حوار: شيماء الجمال، عين
عمرك فكرت ازاي تستغل مواهبك وامكانياتك عشان تعمل حاجة حلوة لمصر ؟ عمرك فكرت تمسك فرشاة والوان وترسم حاجة ع الحيطة تسعد بيها غيرك؟ مسكت مقشة قبل كدة وكنست الشارع اللي تحت بيتكم؟ ..فيه شباب في بلدنا بيعملوا كدة دلوقتي، ما بيحبسوش فنهم وقدراتهم جوا قلوبهم، بينشروا عبير فنهم وايجابيتهم في شوارع بلدنا ..تسنيم لمشد واحدة منهم!
تسنيم المشد فنانة تشكيلية ليها انجازات كتير، كان آخرها انها رسمت جدارية بطول 72 1متر على سور وزارة الزراعة بالدقي! تعالوا نتعرف عليها أكتر في الحوار ده:
ازاي قدرتي ترسمي جدارية بالطول ده ؟
بصي هو رسمي للجدارية ده مجاش فجأة، كان فيه الأول استعدادات كتير وتدريب مريت بيه عشان أوصل للمستوى اللي يؤهلني لرسم عمل ضخم كده.
احكيلي عن التدريبات دي؟
هي مش تدريبات بالمعنى المعروف، تقدري تقولي مراحل فنية مختلفة ساعدت في نضج الرسم بتاعي.أنا كنت بحاول لمدة 5 سنوات اني أشارك في مسابقة صالون الشباب ومكنتش بنجح لأن الأعمال بتاعتي مكنتش لسة ناضجة بما يكفي، لكن الحمد لله ربنا وفقني وأشتركت في 2008 في المسابقة بلوحتين كانت واحدة منهم مساحتها 150×150 ودي تعتبر لوحة كبيرة نسبياً والحمد لله فزت بالجائزة وفي ناس كتير اتعرفت على شغلي.
أما الخطوة التانية فكانت تجربة الورشة التابعة للصالون ودي هي اللي فعلاً صقلتني فنياً لأن كان فيها حرية كبيرة في اختيار المضمون والمساحة وكان فيها خامات كتير وتحرر فني، ساعدتني الورشة اني أتعرف على فنانين كتير واساليب متنوعة في الرسم.
وازاي عرفتي تنفذي الجدارية دي؟
بعد معرض صالون الشباب لقيت تليفون من مكتب أستاذ محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية وروحت قابلته وكان فيه لجنة تحكيم مسؤولة عن تقييم اعمال الفنانين اللي هيشاركوا في الجدارية ووقع الإختيار عليا الحمد لله أنا وشاب تاني.
وايه اللي شجعك لتفيذ الجدارية ؟
الأستاذ محسن شعلان طمني جداً ووفرلي "سيكيوريتي" وأمان كبير في الشارع وكان بيتابع الشغل دائماً وكأنه مشروعه الخاص، غير أنه لم يبخل بأي خامات على الإطلاق عشان أنفذ الشغل ده وده اللي حمسني.
كلميني عن الصعوبات اللي واجهتيها.
كان فيه صعوبات كتير جداً كان أولها بعد المسافة عن بيتي، وكان كل الشغل ده بيتم بعد شغلي الأصلي وهو التدريس فكنت طبعاً ببقى مرهقة على آخر اليوم. بالنسبة للشباب اللي كانوا بيساعدوني كانوا كلهم طلبة وغير محترفين والأهم غير منتظمين وجادين واضطريت اتعامل معاهم نتيجة ضعف الإمكانيات المادية.
تسنيم..ايه المدرسة اللي بتتبعيها في الرسم؟
مش هقدر أصنف نفسي دلوقتي كفنانة ليها مدرسة في الرسم لأني لسة بجرب وبتعلم وبتأثر
بمدارس كتير لكن أقدر اقول اني متأثرة جداً بالمدرسة التكعيبية والمدرسة التأثيرية والفن البدائي الفطري وده، وده الإسلوب اللي اتبعته في رسم الجدارية، أما بالنسبة للألوان فكنت ملهمة بجو مصر، استخدمت الألوان الترابية والطوبية .
تعالي نرجع فلاش باك ونتكلم عن تسنيم الطفلة ..من امتى بترسمي؟
برسم من وأنا عندي 3 سنين، ومامتي هي أول واحدة لاحظت أني بعرف أرسم كويس، لأني كنت لما أمسك كتاب والاقي فيه أي مكان فاضي كنت بقعد أرسم فيه رسومات ليها معنى مش مجرد شخبطة وخلاص وماما شجعتني جداً وكانت كل الهدايا بتجيبهالي ليها علاقة بالفن، عيشتني في مود الفن بدري حتى أن الوان الزيت كانت عندي وأنا في ثانية إبتدائي.
ازاي ممكن الفنان يخرج فنه من المعارض واللوحات ويخليه ملك لكل الناس؟
لازم عين الناس تتعود على الالوان الحلوة، لازم الفنانين يتكاتفوا عشان نتخلص من ظاهرة التلوث البصري اللي بقت مالية الشوارع. لما رحت إيطاليا وسويسرا شفت حجات كتير، شفت ازاي لما بيبنوا عمارة بيغطوا كل العمارة بلوحة كبيرة بطول العمارة مرسوم عليها شكل العمارة لما هتخلص بالألوان، مش عايزين الناس تشوف منظر طوب واسمنت ومحارة. شفت شغل فنانين برازيليين بيرسموا للناس ولتجميل شكل الأماكن وازاي شغلهم مرسوم على كل جدران محطة المترو فرجعت طبعاً حاسة ان جوايا طاقة كبيرة اني أعمل حاجة لبلدي زي الناس دي ما بتعمل وده الإحساس اللي بحاول أوصله للأطفال اللي بعلهمهم، انهم يحبوا الفن و يحبوا الألوان وعنيهم تاخد على الجمال .
QUOTES
تسنيم: "عندي افكار ومشاريع كتير عايزة أنفذها بس مش لاقية التمويل الكافي ومش لاقية حد يخلصلي الإجراءات الرسمية ويطلعلي التصاريح".
"عشت 15 سنة برة مصر ولما جيت مصر حبيتها وحبيت ناسها، حبيت الشعب الكادح والمواطن المصري البسيط."
" كنت بروح حواري القلعة وأرسمها، في الأول كان الناس فاكريني بتتريق وبعد كدة فهموا اللي انا بعمله وحبوا الفن والألوان لدرجة أنهم كانوا بينزلولي وجبات الإفطار في رمضان بالسبت ".
مدونة
هناك تعليقان (2):
المدونة فعلا عجباني خالص بكل مواضعيها كلها
ربنا يخليك يا حسام ما تحرمنيش من تعليقالتك
إرسال تعليق