الثلاثاء، 13 أبريل 2010

العودة للطفولة


مقالي الإسبوعي في جريدة عين - 4 you


توصلت لشيء غريب مؤخراً، وهو أن كل الاشياء التي أفعلها الآن وأنا كبيرة كنت أقوم بها وانا طفلة بطريقة ما، وكنت أحبها ولكنني نسيتها مع الزمن. وكلما بدأت نشاطاً جديداً أو جاءتني الرغبة لفعل شيء ما أكتشف انني كنت أفعل نفس الشيء وأنا طفلة.

عندما كنت في التاسعة من عمري كان عندي هواية غريبة، كنت اشتري دفاتر الرسم البيضاء والكثير من المجلات التي كنت أقرأها أولاً ثم أقص صور المشاهير منها وأحتفظ بها في ملف خاص، كما كنت أيضاً أسجل معظم البرامج التلفزيونية التي كنت اشاهدها وبعد ذلك أشاهدها مرة أخرى بتركيز لأستخرج منها أخبار المشاهير الذين كنت أحتفظ بصورهم، وكنت أكتب الأخبار تحت الصور التي الصقها في الدفاتر البيضاء، بإختصار كنت أصنع مجلات وأمارس الصحافة بدون أن أدري، والغريب أنني دخلت كلية آداب قسم ارشاد سياحي ولم انتبه يومياً لحبي للصحافة إلا بالصدفة.

أيضاً في طفولتي كنت أقابل أحدى الجارات وأصنع معها بطاقات تهنئة وملابس للدمى ولم أتصور يوماً أنني عندما سأكبر سأعمل لمدة ثلاث سنوات في صناعة بطاقات التهنئة يدوياً لواحداً من أكبر محلات الهدايا في مصر !

الموقف الذي أمر به الآن وجعلني أذكر لكم كل هذا الكلام هو التفكير الذي لا ينقطع في السفر للهند..كثير من العلامات - التي أؤمن بها كثيراً- تحدث: توقظني صديقتي في السابعة صباحاً بلا مناسبة لحضور احتفال هندي، احاور مصورة سافرت للهند مؤخراً، أتعرف على الكثير من الهنود..بالعودة للطفولة أتذكر الآن كم الأغاني الهندية التي كنت أسمعها، أتذكر زياراتي للهنود عندما كنت أعيش في السعودية والسعادة الغريبة التي كنت اجدها في أكل الأرز بالكاري وارتداء الساري الهندي وشم الروائح المنبعثة من التوابل ..كل هذا يجعلني اتأكد أنني سأسافر للهند قريباً.

خلاصة ما أريد قوله: ما نحبه في الصغر نجتذبه إلينا لا أرادياً ونحن كبار..لو بحثنا في كل الأشياء المحببة التي نفعها الآن سنجدها اشياء كنا نحب فعلها في الماضي وعندما كبرنا عادت لتنادينا.

تعالوا ننقب عن الكنوز التي بداخلنا منذ أيام الطفولة.

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

جميل جداً :)

غير معرف يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

زوار المدونة