المسحراتي ..اين أنت؟

اعداد شيماء الجمال - جريدةعين

اصحى يا نايم

وحد الدايم

و قول نويت

بكرة ان جيت

الشهر صايم

والفجر قايم

اصحى يا نايم

وحد الرازق

رمضان كريم

فؤاد حداد

ايوة هو! بجلابيته، وفانوسه، وإبنه الصغير، وطبلته. ا لشخص الحاضر الغايب اللي بيزورنا شهر واحد كل سنة و مع ذلك بيسيبلنا تراث مميز وبيحفر فى دماغنا ذكريات ما تتنسيش ….المسحراتي

زمان كان المسحراتي بيرتبط إرتباط كبير بشهر رمضان، مبنحسش ان رمضان ابتدى الا لما نسمع دقات المسحراتى على (الطبله) الصغيرة عشان يصحي الناس لتناول وجبة السحور قبل صلاة الفجر. ولكن اليومين دول ومع تطور وسائل التكنولوجيا الحديثة، أصبح دوره ثانوي، مجرد تراث إجتماعى أو مهنة تستدر عطف الناس في رمضان عشان الناس بتحب تتصدق وخلاص.

أول مسحراتي في التاريخ كان في عهد الرسول محمد عليه الصلاة والسلام وهو "بلال ابن رباح" اللي كان بيلف الشوارع والحارات عشان يصحي الناس .أما في مصر فإن أول من قام بدور المسحراتي هو الوالي "عنتبة بن اسحق" سنة 832 ه وده أثناء فترة فتح مصر، ومن ساعتها حازت المهنة دي على إحترام وتقدير المصريين بعد أن قام الوالي بنفسه بإيقاظ الناس، وإستمرت المهنة دي حتى لحد النهاردة .

وكان فيه ستات بيلبعبوا دور المسحراتي، في العصر الطولوني كانت المرأة بتنشد الأ ناشيد من وراء نافذة (شباك) بشرط انه يكون صوتها جميل وتكون معروفة لجميع سكان الحي بالإضافة ان كل امرأة كانت بتنادي على جارتها بصوت عالي عشان تصحيها من النوم.

أما في الريف والقرى فكان العمدة هو اللي بيتولى بنفسه مهمة إيقاظ أهالي القرية للسحور أو يتولى تقسيم شوارع القرية على عدد من المسحراتية ويبدأ كل منهم العمل ابتداء من ليلة رؤية هلال رمضان وحتى ليلة عيد الفطر وهي الليلة اللي بيعدي فيها المسحراتي على جميع البيوت اللي في المنطقة ليس بهدف التسحير ولكن للحصول على أجره الذي غالبا ما يكون بعض المال أو كحك ولحوم العيد.

كان المسحراتي مصدر الهام لكتيرمن أهل الفن وأشهرهم الشاعر فؤاد حداد اللي كتب فيه قصيدته الشهيرة اللي غناهنا "سيد درويش" ليصبح بعدها من أشهر المسحراتية في مصر و بقى بيصحى على صوته ملايين من المصريين يومياً في معاد السحور، أما المسحراتي الأصلي دلوقتي فيعتبر صاحب عرض مسلي بيتفرج عليه الأطفال من البلكونات ويعملوله باي- باي بأيديهم و يضحكوا.