على موقع "الكتابة" ..يستاهل القراءة !!
من أقواله :
لا أحد يعلم على وجه الدقة، هل يكتب الروائي روايته، أم تكتب الرواية عالمها الكامل، بما فيه كاتبها، وأوراقه، وأقلامه، ومنضدته، وكوب شايه.. كل أبطال الروائي حقيقيون أكثر منه، هم اخترعوه، واتفقوا فيما بينهم أن يلعبوا معه لعبة طريفة أعلموه بها: أنت تكتب ونحن نعيش، نأكل ونشرب ونتضاجع.. طالما اخترت الكتابة اكتب، ونحن سنحيا بدلا منك، حتى نخبرك بكل هذه المتع الموجودة في الحياة، لولانا ما كنت ستعرف شيئا.
الكاتب مع قارئه كالصائغ الماهر مع زبوناته الجميلات، تعددت الأذواق والقرط واحد، والسوار واحد، والقلادة واحدة.. هذه يا سيدتي ستكون تحفة في رقبتك، وهذا سيأكل قطعة من معصمك الجميل، هل تحبين أن تجربي هذا أيضا، خذي هذا هدية عليه، نحن نفتح مبكرا، ونعمل طوال أيام الأسبوع، لا نعترف بالعطلات، ننام قليلا، ونسهر من أجل راحة القراء.
القارئ مع كاتبه، مثل صاحب البيت الذي لا يعجبه سلوك المستأجرين، مثل حماة تتصيد أخطاء زوجة ابنها لتنهرها.. لماذا كتبت هذا الإهداء، ألا تعلم أن الروايات تكون أفضل كثيرا من دون إهداءات؟ هل الشخصية الرئيسية في الرواية تعبر عنك؟ ألم تجد مصيرا أفضل لبطلك من الموت في بداية الرواية؟ هل الأحداث التي ذكرتها في روايتك الأخيرة حقيقية؟
الكاتب يكتب عن الحياة، تلك التي لا يرضى عنها أحد، يكتب عن الأشجار المورقة، بالوعات المجاري، سيارات الأجرة، سلالم البنايات العالية، الظلام، الرصيف، البهجة، الشحاذين، فتيات المحلات الفقيرة، عن المقاهي، زنا المحارم، الأنهار، العطارين، الجامعات، أمراض القلب، الحشرات، الشيزوفرينيا، المطاعم، الجبال، الأصدقاء، فتيات الليل، الشقق الكئيبة، المخدرات، الشاي، السجون، القبعات، الكاتب يكتب عن كل الأشياء التي يكرهها القارئ، وفي النهاية يطلب منه تعاطفا ما، رغم أن التعاطف وحده ليس كافيا.
لا أحد على وجه الدقة يعلم، هل الرواية هي الحقيقة، أم أنها كتاب لتفسير الأحلام، أو وصفة شعبية لعلاج أمراض الجسد والروح في آن واحد، رواية لنزلات البرد، وأخرى لعلاج الصرع، وثالثة لسرطان الثدي، ورابعة للاكتئاب.. ممنوع صرف الدواء إلا بأمر الطبيب، ولدواعي الاستعمال انظر النشرة الداخلية.
خارج النص :
يعجبني ما يكتب هذا الرجل ..
الصورة من تصويري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق