اعداد: شيماء الجمال
أن تجد شاباً في العشرينات من عمره تشغله قضية تعزيز هوية الطفل العربي لهو شئ يدعو للفخر في هذا الزمان..انه أحمد بركات المدرس المساعد بكلية الفنون الجميلة الذي لاحظ انجذاب الأطفال لمسلسلات وقصص كوميكس من نوعية سبيدرمان وباتمان فسأل نفسه لماذا يصبح سبيدرمان قدوة الطفل العربي. لماذا لا يكون القدوة خالد ابن الوليد أو بلال بن رباح؟ من هنا جاءت لأحمد فكرة مشروع كامل يهدف لتعريف الطفل بشخصيات التاريخ الإسلامي المؤثرة عن طريق الرسم وبعدة صور مختلفة مثل أفلام الكارتون وقصص الكوميكس والموسوعات الإسلامة وموقع على الإنترنت.
"جنود الله " هو الإسم الذي أطلقه بركات على مشروعه والذي اعتمد فيه على عرض الشخصيات الإسلامية على خلفية مصورة ذات طراز عربي متمثل في الخطوط الإسلامية القديمة والتي نفذها بطريقتين: الأولى الصورة الملونة بألوان زاهية، والثانية لون واحد بدرجاته أو ما يطلق عليه (المونوكروم).
يقول أحمد عن فكرته: " جاءتني فكرة المشروع عام 2003، وكان من أهم الأسباب التي دفعتني إليها هو ما لاحظته في كارتون "سبيدرمان" والذي تم إعادة صياغته بشكل ومضمون جديد بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، حيث ظهرت شخصية سبيدرمان كرمز للولايات المتحدة (ألوان ملابسه تتكون من نفس ألوان العلم الأمريكي)؛ من هنا بدأت البحث في القيم التي تحملها أعمال الكومكس فوجدت أنها تحمل مضمونا سياسياً بشكل غير مباشر، يتم تسريبه لعقول اطفالنا دون أن يبشعروا، ووجدت أن كثيراً من أعمال الكوميكس الغربية تعتمد على الإبهار أكثر من كونها أفلام مفيدة ذات قيمة، وهو ما حقق لها الإنتشار الواسع فأصبحت تطبع على الملابس والملصقات وتصمم على هيئة ألعاب للأطفال واصبح هدفها تجاري بحت. من هنا التفت إلى شخصيات الأبطال في التاريخ الإسلامي والتي لم تقدم بشكل صحيح وجذاب في الأعمال الموجهة للطفل، لذلك بدأت في رسم قصصًا بشخصيات عربية تحكي مواقف من التاريخ بنفس جودة الألوان والرسوم الجذابة التي يستخدمها الغرب".
توجه بركات إلى العديد من شركات الإنتاج عارضاً عليهم فكرته ولكن لم تحدث أي استجابة، في حين عللت دور النشر التي توجه إليها رفضها بسبب ارتفاع سعر وتكاليف الطباعة، كذلك توجه إلى جهات حكومية ثقافية إلا أنها لم تعط الموضوع أي اهتمام، ولكن بعدما نشرت إحدى الصحف مقالاً عن فكرته بدأت بعض شركات الإنتاج تعلن عن رغبتها في التعاون معه ولكنه رفض ذلك لأنه شعر أن الموضوع بالنسبة اليهم ربحي فقط وهو ما يتعارض مع المشروع لكونه ثقافيا وتعليميا، إلى أن حدثنه هاتفيا ياسر جعيصة رئيس تحرير مجلة "نونة" للأطفال، وطلب منه المشاركة معهم برسوماته في المجلة التي تحمل توجها دينياً وتهتم بشخصيات التاريخ الإسلامي وتؤمن بالفكرة وبالفعل كانت البداية معهم برواية صلاح الدين الأيوبي كاملة.
للإطلاع على موقع جنود الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق