلمني كيف أغنيها وتعلمت منه أن الفنان الأصيل هو الذي يبدأ بتعلم الموشحات القديمة لأنها تطلق الصوت وتبنيه من الأساس وعندما لاحظ والداي ذلك أخدوا ينمون هذه الموهبة لدرجة أنني كنت أذهب للأوبرا وعمري خمس سنوات مع إن السن القانوني لدخول دار الأوبرا هو 7 سنوات، وحتى والدتي بالرغم من أنها لا تعمل في الوسط الفني إلا أنها كانت متذوقة للفن ومستمعة ممتازة.
شاركت والدك في التمثيل في مسرحية "يمامه بيضا" ..حدثنا عن هذه التجربة؟
هذه المسرحية من تأليف الشاعر جمال بخيت ومن بطولة على الحجار وهدى عمار ومحمد عزب ومحمد شرف وهي عبارة عن خلط بين رواية "عودة الروح" ومقالة "عودة الوعي" وكلاهما من كتابة توفيق الحكيم.
ما رأيك في النقاد الذين يقارنونك بوالدك؟
لا أفهم كيف يتم مقارنتي مع مطرب يغني منذ 35 عاماً، أبي اكتشفه بليغ حمدي وصلاح جاهين وتعامل مع الموسيقار هاني شنودة وعبد الرحمن الأبنودي وعمار الشريعي كما أنه قام بغناء دويتو مع دومينجو ثاني أكبر مغني أوبرا في العالم .. وتاريخ طويل لا يسعني أن أرويه هنا ..فكيف بالله عليكم يمكن أن أقارن به؟!
ربما لأنك تشبه كثيراً؟
يضحك..نعم أعلم أني أشبهه كثيراً فهو في النهاية أبي..وربما يمكن مقارنتنا في الشكل فقط.
هل تصيبك الشائعات كونك ابن على الحجار؟
طبعاً، وبعضها يكون سخيفا ًجداً ..أثناء عرض مسرحية "يمامه بيضا" مثلاً، قام أحد المواقع المشهورة بدون ذكر أسماء بكتابة خبر ينص على أن على الحجار سيقوم بإنتاج فيديو كليب لابنه وسيلحن العمل ابن محمد الحلو والموديل ستكون بنت مدحت صالح! تصوروا
هل تقضي أوقات في التدرب مع والدك على الغناء؟
عادة ما أقضي مع أبي بعض الوقت في التحدث حول الأعمال الفنية، بالأمس مثلاُ أخذ يناقشني في أغنية أديتها في أحد الحفلات ونصحني بأن أقوم بتغيير أدائي في جزئية معينة منها، وكثيراً ما أسمع أبي أغاني حديثة وأناقشه فيها، ومالا يعرفه الكثيرون عن على الحجار أنه يسمع كل أنواع الموسيقى ويسمع الفن الغربي وخصوصاً القديم مثل البيتلز رولينج ستونز.
وما رأيه في الأغاني التي تقدمها؟
عادة ً ما تعجبه الأغاني التي أغنيها وهو معجب بنوع الموسيقى التي أقدمها وأنها مختلفة تماماً عما يقدمه فيمكن أن يظهر تميزي واختلافي عنه من خلالها.
ما هي المدرسة التي تتبعها في الغناء؟
أنا أحب الموسيقى الشرقية المصرية المخلوطة بالكلاسيك والروك وفي أغلب الأغاني الخاصة بي أخلط ما بين هذه الألوان الموسيقية، وأنا مع الانطلاق والجنون في الفن ..فالفن ليس له قيود أو معايير ولهذا أغني أحياناً وأعزف أحياناً وأغني بعدة لغات .. أتمنى أن أقدم فناً راقياً بكلام بسيط ومتنوع ومعبر.
لماذا اتجهت إلى تعريب بعض الأغاني مثل أغنية "ميشيل" لفريق البيتلز؟
أنا مؤمن أن الفن لا يعرف الحدود الجغرافية فإذا وجدت أغنية تتناسب مع بيئتنا وثقافتنا ومجتمعنا وشعرت أنها ستكون مقبولة بعد التعريب فلا مانع من تعريبها وغنائها والتعرض من خلالها لألوان مختلفة من القضايا والمشاعر والأفكار.
هل يناقشك والدك في أغانيه قبل إصدارها؟
نعم، يسمعني أياها، وفي إحدى أغانيه تم توزيع الأغنية ولكن التوزيع لم يعجب أبي فطلب مني أن أسمع الأغنية وأن أضيف إليها ما أراه مناسباً من وجهة نظري وبالفعل قمت بالتعديل عليها وتم كتابة اسمي على الأغنية بجوار اسم الموزع الأصلي وهذا أكبر دليل على أن أبي يثق بالشباب ويرغب في إرضاء جميع الأذواق وهو يريد بالفعل العودة بقوة في الأيام القادمة بأذواق شبابية ولكن أصيلة.
ما أكثر ألبوم تحبه له وترى أنه حقق فيه هذا المعادلة؟
ألبوم "حوا وآدم".
لماذا لم تصدر ألبوم حتى الآن..بالرغم أن هذه الموضوع لم يعد صعباً هذه الأيام؟
أنا الآن شديد التركيز على حفلات اللايف لأنها في رأيي أول ما يصنع المطرب الحقيقي وخصوصاً بعد أن أصبح إنتاج وتسجيل الألبوم شيئاً في غاية البساطة حتى لضعاف الصوت، لأن هندسة الصوت كفيلة بتغيير الصوت وتحسينه تماماً، أما اللايف فهو يقوي الصوت ويخلق علاقة تفاعل ما بين المغني والمستمع وأنا سعيد جداً لأنني كونت جمهوراً بصوتي الحقيقي والفرقة التي تشاركني بدون أي هندسة صوت وعندما سأتعامل مع شركة إنتاج سأتعامل معهم كأحمد على الحجار المطرب وليس أحمد ابن على الحجار مع كل حبي لوالدي طبعاً.
هل يمكن أن تقوم يوماً ما بغناء مقدمة مسلسل أو أغنية فيلم؟
هي فكرة جيدة جداً خصوصاً لو كانت لعمل مميز لأن أغنية الفيلم أو تتر المسلسل تعلق كثيراً بالذهن وهي تعتبر بمثابة السنجل الذي يمكن أن أقدمه قبل خطوة تقديم الألبوم الكامل أو بين الألبومات.
تقوم بالتلحين لنفسك..هل يمكن أن نسمع قريباً بأحمد على الحجار الملحن قريباً؟
نعم.. ولم لا ؟ أحب التلحين كثيراً ولكني لن ألحن ألا ما أشعر به وما يشبه موسيقاي ولن أقوم مثلاً بتلحين أي أغاني تجارية فقط لإرضاء المنتجين.
هل ترى أن الألوان الغنائية التي يقبل الشباب الآن على سماعها غير مبشرة؟
المستمع بوجه عام يسمع ويشاهد ما يعرض عليه، وعندما سيجد الفن الجديد المميز سيتجه له ويتذوقه، ودور الفنانين المبدعين المثقفين بحق أن يحاربوا لإيصال الفن الجيد خصوصاً في فترات السقوط والركود.
كما يجب الوضع في الاعتبار أن المنتجين أحياناً لا يقدمون إلا الأعمال التي بها عري وابتذال وأفكار هابطة وللأسف اعتاد الشباب على هذا النوع من المنتجات الذي لا أستطيع تسميته فناً- والذي يسقط سريعاً بينما يخلد الفن الحقيقي.
أفضل العمل مع جيل الشباب لأن لديهم أفكاراً جديدة ومبتكرة، حداد قابلته في أحد البرامج التلفزيونية وكان عمري وقتها 13 عاماً، وأصدر أحمد حينها أول ديوان له وعمره 16 عاماً، فقرأت الديوان وأعجبني وأعجبت بكتابته كثيراً وعندما بدأت في تجهيز أغنياتي الخاصة كان يعرض حينها فيلم أوقات الفراغ الذي شارك فيه أحمد في التمثيل، فتذكرت كلماته وهاتفته وتم التعاون.
أما بالنسبة للموجي الصغير، فقد كان زميلي في معهد الموسيقى العربية، وفي المعهد لمست موهبته وقدرته على توصيل إحساس الكلمات بلحن قوي وبسيط ومعاصر وكل إلحانه لها طابع مميز.
ما خططك المستقبلية؟
بعد انتهائي من دراستي هذه السنة قررت أن أتفرغ تماماً للغناء وقد قررت أن أعمل بالفن وليس بأي مجال آخر وأنا بصدد تسجيل أول أغنية لي بعنوان "ليالي الصيف".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق